مساء الأمس احتفت وزارة الثقافة بالمنجزات الثقافية السعودية، حيث كرمت روادها ومبدعيها في كافة القطاعات الثقافية، وذلك في الحفل الختامي للدورة الرابعة من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- ومساء اليوم وبرعاية كريمة من سمو وزير الثقافة تتشرف هيئة المسرح والفنون الأدائية بالاحتفاء بمهرجان المسرح الخليجي، الحدث الأبرز إقليمياً في مجال المسرح والذي تقدم فيه دول مجلس التعاون الخليجية مسرحيات مختارة تمثل نخبة حراكها المسرحي، يعقد المهرجان الذي تستضيفه الرياض للمرة الأولى ليكون حدثاً محفزاً لازدهار مجال المسرح الخليجي ومنصة لتعزيز ارتباط الجماهير الخليجية بأبرز أعماله، وقريباً وعلى المستوى المحلي يحتفي المسرحيون السعوديون بمهرجانهم السنوي (مهرجان الرياض للمسرح) في نسخته الثانية، والذي يأتي تتويجاً لجهود هيئة المسرح والفنون الادائية التابعة لوزارة الثقافة، لغرض تعزيز الحراك المسرحي ودعم الإنتاج المحلي للمسرح السعودي، بالعودة الى مهرجان المسرح الخليجي الذي سيكون حدثاً مهماً، فإنه سيجمع المسرحيين في الدول الخليجية من خلال مهرجان طال انتظاره بعد فترة توقف، والذي نأمل أن تكون عودته فاتحة لعودة نشاط المسرح الخليجي المشترك، وانطلاقة جديدة للتعاون الخليجي في احد أهم الفنون العالمية، ونخن كمسرحيين لدينا قناعة أن مستوى العمل المسرحي في دول الخليج، أصبح متقدماً بشكل واضح على المستويين العربي والإقليمي، الفرق الأهلية من خلال هذا المهرجان هي خطوة رائعة يشكر عليها القائمون عليه منذ تأسيسه، نعم المهرجان طال انتظاره بعد أن كان له دور كبير في الحراك المسرحي الخليجي منذ أربعين عاماً مضت، لكنه عاد في هذه الدورة ليتنفس من جديد، فالمهرجان عاد لينهض ولابد من استمراريته، فقد انطلق لأول مرة عام 1988 في الكويت، واستمر تنظيمه بشكل دوري بين دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن يتوقف ويعود مجدداً هذا العام لتستضيفه الرياض لمرة الأولى، فأهلاً بالمهرجان وبمن فيه من قائمين عليه والمنظمين والمسرحيين المؤلفين الممثلين المخرجين الفنيين وغيرهم من ذوي العلاقة المسرحية، قد يسأل قارئ هذا المقال، لماذا لم ارحب بالجمهور الذي سيأتي لمهرجان المسرحي الخليجي بدءا من الليلة ولمدته سبع ليال ؟ بالطبع الجمهور الذي سيحضر هذا المهرجان يستحق الترحيب، لكنه ليس الجمهور المسرحي العريض الذي سيدفع ثمن حضوره عبر شباك التذاكر، إنه جمهور دعوات خاصه يحضر ليشاهد عرضاً مسرحياً بلا ثمن، يسمونه الجمهور القليل النخبوي ليشاهد مسرحيات نخبوية، أما جمهور شباك التذاكر فهو الذي يشاهد محتواه الاجتماعي ليضحك منه ويحزن عليه، يرى واقعه في صورة مصغرة بلا زيف أو تلفيق فني، يشاهد مسرحه كتابة وتمثيلاً وأخرجا بلا فلسفة فنيه، وبالتالي عليه أن يدفع الثمن لأنه الجمهور الكثير الغالي.