ديوانية آل حسين وجمعية المكتبات والمعلومات السعودية في جامعة الملك سعود نظمتا لقاء "جسور الإبداع والتواصل الثقافي"

امتداداً لإثراء الفكر والمعرفة والحفاظ على الموروث التاريخي المتعلق بهذا الجانب تحديداً، استضافت ديوانية آل حسين التاريخية بالتعاون مع جمعية المكتبات والمعلومات السعودية بجامعة الملك سعود الباحث في الموروث الأستاذ سعد الثنيان، وذلك في لقاء مميز حمل عنوان "جسور الإبداع والتواصل الثقافي"، حيث أدار الحوار الكاتب الصحفي الأستاذ عوضة الدوسي. استعرض الأستاذ سعد الثنيان خلال اللقاء الفنون الأدائية في المملكة العربية السعودية، مبينًا أنواعها وانتشارها في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. كما تناول العرضة السعودية، موضحًا خصائصها والعناصر الأساسية التي يجب توفرها فيها، وأبرز محطاتها التاريخية، خاصة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.
تحدث الثنيان عن بداية العرضة السعودية التي كانت تبدأ بما يُعرف ب"الحوربة"، حيث يرفع أحد المنشدين الصوت ببيتين من الشعر الحماسي، ليجتمع الباقون حوله ويرفعون أصواتهم بنفس الأبيات، رافعين المحورب على الرؤوس، وهي بمثابة الإشارة إلى بدء العرضة، حيث كانت وسيلة لإعلان التجمع الحربي للفرسان عبر رفع الصوت. وبعد ذلك تبدأ مراسم العرضة برفع البيرق الذي يحمل شهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ثم يؤدي الجميع العرضة وفق تقاليدها المتوارثة.
تتكوّن العرضة من الراية، والسيف، ولباس العرضة، والطبول، وتُختم بالتهويسة التي تعبر عن الحماس والتكاتف، وأشار إلى أن التهويسة المعروفة باسم "الزمية" تكون بأبيات حماسية (تحت بيرق سيدي سمع وطاعة)، تأكيداً لحب الأرض والقائد، حيث يجتمع الفرسان ويرددون أبياتًا شعرية حماسية، كما تطرق الثنيان إلى الحديث عن العرضة الجنوبية، وفن الدحة الشهير شمالي المملكة، إضافة إلى أنواع الفنون الأدائية في المنطقة الغربية، مؤكدًا على أهمية هذه الفنون في ترسيخ الهوية الثقافية والوطنية، وقد حظيت الأمسية بحضور كبير من قامات أدبية وفكرية وثقافية وإعلامية، إضافة إلى عدد من المهتمين بهذا الإرث الوطني العظيم. وقد شهد اللقاء مداخلات من عدد من الأدباء والمثقفين، حيث تحدث الأستاذ عبدالله الحسني، مدير تحرير صحيفة "الرياض"، مشددًا على أهمية هذه المحاضرات في توثيق الفنون الأدائية وتعزيز الوعي الثقافي، كما شارك الدكتور أحمد الشهري، رئيس مجلس إدارة جمعية منتدى الخبرة السعودي، مؤكدًا على ضرورة توثيق الفنون الأدائية باعتبارها جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، وموروثًا ثقافيًا يعكس تاريخ الأمم والشعوب.
وقد قدم سعادة المؤرخ أ. عبدالعزيز بن سليمان الحسين، المشرف العام على الديوانية، شكره للضيف والحضور، منوهًا إلى أن المناسبة الغالية على قلوبنا (المرتقبة) يوم تأسيس هذا الوطن العظيم، ستتبعه فعاليات مماثلة في ديوانية آل حسين التاريخية تتناول كل ما يتعلق بهذه المناسبة، داعياً الله أن يحفظ ولاة أمرنا ووطننا الغالي، وفي ختام اللقاء، قام الأستاذ عبدالرحمن الحسين، نائب المشرف العام على ديوانية آل حسين التاريخية، بتكريم الضيف الباحث الأستاذ سعد الثنيان بدرع تذكارية، تقديرًا لجهوده في البحث والتوثيق الثقافي، كما شهد الختام إلقاء عدد من الأبيات الشعرية من قبل شعراء الحضور، في أجواء تعكس عمق التراث والثقافة السعودية. يُعتبر هذا اللقاء من الفعاليات الثقافية المهمة التي تسهم في الحفاظ على التراث السعودي وتعزيز الوعي بالفنون الأدائية كجزء أساسي من الهوية الوطنية، مما يعكس اهتمام المؤسسات الثقافية بتوثيق هذا الإرث للأجيال القادمة.
تكريم الأستاذ سعد الثنيان