يقدم المركز البلدي للأشخاص ذوي الإعاقة بحي الحمراء العديد من الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة، اجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا وترفيهيًا، والمفصلية هنا تكمن في توفير بيئة متكاملة ومستدامة لهذه الفئة، بما يسهم في تحسين جودة حياة المستفيدين، واندماجهم في المجتمع.. منذ أكثر من عشر سنوات، ومنذ تبلور مفهوم سهولة الوصول الشامل الذي يعنى بدمج وتمكين ذوي الإعاقات، ونحن نحاول جاهدين أن نبرز للمجتمع بشكل عام أن ملف الاهتمام بتمكين ذوي الإعاقة ليس فقط عملاً إنسانياً، بل عمل اقتصادي اجتماعي جوهري، وأتذكر جيدًا أني بدأت بالعمل على هذا الملف، قمت باستخدام مصطلح التكلفة الإنتاجية بدلاً من الاستهلاكية، وأتحدث هنا عن تكلفة تجهيز وتهيئة المرافق لتمكين ذوي الإعاقة. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، ومنذ إمارته على الرياض الحبيبة، وهو معني بشكل مستمر داعم لملف ذوي الإعاقة، ومنذ توليه وحمله لأمانة الحكم أخذ ملف ذوي الإعاقة منحى أكثر تنفيذًا وتوعية ودعماً، وبعد انطلاق رؤيتنا المباركة 2030 وتولي عرابها سمو ولي العهد -يحفظه الله-، أخذت تفاصيل ملف ذوي الإعاقة بالاتساق والتشريع والظهور على شكل تعليمات وتطبيقات مباشرة، وأخذ الأمر معها جدية أكثر وصرامة، وكذلك عامل زمني لتحقيق الإنجازات، حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة متقدمة جدًا ولله الحمد، وإن كان مازال لدينا الكثير لنفعله ونحققه، ولكننا نمشي بخطوات ثابتة واضحة، والأهم أن المسؤولين المكلفين أصبحوا اليوم يعرفون أهمية ملف ذوي الإعاقة ودوره وبعده الوطني، والحديث الآن يكون عن سمو أمين الرياض. الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين الرياض لديه رؤية تصورية أكثر عمقًا في ملف ذوي الإعاقة، ليس فقط لأنه من مدرسة عبدالعزيز بن عياف، بل أيضًا لأنه من رجالات الرؤية الذين تشبعوا بضرورة الاهتمام بالتفاصيل، ووضع الأمور في نصابها وبمسمياتها الحقيقية، وهذا واضح جدًا ويحسب له في كل أجندات عمله الدورية أو اليومية، ولكن في ملف ذوي الإعاقة اهتمامه يأتي على عدة أوجه؛ أولها أنه ضمن مهام عمل الأمانة بشكل اعتيادي، وثانيها أن أمانة الرياض تعتبر نموذجًا لكل أمانات مدن المملكة، والسباقة إلى كل مجال وباب لم يفتح بعد، أو يحتاج إلى تطوير، وبالتالي فإن أي تجربة أو فكرة أو مشروع، حين يراد له أن يكون في أمانة الرياض، فإنه لا بد أن يصنع ويقدم ويخرج على أفضل صورة، لا مجال للخلل أو الانحراف، لأن أمانة الرياض هي الشقيقة الكبرى، وهي المقياس الأمثل لبقية الأمانات. مؤخرًا سمو الأمين افتتح المركز البلدي للأشخاص ذوي الإعاقة بحي الحمراء، نيابة عن الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، المركز يقدم العديد من الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة، اجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا وترفيهيًا، والمفصلية هنا تكمن في توفير بيئة متكاملة ومستدامة لهذه الفئة، بما يسهم في تحسين جودة حياة المستفيدين، واندماجهم في المجتمع، وهنا أود أن أضع رسالتي على مكتب سمو أمين الرياض. سمو الأمين -يحفظه الله-، شخصية قريبة من النفس، يعرف كيف يقرأ ما بين سطور ردود الأفعال، بعد افتتاح مكتب الحمراء، سموه ورجالات الأمانة، تواجدوا مع ذوي الإعاقة، دماثة وكلاماً من القلب، بعد يوم حافل يأخذ الانطباعات الأولية، هذه الانطباعات التي عادة ما تكون عفوية، وحديثه كان تأكيدًا على أن هذا الإنجاز في الحمراء هو استمرار ومسيرة، وأن العمل الاحترافي الإداري حين يؤطر بروح المحبة والأخوة والشعور بالمسؤولية والأمانة فإن الإنجازات ستكون رائعة، لكن التواصل هي لغة يتقنها سمو الأمين. سموه يعلم جيدًا أن المهمة ليست سهلة، فهي تحتاج إلى استمرار العمل عليها، وهو ينتهج الجدية ويركز على إعادة إطلاق حملات التوعية، ليس من باب تذكير الناس بكم هؤلاء الفئة غالية على قلوبنا، بل بحاجة المجتمع إلى تفعيل وتمكين ودمج فئة ذوي الإعاقة، وربطها بعوامل التكلفة والإنتاج والاستدامة، حين قال سموه: فئة غالية على قلوب الناس، فهو أيضًا يبرهن على أن هذه الفئة هي بمثابة بارومتر مقياس النجاح، حين يصل ذو الإعاقة بكرسيه المدولب إلى أي مكان ويخدم نفسه، للعالم كله أن يتخيل ويتصور ماذا يمكن للعقل السعودي أن يحقق لنفسه.