عقدت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية ومركز التميّز للصحة الذكية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، أمس الأحد، ورشة عمل مشتركة جمعت نخبة مع العلماء والقادة في كلتا الجهتين، لمناقشة تنظيم الأجهزة الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتقنية الحيوية وسبل الابتكار فيها. وشهدت الورشة جلسة نقاشية للقادة بعنوان "الشراكة بين الهيئة العامة للغذاء والدواء وكاوست: الاستفادة من الخبرات لتسريع التأثير في النظام الصحي"، شارك فيها معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام بن سعد الجضعي، والبروفيسور إدوارد بيرن، رئيس كاوست، والمهندس علي بن محسن الضلعان نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأجهزة والمنتجات الطبية بالهيئة العامة للغذاء والدواء، والبروفيسور بيير ماجيستريتي، نائب الرئيس للأبحاث في كاوست، أدارها البروفيسور عماد غالوزي، رئيس مركز التّميز للصحة الذكية في كاوست، وناقشت الجلسة الخطوات التي يتم اتخاذها وتطبيقها في مجال التقنيات الصحية. وافتتح معالي الدكتور الجضعي الورشة بكلمة أكّد فيها أن المملكة اتخذت خطوة تاريخية من خلال اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية بهدف تعزيز مكانتها كدولة رائدة في هذا القطاع، مع التركيز على تحسين جودة الحياة عبر قطاعات متعددة، بما في ذلك المنتجات الطبية، والأدوية، والأجهزة الطبية، والزراعة، والغذاء، والتطبيقات الصناعية. وأشار إلى أن أنظمة وتشريعات "الهيئة" واكبت التطورات في مجال الأجهزة الطبية المعتمدة على التكنولوجيا الحيوية والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال إنشاء إطار تنظيمي شامل مصمم خصيصًا للتكنولوجيا الحيوية والتقنيات الجديدة، كمتطلبات الأجهزة الطبية التي تعتمد على التكنولوجيا الحيوية، إضافةً إلى إنشاء أقسام ولجان متخصصة لذلك مثل قسم التجارب السريرية والتكنولوجيا الحيوية، وقسم التكنولوجيا الحديثة والصحة الرقمية، إلى جانب تواجد "الهيئة" بشكل فعّال في الهيئات والمنظمات الدولية، مما يساهم في الاطلاع على أحدث الابتكارات والتقنيات الطبية. كما أكّد على أهمية التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتكنولوجيا الحيوية، مشيرًا إلى عمل وشراكة "الهيئة" مع وزارة الصحة لتنظيم التكنولوجيا الحيوية في الرعاية الصحية، ووزارة الاستثمار لجذب المستثمرين، ووزارة التعليم والمؤسسات البحثية لتبني الابتكارات، ومن ذلك هذه الورشة التي نهدف من خلالها إلى استكشاف العلاقة بين التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها التحويلية في مجال الأجهزة الطبية، والابتكار والتعاون في هذا المجال. من جانبه، قال رئيس "كاوست" البروفيسور بيرن أن هذه الورشة تأتي في وقت مهم للغاية، ويسعدنا أن نستضيف الحلقات النقاشية المصاحبة لها وما تتضمنه من عروض تفاعلية على الأجهزة والتقنيات الحديثة التي ابتكرها أعضاء هيئة التدريس في مركز التميّز للصحة الذكية في كاوست، كما تبرز الدور الحيوي الذي تقوم به "الهيئة" في دعم الابتكار في مجال الأجهزة الطبية. إن استخدام منصات مثل هذه الورشة بالتعاون مع الهيئة العامة للغذاء والدواء يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا في المملكة". وخلال الورشة استعرضت "الغذاء والدواء" مبادرة "مسار الأجهزة والمستلزمات الطبية المبتكرة"، ودورها في دعم التصنيع المحلي والابتكار في هذا المجال، كما جرى شرح تجربة "كاوست" مع الأطر التنظيمية خلال تطوير مجموعة أدوات تشخيصية بتقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، واستعراض أبحاث حول المستشعرات وأدوات تشخيص الجيل القادم، وآخر المستجدات حول تطوير أجهزة الاستشعار الحيوية القابلة للارتداء. وركّزت إحدى جلسات الورشة على الذكاء الاصطناعي وتحديدًا أداة تشخيص الجلد (SkinGPT-4) التي أُطلقت في عام 2023، والأجهزة التي تم تطويرها لدعم الذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى استعراض تجربة تدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات المرضى في المستشفيات السعودية، كما تم تقديم لمحة عامة عن التقدم في تطوير التقنية الطبية القائمة على التقنية الحيوية. وتتماشى هذه الابتكارات -والمناقشات حول اللوائح التنظيمية المرتبطة بها- مع أهداف "كاوست" والهيئة العامة للغذاء والدواء لإيجاد حلول وتطوير تقنيات مبتكرة تعزّز الصحة العامة، وترفع متوسط العمر المتوقع في المملكة العربية السعودية، وتحد من انتشار الأمراض المعدية والمزمنة. كما تدعم هذه الجهود رؤية السعودية 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي.