افتتحت صباح الأحد فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة، الذي ينظمه مشروع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وذلك بالتزامن مع معرض أبوظبي للكتاب في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وقد حضر حفل الافتتاح سعادة مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والأستاذ جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومدير دار الكتب الوطنية في الهيئة، والدكتور علي بن تميم مدير مشروع (كلمة) للترجمة، وممثلون عن المؤسسات والهيئات الثقافية الكبرى في مختلف الدول العربية والأجنبية، وحشد من كبار الضيوف والمسؤولين والمتخصصين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي. وأكّد سعادة مبارك حمد المهيري خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر على أهمية الترجمة ودورها في التعرف على ثقافة الآخر، وبناء الحضارة البشرية، وقال: "يُسعدنا أن يأتي انطلاق مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة بالتزامن مع فعاليات الدورة ال 22 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي يجمع بسلاسة بين توفير فرص للتعاون التجاري بين دور النشر ومؤسسات صناعة الكتاب، وبرنامج ثقافي غني يُناسب الأكاديميين والقراء من كافة شرائح المجتمع وفئاتهم العمرية، ويجتذب نخبة من الكتاب والناشرين والوكلاء والموزعين والمفكرين ورموز الأدب والشعر والثقافة من مختلف قارات العالم". هذا وتضمّن حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلي حول أهمية الترجمة ودورها العلمي والحضاري، إضافة إلى توقيع اتفاقية النشر الإلكتروني بين مشروع (كلمة) و(دارالكتب الوطنية) مع دار (يوانميديا) الكورية للنشر، وذلك بهدف نشر مجموعة الكتب المترجمة من اللغة الكورية عبر المكتبة الإلكترونية لدارالكتب الوطنية. وشمل جدول أعمال المؤتمر الذي عقد تحت شعار (الترجمة وآفاق اللحظة الراهنة) عدة جلسات حوارية، حملت الأولى عنوان حركة الترجمة من العربية وإليها (من الموروث إلى الراهن)، حيث تناولت بالنقاش ميراث الترجمة من العربية وإليها، وكذلك الترجمة في العالم العربي الحديث، ومشاريع الترجمة ومؤسساتها، إضافة إلى تسليط الضوء على التحدّيات التي تواجه الترجمة من العربية وإليها، وقد أدارتها الأستاذة أمل ديبو، وتحدّث في الجلسة نخبة من المترجمين المتخصصين في الترجمة من مختلف اللغات الحية (الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية...) وإليها، ومنهم عزالدين عناية، وعمر الأيوبي، وثائر ديب، وكذلك جان جبور. أمّا الجلسة الثانية فحملت عنوان (الترجمة والهوية الثقافية) وأدارها الأستاذ صالح علماني، وتحدّث فيها مع باقة من المتخصصين في الترجمة للغات مختلفة هم حسن ناظم، وفيليب كنيدي، ورضوان السيد، حيث تناولوا بالحوار إشكالية الهوية الثقافية والترجمة، وألقوا الضوء على المواضيع الأكثر إثارة للجدل في الترجمة (الدين.. السياسة.. الأخلاق)، كما ناقشوا الرقابة الثقافية على الترجمة. وقد استضافت الجلسة الثالثة التي جاءت تحت عنوان (تحديات الترجمة "النشر والتوزيع والتمويل") وأدارها الأستاذ محمد رشاد، كمتحدثين فيها كل من عماد طحينة، وجمال الشحي، وذكر الرحمن، وتحدثوا عن دور النشر وأهدافها بين العلمية والتجارية، وكذلك دور النشر ومشاريع الترجمة، وسلطوا الضوء على توزيع الكتب ودوره في تكرار الترجمة، وكذلك على الترجمات الرائجة في العربية، وناقشوا حقوق الملكية الفكرية في دور النشر العربية. ويأتي مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة لإلقاء الضوء على حركة الترجمة من العربية وإليها في العصر الحديث، وتحقيق الأهداف المأمولة من هذا النوع من الفعاليات، حيث تتركز أهداف المؤتمر على إبراز أهمية الترجمة وضرورتها في عصرنا الحالي بكل ما ينطوي عليه من تقدّم معرفي، وكذلك إبراز أهمية الترجمة في التعريف بالثقافة العربية والإسلامية، وفي معرفة ثقافات الأمم الأخرى. كما يهدف المؤتمر إلى تشجيع المؤسسات الثقافية في المنطقة على تفعيل حركة الترجمة والنقل، لأهميتها في بناء حركة ثقافية وأدبية تمور بالحياة والحيوية، والوصول إلى الصيغ المثلى لترجمة العلوم والتكنولوجيا وبناء معاجم علمية متخصصة، إضافة إلى تطوير المناهج الجامعية في حقول الترجمة وإنشاء معاهد ترجمة متخصصة، لتخريج مترجمين مؤهلين وأكفاء.