دعم الابتعاث الخارجي وتعزيز البحث والابتكار تضم المملكة العربية السعودية نخبة من العلماء الذين قدموا إسهامات بارزة على الساحة العالمية وقدموا إسهامات جليلة في مجالاتهم، ما ساهم في رفع اسم المملكة عاليًا على الساحة العلمية الدولية. وهؤلاء العلماء حققوا إنجازات عالمية مرموقة في مجالات الطب والتكنولوجيا. وأسهم التعليم في المملكة بشكل كبير في بروز علماء عالميين من خلال توفير بيئة تعليمية متطورة، ودعم الابتعاث الخارجي، وتعزيز البحث والابتكار، مما مكّن المملكة من أن تكون جزءًا فعالًا في المجتمع العلمي العالمي. ولعب التعليم دورًا محوريًا في بروز علماء سعوديين على المستوى العالمي في مختلف المجالات العلمية والطبية والتقنية. وقد تحقق ذلك من خلال مجموعة من العوامل والسياسات التي ساعدت في تطوير الكفاءات الوطنية، ومن أبرز هذه العوامل: الاستثمار في التعليم والبحث العلمي حيث خصصت المملكة ميزانيات ضخمة لتطوير منظومة التعليم، حيث تم إنشاء جامعات مرموقة مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والتي تُعد من المؤسسات التعليمية الرائدة عالميًا. وتقديم برامج بحثية متقدمة ودعم الابتكار، ما أتاح للطلاب والباحثين الفرصة للمشاركة في مشاريع علمية دولية. كما أسهم الابتعاث الخارجي بإتاحة الفرصة الطلاب السعوديين الدراسة في أرقى الجامعات العالمية في مجالات مثل الطب، والهندسة، والذكاء الاصطناعي، مما أسهم في نقل المعرفة المتقدمة وتوطينها. وعاد العديد من المبتعثين إلى المملكة بمؤهلات علمية عالية، وساهموا في تطوير المؤسسات البحثية والتعليمية. «نبوغ وتشجيع» وللعلماء السعوديين تأثير واسع النطاق في عدة مجالات، مما عزز سمعة المملكة كمركز للتميز العلمي والابتكار,وبفضل استثمارات المملكة في التعليم والبحث العلمي، تستمر الكفاءات الوطنية في تحقيق إنجازات عالمية تعكس التطور العلمي الكبير الذي تشهده السعودية. كما أن تشجيع البحث والتطوير أسهم في نبوغ العلماء السعوديين حيث سبق وأسست المملكة العديد من مراكز الأبحاث في مختلف العلوم ومراكز بحثية متقدمة مثل: مركز الملك عبدالله للأبحاث والدراسات البترولية (KAPSARC), وسبق واحتفل المركز في 31 مايو 2023 بتخريج الدفعة الأولى من أكاديمية كابسارك، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة ورئيس مجلس أمناء المركز. وشملت هذه الدفعة 36 خريجًا أكملوا البرنامج العام لتأهيل القادة التنفيذيين، الذي عُقد بالشراكة مع المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD). يهدف هذا البرنامج، الأول من نوعه في المملكة، إلى إعداد قادة متميزين من شابات وشباب الوطن للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. يُعتبر هذا البرنامج باكورة البرامج والدورات التي يعتزم كابسارك تقديمها لدعم الكوادر الوطنية في منظومة الطاقة السعودية,وعلى الرغم من عدم توفر قائمة بأسماء الخريجين في المصادر المتاحة، إلا أن هذا الإنجاز يُبرز التزام كابسارك بتطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز قدراتهم القيادية في قطاع الطاقة. والعلماء السعوديون يحظون بشهرة عالمية وتأثير عالمي ملموس في العديد من المجالات، بما في ذلك الطب، التكنولوجيا، الطاقة، والفضاء.كة في تطوير منظومة البحث العلمي والتعليم، بالإضافة إلى البرامج الداعمة للمواهب والكفاءات الوطنية. «علماء بارزون» ومن خلال هذا التقرير نستعرض نماذج من أبرز العلماء السعوديين الذين لهم تأثير على المستوى العالمي في الطب والصحة وغيرها, فمن علماء الطب السعوديين الذين قدموا إسهامات كبيرة في مجالات مثل الأبحاث الجينية، علم الأورام، وعمليات الجراحة المتقدمة. مثل الدكتور عبدالله الربيعة والذي اشتهر عالميًا بإنجازاته في عمليات فصل التوائم السيامية، حيث أجرى أكثر من 50 عملية ناجحة، ما جعله مرجعًا عالميًا في هذا المجال. واستشاري جراحة الأطفال ووزير الصحة الأسبق، وشارك في مؤتمرات عالمية لنقل خبرته إلى الخارج. ومثال آخر الدكتورة خولة الكريع وهي خبيرة في علم الجينات السرطانية، وتعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وقدمت أبحاثًا حول الجينات المسببة للسرطان لدى العرب. وحصلت على جوائز عالمية وأُدرج اسمها ضمن قوائم العلماء المؤثرين في مجال أبحاث السرطان. والدكتورة غادة المطيري: فهي عالمة سعودية متخصصة في تقنية النانو والطب الحيوي، وساهمت في تطوير تقنية جديدة تتيح استهداف الخلايا داخل الجسم باستخدام الضوء. وحصلت على جوائز عالمية، وتعد من أبرز الباحثات في المجال الطبي على مستوى العالم. وفي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومع التطور الرقمي، استطاع العلماء السعوديون تقديم حلول مبتكرة على مستوى الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي. ومنهم الدكتور مشعل الشمري: العالم في الذكاء الاصطناعي ومهندس في شركة "ناسا"، وساهم في تطوير أنظمة فضائية قائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز استكشاف الفضاء. أما الدكتورة سما المقرن فهي باحثة سعودية متخصصة في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، وقدمت أبحاثًا حول تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي والتعليمي. أما الشاب السعودي المهندس فيصل السرهيد فقد أسس منصة "نويفا AI" التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في مجال تحليل البيانات واتخاذ القرارات الاستراتيجية. أما في مجال الطاقة والاستدامة فمع ازدهار قطاع الطاقة في المملكة، قدم علماء سعوديون إسهامات عالمية في تحسين تقنيات استدامة الطاقة. ومنهم: الدكتور ناصر العتيبي خبير في مجال الطاقة المتجددة، ويعمل على مشاريع في تطوير استخدام الهيدروجين كوقود بديل. أما في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي فسبق وأن دخلت المملكة في مجال الفضاء من خلال إطلاق أول رواد فضاء سعوديين والمشاركة في مشاريع دولية. حيث كان الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي ومسلم، وشارك في رحلة المكوك "ديسكفري" عام 1985. وعلى إثره جاءت ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية، شاركت في مهمة فضائية علمية إلى محطة الفضاء الدولية، حيث أجرت تجارب بحثية في الفضاء لدعم القطاع العلمي. «علماء عالميون» وتضم المملكة العربية السعودية نخبة من العلماء البارزين الذين أسهموا بشكل ملحوظ في مجالات الدراسات والبحوث على الصعيدين المحلي والدولي. من أبرز هؤلاء العلماء: الدكتورة سميرة إسلام في مجال علم الأدوية,ومن الإنجازات التي حققتها فهي أول سعودية تحصل على درجة الأستاذية في علم الأدوية، وأسهمت في تطوير المناهج الدراسية في هذا المجال. والمناصب التي تقلدتها: عضو في العديد من اللجان الدولية المتعلقة بتطوير الأدوية, وفي مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يبرز اسم الدكتور محمد بن إبراهيم السويل: ومن الإنجازات التي حققها الدكتور السويل، قدم إسهامات كبيرة في تطوير البنية التحتية للاتصالات في المملكة.ومن المناصب التي شغلها هي عدة مناصب حكومية، بما في ذلك رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات. وبرزت الدكتورة حياة سندي في مجال التقنية الحيوية، ومن الإنجازات التي حققتها: شاركت في تطوير جهاز "التشخيص للجميع"، وهو أداة طبية منخفضة التكلفة لتشخيص الأمراض في المناطق النائية, ومن المناصب التي تقلدتها: سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو، وعضو في مجلس الشورى السعودي. وبرز الدكتور خالد بن صالح السلطان في مجال الهندسة وعلوم الطاقة. ومن الإنجازات: له إسهامات كبيرة في مجال الأبحاث الهندسية وعلوم الطاقة. ومن المناصب التي تقلدها: رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقًا, وهؤلاء العلماء السعوديون قدموا إسهامات جليلة في مجالاتهم، ما ساهم في تعزيز مكانة المملكة على الساحة العلمية الدولية. «علوم وتقنية» تحتل المملكة العربية السعودية مكانة تنافسية قوية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة، والرؤية الطموحة المتمثلة في رؤية السعودية 2030، وجهودها في تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الابتكار الرقمي. ومن البارزين في هذا المجال معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه هو وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية منذ 24 أبريل 2017. يشغل أيضًا مناصب رئيس مجلس إدارة كل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والهيئة السعودية للفضاء، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار. المؤهلات العلمية: بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، شهادة في علوم الحاسب من جامعة واشنطن في سياتل، برامج تعليمية تنفيذية من كلية هارفارد للأعمال. أما المسار المهني فقد بدأ المهندس السواحه مسيرته المهنية كمهندس أول للشبكات في الشركة السعودية للكهرباء بين عامي 2003 و2005. ثم التحق بشركة "سيسكو" السعودية عام 2005، حيث تدرج في المناصب حتى أصبح المدير العام للشركة في عام 2016. ومن الإنجازات لمعاليه، فتحت قيادته، حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتطوير البنية التحتية الرقمية. كما لعب دورًا بارزًا في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال التقنية في المملكة,وحصل السواحه على العديد من الجوائز والتكريمات منها: «شخصية العام التقنية» من مجلة ITP للأعوام 2013 إلى 2016, «أفضل قائد في الشرق الأوسط بسيسكو» عامي 2012 و2013, «رئيس مجلس الإدارة» لأفضل رئيس تنفيذي لعام 2016. بالإضافة إلى ذلك، يشارك المهندس السواحه في العديد من الفعاليات الدولية لتعزيز دور المملكة في الاقتصاد الرقمي والابتكار. على سبيل المثال، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، بحث تعزيز الشراكات الرقمية ودعم الابتكار مع شركاء المملكة الدوليين. لم يُعرف عن المهندس عبدالله السواحه أنه عالم بالمعنى التقليدي، بل هو مهندس وإداري بارز ساهم في تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة. د. عبدالله الربيعة م. عبدالله السواحه غادة المطيري خولة الكريع د. محمد السويل إنجازات سعودية في عمليات فصل التوائم السيامية التطور في علم الجينات السرطانية