في مشهد يجمع بين الإبداع والابتكار، استطاع المهندس سلطان سمان أن يتحول من عالم الهندسة والتصنيع إلى عالم تصميم الأزياء، ليصبح رمزًا للحفاظ على هوية الثوب السعودي وإبرازها عالميًا. بدأ رحلته من شركة "سعودي أوجيه" حيث قضى 15 عامًا في مناصب قيادية، قبل أن يقرر في عام 1999 تأسيس مشروعه الخاص الذي غيّر مفهوم تصميم الأزياء الرجالية في السعودية. شغف التصميم وهندسة التصنيع يحمل سلطان سمان شهادة الهندسة في التصنيع من الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث اكتسب المعرفة التقنية التي ساعدته في بناء مصنعه الأول من نوعه في السعودية. المصنع المتخصص في الخياطة الرجالية يُعتبر علامة فارقة، حيث نجح سمان في الجمع بين التراث والحداثة في تصميم الثوب السعودي، ما جعله رمزًا للأصالة والثقافة السعودية. الثوب السعودي: قصة تراث وهوية يرى سلطان سمان أن الثوب السعودي يحمل في طياته قصصًا وتفاصيل تعكس روح الجزيرة العربية. وعن فلسفة تصميمه، يقول: "أعمل على ترسيخ هوية الثوب السعودي من خلال دمج التراث مع الطابع العصري، لضمان استمراره كرمز للأصالة والثقافة، ملائمًا للأجيال القادمة، الثوب السعودي ليس مجرد قطعة قماش، بل يحكي قصة شعب وتاريخ، وهو ما أسعى للحفاظ عليه بعيدًا عن الاندثار". حضور عالمي وتأثير محلي لم يقتصر نجاح سلطان سمان على السوق المحلية، بل تجاوز الحدود. شارك في أسبوع الموضة في ميلانو عام 2002 بتصاميم نسائية، وتميز في "دبي فاشن ويك" عام 2007 بمجموعة رجالية نالت إعجابًا واسعًا. هذا العام، يستعد لتمثيل السعودية في "رياض فاشن ويك" بالتعاون مع هيئة الأزياء السعودية، مؤكداً على أهمية إبراز الهوية السعودية عالميًا. كما تعاون سلطان مع شخصيات بارزة، مثل الفنان المصري مصطفى شعبان في تصميم أزياء لمسلسلات تلفزيونية، مما عزز مكانته كأحد أبرز المصممين في المنطقة. رؤية للمستقبل يتطلع سلطان سمان إلى التوسع عالميًا من خلال المشاركة في المعارض والفعاليات الدولية، مع الحفاظ على الطابع العربي الأصيل في تصميماته. وعن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، قال: أشارك يومياتي وسفري منذ 2018، مما أتاح لي فرصة التواصل المباشر مع جمهوري. هدفي أن أكون مصدر إلهام للشباب، لإبراز أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية بأسلوب عصري. الثوب السعودي: أكثر من تصميم أكد سلطان أن تصميم الثوب السعودي يمثل تحديًا فريدًا، قائلاً: الثوب السعودي يتطلب فهمًا عميقًا لتفاصيله وقصاته التي لا يدركها سوى السعوديين. أعتبره أيقونة ثقافية تستحق أن تكون في مقدمة مشهد الأزياء العالمية. استدامة الهوية في صناعة متطورة في ختام حديثه، شدد سلطان على أهمية القرارات الحكومية الأخيرة في تعزيز صناعة الأزياء السعودية، حيث أصبحت هذه الصناعة تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، مضيفًا: علينا أن نستمر في العمل على إظهار ثقافتنا للعالم بأبهى صورة، وهو ما أسعى لتحقيقه في كل تصميم أقوم به.