تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة المربي الفاضل ونجم الهلال في الثمانينات الهجرية من القرن الفائت الكابتن الخلوق جداً (سعيد بن يحيى) بعد معاناته المرضية عن عمر يناهز 83 عاماً تغمده الله بواسع رحمته. تشرفت بمعرفة النجم الراحل من خلال اهتمامي بالعمل التاريخي الرياضي قبل عقدين من الزمن، وكان من نجوم الرعيل الأول وأبرز المدفعين الذين صنعوا أولى المنجزات الزرقاء في تلك الحقبة الفارطة مع كبار نجوم الهلال آنذاك ومنهم الهداف الكبير مبارك العبد الكريم والمايسترو سلطان مناحي والحارس العملاق عبدالله سواء وحميد الجمعان وكريم المسفر -رحمهم الله- وبقية الأسماء التاريخية الهلالية التي وضعت «زعيم الأندية» على قدميه في مرحلة البناء البطولي في ميدان الذهب والتحدي بدعم قوي ومباشر من مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-. واستمر مع الكتيبة الزرقاء حتى النصف الثاني من عقد الثمانينات الهجرية واعتزل مبكراً بسبب الإصابة ليواصل تألقه في ميدان (العلم والتربية)، فبعد تخرجه من معهد إعداد المعلمين نهاية الثمانينات الهجرية التحق بالعمل في مدرسة (متوسطة حطين) بحي البطحاء معلمًا للتربية الرياضية، والتي اشتهرت بتصدير المواهب المدرسية الواعدة آنذاك.. وساهم -رحمه الله تعالى- بخبرته الفنية وأفقه الواسع وقدراته البارعة في صناعة النجوم الشابة وتقديم الأسماء اللامعة بدءًا من مرحلة الاكتشاف والتبني.. ومروراً بمرحلة البناء المهاري والفني والنفسي.. وبالتالي أعطت (متوسطة حطين) صفة التميز والنجاح في المنافسات الرياضية المدرسية على مستوى العاصمة الرياض في تلك الأيام الخوالي كان فقيدنا الغالي (أبو محمد) مرجعًا تاريخيًا ثريًا، ومصدراً أولياً في سرد الأحداث وضبط التاريخ الرياضي كمعاصر وملازم لرائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي كان يقدر نجم هلال الثمانينات الهجرية سعيد بن يحيى لإخلاصه لشعار الفريق وروحه القتالية وانضباطه السلوكي، فضلاً عن أخلاقه الرياضية العالية مع الجميع، التي جعلته يحظى بمحبة وتقدير الرياضيين والإعلاميين في تلك الحقبة الماضية. كان النجم الراحل حريصاً على التواصل مع زملائه اللاعبين القدامى في ظروفهم الصحية أو في اجتماعاتهم الدورية حتى في ظل مرضه كان يتواصل مع النادي والمشاركة في الاحتفالات الوفائية والمناسبات الاجتماعية العرفانية التي يقيمها النادي العاصمي العريق (الهلال) سنويا، يشارك فيها قدامى الفريق الأزرق كمبادرة سنوية تنم عن قيم الوفاء الأزرق وربط الأجيال الذين خدموا مسيرة الهلال في سنوات مضت. رحم الله المربي الفاضل والرياضي المناضل (سعيد بن يحيى) الذي رحل عن دنيانا الفانية تاركاً سيرة عطرة وسمعة نيرة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ الرياضي الهلالي كواحد من نجومه الذين قادوا زعيمهم في شبابه بالفوز بلقب (بطل الكأسين عام 1384ه)، تغمده الله بواسع رحمته.