متوسطة حطين صنعته.. وسعيد بن يحيى اكتشف موهبته ودّعت الساحة الرياضية مساء يوم الثلاثاء قبل الماضي لاعب الهلال السابق - الخلوق - صالح بن محمد الدرح بعد معاناة امتدت خمس سنوات مع المرض عن عمر يناهز السبعين عاما "تغمده الله بواسع رحمته". ويعتبر المدافع الراحل من اللاعبين الذين مثلوا الهلال بكافة مراحله السنية في عقد التسعينيات الهجرية من القرن الماضي وحظي بتقدير من رموز الهلال في تلك الحقبة قبل أن يغادر الملاعب الرياضية في عمر مبكر بسبب الإصابة التي أجبرته على تعليق حذاء الكرة وترك هويته المفضلة ولعبته المحببة كرة القدم قسرا. صفحة (نجوم الأمس) كعادتها في وفائها مع لاعبي الزمن الجميل تستعرض اليوم جانبا رياضيا واجتماعيا من حياة المدافع الهلالي الراحل صالح الدرح عبر الأسطر التالية: البداية في حي الظهيرة بدايته الرياضية كانت في حي الظهيرة أحد الأحياء الشعبية بوسط مدينة الرياض مع فريق الحارة الذي كان يضم أشهر نجوم الكرة بالمنطقة الوسطى يتقدمهم النجم (الفذ) ماجد عبدالله والكابتن فهد العبد الواحد (فهودي) وسلطان بن نصيب وسمير سلطان وغيرهم من الأسماء اللامعة التي تألقت مع أنديتها وكانت انطلاقتها من فريق الحي. واصل صالح تألقه شبلا كمدافع واعد في متوسطة حطين بالبطحاء وكان معلم التربية الرياضية فيها آنذاك نجم هلال الكأسين 1384ه ومدافعه الصلب الكابتن سعيد بن يحيى – شفاه الله – الذي ساهم في تبني موهبة المدافع الراحل صالح الدرح -رحمه الله- وصقلها من خلال نشاط الرياضة المدرسية المكثف والمشاركات على مستوى مدارس مدينة الرياض فبرز كمدافع واعد تألق في هذه النشاط الرياضي لما كان يتمتع به من طول وبنية ومهارة في خط الظهر. هلالي قبل 55 عاماً ب عد تألقه على مستوى الرياضة المدرسية التحق الراحل صالح الدرح مع بقية زملائه اللاعبين في المدرسة بصفوف نادي الهلال مطلع عقد التسعينيات الهجرية من القرن الفائت بتأثير قوي من استاذه سعيد بن يحيى وبدعم مباشر من مؤسس الهلال ورائد الحركة الرياضية بالمملكة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله- وانضم معه في درجة الناشئين النجم الشهير (فهودي) وسلطان بن نصيب وسمير سلطان وسلطان المهنا ومثلوه هذه الدرجة وتألقوا ثم لعبوا لدرجة الشباب وبرز الدرح كمدافع كان ينتظره مستقبلا مشرقا وقد اشرف عليه المدرب الوطني الراحل حميد جمعان الذي درب المراحل السنية الهلالية في تلك الأيام الخوالي. عاصر نجوم الذهب الأول. بعد تسجيله بنادي الهلال في عهد كبار رموز النادي الأمير هذلول بن عبد العزيز والشيخ عبد الرحمن بن سعيد «رحمهما الله» عاصر الدرح بعض نجوم الثمانينيات الهجرية الذين صنعوا أولى الإنجازات الهلالية منهم هدافه الكبير ومهاجمه الأسطوري مبارك العبد الكريم ومايسترو الوسط سلطان مناحي وكان -رحمه الله- من اشد المعجبين بالأسطورة مبارك عبدالكريم ونجوميته العالية ثم جيل بشير الغول وسلطان بن نصيب وسمير سلطان وإبراهيم اليوسف والمهنا وفهودي وعبدالله العمار وبقية الكتيبة الزرقاء في التسعينيات الهجرية التي اعادت هلال الثمانينيات الهجرية الى مسار البطولات اعتبارا من موسم 1397ه بتحقيقه النسخة الأولى من بطولة الدوري الممتاز بقيادة الأمير هذلول بن عبد العزيز «رحمه الله». القدوة «بشير الغول» كان اللاعب الراحل الخلوق جدا صالح الدرح «رحمه الله» من اشد المتأثرين بمدافع الهلال الصلب بشير الغول «رحمه الله» الذي كان يعد في تلك الحقبة من أبرز المدافعين الذين مثلوا الهلال وساهموا في أعادته مجددا الى ميدان الذهب والصعود لمنصات التتويج وقد استفاد كثيرا من خبرته وقدراته الفنية العالية بعد صعود الدرح من درجة الشباب إلى الفريق الأول وقد حظى بدعم قوي من المؤسس الشيخ عبد الرحمن بن سعيد «رحمه الله» الذي كان يعقد عليه الآمال والتطلعات الكبيرة كمدافع واعد سيكون له شأن في خدمة الكيان الأزرق لولا ظروف الإصابة التي عجلت برحيله ومغادرة الملاعب الخضراء في وقت مبكر من عمره الرياضي مع زعيم الأندية. الأمير هذلول وابن سعيد في ذاكرة (الدرح) وفي لقاء سابق مع مدافع هلال التسعينيات الراحل صالح الدرح ذكر أن تسجيله في النادي أوائل التسعينيات الهجرية جاء بدعم من مؤسسه (أبو مساعد) وصعوده لدرجة الشباب ووقتها كان يدرب هذه الفئة الكابتن حميد جمعان «رحمه الله» وحصل خلاف بينهما ومن رد الفعل قرر الدرح مغادرة التمرين وترك النادي. وحين علم النصراويين بذلك رحبوا بحضوره معهم فجاء وتمرن مع الفريق الأصفر عدة أيام بمتابعة من الأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» ووصل الخبر للأمير هذلول بن عبد العزيز «رحمه الله» فاستدعى صالح لحضور التمرين بالنادي وبعد الانتهاء من الحصة التدريبية التي عاد فيها الدرح .. اجتمع به الأمير هذلول والشيخ بن سعيد وطيب الامير الراحل خاطره بمكافأة مالية خاصة اذابت جليد خلافه مع مدربه وبالتالي العودة للبيت الهلالي في الوقت الذي كاد فيه أن ينظم اللاعب للنصر لولا جهود وحكمة وخبرة رموز هلال التسعينيات الهجرية. عشق هلالي أزلي كان ينتظر مدافع الهلال الراحل صالح الدرح مستقبلا مشرقا في خط الدفاع خاصة وان مؤسس النادي أبو مساعد «رحمه الله» قد تنبأ بذلك منذ الوهلة الأولى التي دلف فيه البيت الأزرق شبلا كان يتملك إمكانيات جيدة من طول وبنية وسرعة الانقضاض ورد الفعل الإيجابي حتى إنه بعد صعوده للفريق الأول لم يستمر طويلا مع بقية زملائه الذين التحقوا معه من متوسطة حطين ومثلو الهلال في كافة مراحله السنية معه مثل فهد العبد الواحد (فهودي) وسلطان المهنا وسلطان بن نصيب وهؤلاء واصلو تألقهم وحضورهم القوي مع الفريق آنذاك غير أن الإصابة التي تعرض له الدرح عجلت برحيله وكتبت نهايته المبكرة مع الكرة فغادر الملاعب وهو ابن 20 سنة ولكنه لم يغادر حبه وانتمائه القوي للنادي العاصمي العريق (الهلال) فكان يحضر المناسبات الرياضية والملتقيات الاجتماعية الرمضانية وفي الاعياد التي كانت تقام داخل البيت الأزرق بحضور نجوم الامس الرياضي الهلالي ورجالات النادي كما هي عادة الهلاليين مع نجومهم السابقين وفي وفائهم معهم. شخصية محبوبة بروحها المرحة لقد كان صالح الدرح يتمتع بشخصية اجتماعية محبوبة بروح مرحة طرزها بخفة ظله ودعاباته التي كانت تجلب السرور لمن حوله وساهمت في توسيع دائرة علاقاته بين أوساط المجتمع المختلفة وشيعه المئات منهم بجانب عدد كبير من قدامى الرياضيين والإداريين وفي مقدمتهم الرمز الرياضي الكبير الأستاذ عبدالرحمن العليق فضلا عن الذين زاملوه سواء في نادي الهلال أو من الأندية الرياضية الأخرى بالإضافة إلى أقاربه وأحبابه. رحم الله الخلوق (أبو محمد) وأسكنه فسيح جناته.. رحل وقد ترك سيرة عطرة وسمعة طيبة ستظل حاضرة في قلوب ووجدان محبيه. الدرح «الخامس من اليمين جلوساً» مع فريق الهلال لدرجة الشباب 1392ه الدرح مع الهداف الكبير سامي الجابر في يوم تتويجه بالحذاء الذهبي 1411ه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» مدافع الهلال الراحل مع المحرر في إحدى المناسبات هذا العام صالح مع النجم (الفذ) ماجد عبدالله بشعار فريق الحارة عام 1391ه الدرح «الخامس من اليسار» مع قدامى لاعبي وإداريي الهلال في ملتقاهم الشهري باستراحة الكابتن سعود الحماد الدرح في مناسبة تكريمية خاصة لأسطورة الهلال مبارك عبدالكريم -رحمهما الله- 1440ه مدافع هلال الثمانينات الهجرية سعيد بن يحيى 1383ه صالح «الأول من اليسار في الصف الأول جلوساً» مع زملاء الدراسة في متوسطة حطين عام 1391ه صالح في التاسعة من عمره مع أخيه عبدالعزيز -رحمهما الله- 1386ه