برحيل نجم الهلال في الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت الخلوق (عبد الرحمن الأحمد) ..الشهير بلقب» الدينمو» الذي وافته المنية قبل أيام .. فقدت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى واحدًا من نجومها المخلصين الذين عايشوا حقبة التأسيس ومرحلة البناء للمسيرة الهلالية, وتحديدًا في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية, كان -الراحل - من نجوم فريق شباب الرياض (الشباب حاليًا) الذي تزعمه آنذاك الشيخ عبد الله بن أحمد -رحمه الله -, ثم انتقل إلى صفوف الهلال بدعم قوي ومباشر من رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - رحمه الله- في أوائل الثمانينيات الهجرية ..ومثله ضمن الرعيل الأول.. مع مبارك العبد الكريم وصالح أمان ورجب خميس وسلطان بن مناحي والكوش ومهدي بن علي ومبروك الشهراني الشهير ب(الدبلي) وابن موزان وبقية نجوم هلال الأمس الرياضي, و كان -النجم الراحل- ضمن النجوم الأوائل الذين كتبوا أسماءهم في صفحات التاريخ الهلالي الناصع بألقابه الذهبية ومنجزاته الكبيرة عندما قادوا فريقهم بعد ولادته وتأسيسه ب (أربعة أعوام) فقط!! للفوز بأول بطولة ذهبية شهدتها المسيرة الزرقاء (كأس الملك عام 1381ه) لما كان يتمتع به آنذاك من إمكانات فنية وسلوك انضباطي, وروح قتالية شكلت أبرز سماته الميدانية.. غير أنه لم يستمر طويلا في الملاعب الترابية فترك الكرة (باكرًا) لظروف الإصابة.. ولم يترك عشقه الكبير وحبه الفطري للرياضة.. فقد اتجهت بوصلة عطائه الرياضي المتدفق حبًا وإخلاصًا وتفاعلًا إلى اللعبة الشعبية الثانية (كرة الطائرة).. فاحترف مهنة التحكيم ببلاش..! من خلال محافظته «صباحا ومساء» على التمارين القانونية, والمهارات الفنية, واللياقة التفاعلية. والتدريبات الذهنية داخل مستطيل الكرة الهوائية..! وتوج مسيرته التحكمية الناجحة في عالم الصافرة القانونية باختياره رئيسًا للجنة التحكيم ولسنوات طويلة.. وكان من أوائل الحكام القانونيين الذين كسبوا بها ثقة القيادة الرياضية وتحديدًا من عهد رائد النهضة الرياضية الحديثة صاحب السمو الملكي الأمير الراحل فيصل بن فهد-رحمه الله - وصولا إلى عهد نجله الأمير المستنير نواف بن فيصل, وبقي ارتباطه بهذه الرياضة العريقة إلى أن وافته المنية الخميس الماضي إثر أزمة قلبية داهمته في منزله تغمده الله بواسع رحمته. *عرفت (فقيد الرياضة) قبل ثماني سنوات أو تزيد, وبحكم اهتماماتي بالتاريخ الرياضي كان يشكل (لكاتب السطور) مرجعًا تاريخيًا لكثير من الأحداث الرياضية والتحولات التاريخية التي عايشها -رحمه الله - قبل نصف قرن من الزمن سواء مع فريق الشباب الذي شهد معه بداياته الكروية في أواخر السبعينيات الهجرية.. أو مع الهلال الذي انتقل إليه ومثله مع الرعيل الأول,لما كان يمتلك من ذاكرة قوية وذهنية صافية كانت تختزل وتختزن الكثير من المعلومات التاريخية والحقائق الموثقة والأحداث الماضية في سجلات ذاكرته الرياضية, كان الفقيد يجسد في منهج حياته مقولة «ليس من الحكمة صناعة الأعداء».. لذلك كان قلبه النقي يتسع ويحتوي الجميع, حتى مع أولئك الذين اختلف معهم حول وجهات النظر.. يتعامل معهم بمنتهى الرقي والسلوك الحضاري.. هكذا كان إنسانًا تربوياً بالفطرة يحترم الاختلاف ويقبل الآخر, بل يقابل الرياضيين وغيرهم بابتسامته الصافية وتفاعله الوجداني, وطيبته المتناهية, وتواضعه الجم, وكرم نفس جبل عليها.. مكّوناًَ بتلك الخصائص السلوكية والقيم التربوية رصيدًا كبيرًا في بنك العلاقات الاجتماعية.. بعلاقاته الإنسانية الواسعة, وقلبه الكبير.. فرحل فقيدنا الغالي عن هذه الدنيا الفانية, وبقي رصيده الكبير في صالة وأصالة محبة الرياضيين له شاهدًا حيًا على مسيرته النيرة وسمعته الطيبة وخصاله الحميدة.. وذكراه العطرة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.