بحضور جمهور مسرحي كبير يتقدمهم القائم بأعمال السفارة السعودية في سلطنة عمان قدمت فرقة نورس المسرحية السعودية أول أمس عرضها المسرحي «ذاكرة صفراء»، وهو أول عروض المسار الثاني بمهرجان المسرح العربي الذي تستمر أعماله في مسقط حتى مساء اليوم «15 يناير» الجاري، وذلك على مسرح كلية الدراسات المصرفية والمالية بمسقط. وكان واضحاً تفاعل الجمهور المسرحي الذي حضر العرض، كثافة كبيرة في الحضور، تصفيق متكرر، وأحاديث بعد العرض بالانبهار والدهشة والإعجاب خاصة بين النقاد والمسرحيين. المسرحية من تأليف الكاتب عباس الحايك وإخراج حسين العلي وتمثيل كميل العلي وعلي الجلواح ومحمد آل محسن وفاطمة الجشي وفي السينوغرافيا محمد رؤوف وفي الإضاءة مرتجى الحميدي وفي تصميم الصوت حسين الخاتم وإدارة الإنتاج محمد شويخات والإشراف العام عقيل الخميس. وتدور قصة المسرحية في زمان ومكان غير محددين، حول «أنسي» الشاب الذي عاش حرباً في بلده ونزح إلى بلد آخر، ولكنه نزح بعد أن أصيب في الحرب بتشوه في وجهه ورجله، هو رسام، ولكنه بلا أي علاقة مع أي أحد رغم أنه يعيش في البلد الجديد لأكثر من 15 عاماً، لا علاقات، حتي إنه لم يحب ولم يتزوج بسبب وصية والده بأن يعيش حراً بلا علاقات مع أي امرأة. يقول الناقد الجزائري مصطفى بوري: اليوم أنا شخصياً استمتعت بالعرض فهو عرض رائع جداً، عرض يمتلك مقومات الدراما المعاصرة، وكل عناصر بناء الدراما بالنسبة للنص، كان رائعاً ومحبوكاً بشكل جيد، كل ما حدث على خشبة المسرح كان مبرراً وكان مفاجئاً أيضاً، واعتمد على تقنية المفاجأة، تفجير بعض التساؤلات مع أول العرض، بظهور شخصية الخادمة ثم نكتشف أنها شخصية وهمية وكذلك شخصية الأب، ونكتشف أن الشخصية الرئيسية لم يكن إلا شخص يتخيل أو هو عاد بذاكرته إلى الوراء، الشيء الذي يتفق عليه الجميع أن النص كان «محبوكاً» بطريقة ذكية جداً. فيما يقول الناقد ياسر اسلم: نجح المخرج حسين العلي في خلق توازن بين النص المكتوب وتجسيده على المسرح، مستعيناً بأداء مميز من فريق العمل المكون من أبطال العمل، إذ لا يمكن إغفال دور الإضاءة، حيث استخدمت كعنصر درامي رئيسي، وأصبحت رمزاً لتحولات عقل البطل «أنسي» بين الواقع والخيال، ببراعة التحولات السريعة في الإضاءة وحركة الممثلين، مما جعل الجمهور يشعر وكأنه يعيش داخل ذاكرة بطل العمل شخصية «أنسي».