ضمن مبادرة الشريك الأدبي استضاف صالون نُبل الثقافي المخترع والمهندس السعودي الدكتور مهند جبريل أبو دية، الذي قدم محاضرة بعنوان "الابتكار والاختراع في الفكر العربي والإسلامي"، وأدارها الدكتور سعيد العمودي، حيث تناولت أهمية الابتكار والاختراع في الثقافة العربية والإسلامية، وتأثير المسلمين في مسار التطور العلمي عبر التاريخ. وقد استهل الدكتور مهند محاضرته بتوضيح الفروق الدقيقة بين الإبداع والابتكار والاختراع، مشيرًا إلى أن الإبداع هو القدرة على توليد أفكار جديدة ومتميزة، بينما الابتكار يتمثل في تحويل هذه الأفكار إلى منتجات أو حلول ذات قيمة عملية، أما الاختراع فهو الفكرة التي يتم تسجيلها رسميًا باسم الباحث. وأضاف أن الاختراع لا يقتصر على الفكرة فحسب، بل يجب أن يكون له جدوى اقتصادية ليكون له أثر فعلي في المجتمع، حيث لا يكفي مجرد ابتكار فكرة جديدة ما لم يكن بالإمكان تطبيقها عمليًا وتحقيق فائدة منها. كما استعرض الدكتور مهند العوامل التي دفعت المسلمين نحو الابتكار والاختراع، موضحًا أن الحضارة الإسلامية ازدهرت بفضل دعم العلوم والمعرفة، والسعي الدائم لحل المشكلات، وتشجيع العلماء على البحث والتطوير. وأكد أن الإسلام لم يكن فقط دينًا يدعو إلى التأمل والتفكر، بل شجع أيضًا على الاستكشاف العلمي، مما أدى إلى نهضة علمية ساهمت في تطوير العديد من المجالات، مثل الطب والهندسة والرياضيات والفلك. وأشار إلى أن التراث الإسلامي غني بالاختراعات التي غيرت مسار التاريخ، مثل اختراعات ابن الهيثم في علم البصريات، والزهراوي في الجراحة، والخوارزمي في الرياضيات، وجابر بن حيان في الكيمياء، وكلها إسهامات أسست لنهضة علمية استفادت منها الحضارات الغربية لاحقًا. كما استعرض الدكتور مهند تأثير العرب والمسلمين على مسيرة الابتكار والاختراع عالميًا، موضحًا أن المنهج العلمي الذي طوره المسلمون شكل حجر الأساس للثورة العلمية الحديثة. كما أشار إلى أن الجامعات الأوروبية اعتمدت على المخطوطات والكتب العربية في تدريس العلوم لعدة قرون، مما يعكس مدى تأثير الفكر الإسلامي في تطور الحضارة الإنسانية. وخلال الحوار تحدث عن "الميمات"، حيث أكد الدكتور مهند أن الميمات يحمل هاجسًا يتمثل في تحقيق حلم "مليون مخترع مسلم"، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه من خلال المنظومة الابتكارية التي يقودها في "مشاءات"، والتي تهدف إلى تمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى اختراعات مسجلة ذات جدوى اقتصادية. بعدها انتقل الدكتور مهند إلى الحديث عن رحلته في تأسيس "اسطرلاب"، وهو مركز متخصص في تدريب الشباب على الابتكار وتنمية مهاراتهم العلمية والعملية، مؤكدًا أن الهدف من إنشائه هو نشر ثقافة الاختراع والابتكار في العالم الإسلامي. وأوضح أن المركز يعمل على توفير بيئة داعمة للمبتكرين، وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة. من المحاضرة