في مسار الحياة، نواجه تحديات وصعوبات قد تبدو كعقبات. لكن هل يمكن أن تكون هذه اللحظات الصعبة بابًا لفرص جديدة؟ نستعرض في هذا الموضوع بعض تجارب ملهمة لأشخاص تمكنوا من تحويل الأمل إلى نجاحات باهرة، مما يؤكد أن كل أزمة تحمل في طياتها بذور الأمل والنمو. من هؤلاء، (هالك هوغن)، المصارع المحترف، تعرض لإصابة خطيرة، لكنه استخدم تجربته للدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مما ألهم الكثيرين. ألكسندر (غراهام بل) واجه فشلاً في محاولاته لاختراع الهاتف، لكن إصراره أدى إلى تطوير الهاتف، مما غيّر طريقة التواصل. (ستيف جوبز)، مؤسس شركة آبل، الذي واجه خسارة مالية فاستقال من شركته، وبدلاً من الاستسلام، أسس شركة "NeXT"، وعاد لاحقًا إلى آبل ليطلق منتجات ثورية مثل الآيفون. (تيم برنرز لي)، مخترع (الويب)، تجاوز العديد من العقبات، لكن إبداعه أدى إلى تطوير الشبكة العنكبوتية التي غيّرت العالم. (ماري كوري)، عالمة الفيزياء والكيمياء، واجهت تحديات كونها امرأة في مجال العلوم لكنها حصلت على جائزة نوبل مرتين، مما يعكس قوة الإصرار. (هيلين كيلر)، التي وُلِدت فاقدة للبصر والسمع، تخطت إعاقتها لتصبح كاتبة وناشطة اجتماعية، ملهمة الملايين. (فرجينيا وولف)، الكاتبة البارزة، تجاوزت تحديات الصحة العقلية، وخلّدت إبداعها في الأدب. لا يمكننا نسيان العلماء والمخترعين في العالم العربي والإسلامي الذين، رغم التحديات، قدموا إسهامات بارزة في مختلف العلوم. كانت أعمالهم لها تأثير عميق على المعرفة الإنسانية والفكر العلمي في الحضارات الأخرى. من بينهم: ابن سينا في الطب والفلسفة، والخوارزمي في الرياضيات وعلم الفلك، وابن الهيثم في البصريات، والرازي في الطب والكيمياء، وابن النفيس في الطب، وابن رشد في الفلسفة والطب، وعباس بن فرناس في الطيران والهندسة. على مستوى المملكة، أُنشئت جائزة خادم الحرمين الشريفين للمخترعين والموهوبين في عام 1431ه، لتشجيع وتقدير المخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية، والتقنية والابتكارية. وقد دعمت الجائزة الإبداع وساهمت في تحقيق مراكز متقدمة لمخترعين وموهوبين سعوديين على الصعيد العالمي، ووفقًا لمنظمة الأممالمتحدة العالمية للملكية الفكرية، تم تسجيل 277,500 براءة اختراع دولية في عام 2021، احتلت المملكة المرتبة الأولى عربيًا و 25 عالميًا، وبعد أقل من عام من إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين وقائد الرؤية عن التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار، قفزت المملكة 15 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022. إن قصص هؤلاء الأفراد تجسد قوة العزيمة والإصرار وتفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتفوق. تبقى نجاحاتهم مصدر إلهام مستمر للجميع. *أكاديمي وكاتب صحافي