ثروات المملكة المعدنية تلبي الطلب المحلي والعالمي يشهد قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية تحوّلًا كبيرًا في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. تسعى المملكة لاستغلال ثرواتها المعدنية الهائلة لتعزيز دور هذا القطاع كمحرك رئيس للنمو الاقتصادي. بفضل هذه الجهود، يُتوقع أن يصبح قطاع التعدين أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد السعودي في المستقبل، معززًا للتنمية الاقتصادية ومستقطبًا للاستثمارات من جميع أنحاء العالم. تمتلك السعودية ثروات معدنية هائلة تشمل الذهب، الفضة، النحاس، الزنك، الفوسفات، ومعادن الأرض النادرة. تُركز الجهود على استكشاف هذه الموارد واستخراجها، مما سيساهم في تلبية الطلب المحلي والعالمي، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة. أحد أبرز ملامح هذا التحول هو زيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع التعدين. تعمل الحكومة على تحسين البيئة التنظيمية من خلال إصدار قوانين ولوائح جديدة تعزز الشفافية وتجذب المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق «الصندوق الوطني للتعدين» لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يعكس التزام المملكة بتطوير القطاع بشكل شامل. تتنوع الموارد المعدنية في السعودية بشكل كبير، حيث تضم احتياطيات ضخمة من الذهب، الفضة، النحاس، والزنك، بالإضافة إلى المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في التقنيات المتقدمة. تُبذل جهود كبيرة لتطوير مشاريع لاستخراج هذه الموارد، مع التركيز على التقنيات الحديثة والمستدامة التي تقلل من الأثر البيئي وتزيد من الكفاءة. البنية التحتية الداعمة للتعدين تشهد تطورًا ملحوظًا أيضًا، حيث يتم إنشاء مناطق صناعية متخصصة وتحسين شبكات النقل والخدمات اللوجستية لتسهيل عمليات الاستخراج والتصدير. هذه الجهود تهدف إلى جعل قطاع التعدين أكثر تكاملًا واستدامة. وإلى جانب ذلك، يلعب قطاع التعدين دورًا حيويًا في خلق فرص عمل جديدة. يتم إطلاق برامج تدريبية بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية لتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذا المجال. ومن المتوقع أن يسهم القطاع في توفير آلاف الوظائف بحلول عام 2030. وضعت المملكة أهدافًا طموحة لزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي، حيث تسعى لرفع مساهمته من 64 مليار ريال حاليًا إلى 240 مليار ريال بحلول عام 2030. لتحقيق ذلك، يتم التركيز على تنفيذ مشاريع استراتيجية مثل مشروع "جبل صايد" للنحاس ومنجم "الدويحي" للذهب، إلى جانب تعزيز الشراكات مع الشركات العالمية المتخصصة في استكشاف واستخراج المعادن، والتوجه نحو استخدام التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، يساهم في تقليل هذه التحديات وتحقيق الكفاءة. تنويع الاقتصاد شيء ضروري في المملكة، فالتعدين قطاع مهم لتنويع الاقتصاد الوطني، التعدين مجال مهم حيث إن الإمكانات التي تملكها المملكة في قطاع الطاقة بالنسبة للتنقيب والاستكشاف والاستغلال كبيرة ومتوفرة، وهذا يعنى أنه من السهل للمملكة أن تصبح لاعباً قوياً في "مجال التعدين "، فمن المهم جداً للمملكة أن تنوع اقتصادها وأن تصبح طرفاً فاعلاً في مجال تحويل الطاقة من خلال التعدين، حيث إنها لا تمتلك فقط البترول والوقود الأحفوري، ولكن تمتلك أيضاً معادن "البطاريات اللازمة لسيارات المستقبل"، وتغير المناخ والتقنيات الصديقة للبيئة، وهنا يأتي دور التعدين المهم في تنويع الاقتصاد، ووضع المملكة كدولة رائدة في مجال تحويل الطاقة. يعتمد قطاع التعدين في المملكة على 4 ميزات تنافسية، تخلق فرصاً في العديد من الصناعات ألا وهي: "الثروة المعدنية والطلب المحلي المتزايد والخدمات التنافسية وقوة المملكة الاستثمارية". ووفقاً لبيانات حديثة، بلغت قيمة الثروة المعدنية غير المستغلة في المملكة 1,3 تريليون دولار، من بينها الفوسفات والذهب والفضة والنحاس والحديد والزنك والمعادن الأرضية النادرة. وأشارت البيانات إلى أن توطين سلاسل إمداد التحوّل للطاقة المتجددة 50 %، من مزيج إنتاج الطاقة سيكون من مصادر طاقة متجددة عام 2030، يضاف إلى ذلك مشروعات إنشائية ضخمة بقيمة تتجاوز التريليون دولار. وتوطين 50 % من الصناعات العسكرية عام 2030. وتوطين صناعات السيارات الكهربائية واستهداف إنتاج 500 ألف مركبة عام 2030. وأفادت البيانات أن توفّر بنية تحتية على طراز عالمي متمثلة بمدينتي رأس الخير ووعد الشمال للصناعات التعدينية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 40 مدينة صناعية. وتوفر المياه بأسعار تنافسية. وتوفر الاتصالات المتقدمة، يضاف إلى ذلك موقع استراتيجي يربط 3 قارات ووجود 10 موانئ لدعم الاستيراد والتصدير. إلى ذلك يأتي في إطار جهود المملكة ضمن مبادرة الاستكشاف المسرع حيث تهدف إلى استغلال الثروات المعدنية في المملكة وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع إسهامات قطاع التعدين في الناتج المحلي ليصل إلى 64 مليار دولار في 2030، وتستهدف تنويع القاعدة الاقتصادية في المملكة، وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية. يذكر أن المملكة قد حققت الكثير بعد التحول الذي شهده قطاع التعدين بعد إطلاق رؤية المملكة 2030، حيث تمكنت المملكة من جذب ثمانية مليارات دولار لقطاع التعدين من الاستثمار الأجنبي المباشر للقطاع، وتسعى المملكة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لقطاع المعادن، مستفيدة من نمو اقتصاد ثرواتها المعدنية، التي تضاعفت قيمتها مؤخرًا لتصل إلى أكثر من 9.3 تريليونات ريال، نتيجة إلى تطوير البنية التحتية والتشريعية وعمليات الاستكشاف المستمرة والطلب المحلي وموقعها الإستراتيجي، وكذلك العمل على النهوض بالصناعات التعدينية، وتشتمل ثروات المملكة المعدنية على الذهب والفوسفات والنحاس والزنك والعناصر الأرضية النادرة. وأصدرت 145 ترخيصاً في القطاع، وتستهدف المملكة جذب استثمارات جديدة بقيمة 32 مليار دولار في قطاع التعدين وإنتاج المعادن عبر تسعة مشاريع مختلفة. كما أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالتعاون مع وزارة الاستثمار عن حزمة حوافز تتضمن تسهيلات مالية للشركات والمستثمرين الراغبين في الاستثمار في أنشطة استكشاف الموارد المعدنية في المملكة؛ بهدف دعم الشركات الحاصلة على رخص كشف سارية لأقل من 5 سنوات بقيمة تصل إلى 7.5 ملايين ريال كحد أقصى لكل رخصة، كما يقدم صندوق التنمية الصناعية السعودي ما يصل إلى 75 % من تكاليف مشاريع الاستكشاف والتعدين المؤهلة. المملكة تواصل نجاحها في الاستكشاف والتنقيب عن الثروات التعدينية بمناجم جديدة للذهب التعدين يستهدف تعظيم مساهمته في الناتج المحلي بقيمة 176 مليار ريال قطارات التعدين تزيح حمولة 50 ألف شاحنة خلال أربعة أشهر