شاركت المملكة العالم بالاحتفال باليوم العالمي للغة برايل 4 يناير الحالي، وهو مناسبة دولية يُحتفل بها كل عام بهدف تسليط الضوء على أهمية تلك اللغة كوسيلة تُمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من الحصول على حقوقهم الأساسية، مثل التعليم والمعلومات والمشاركة المجتمعية، ويتزامن هذا اليوم مع ذكرى ميلاد لويس برايل، مبتكر نظام الكتابة والقراءة الذي يحمل اسمه، وقدمت المملكة جهوداً متفردة وجبارة في خدمة لغة برايل ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، حيث تعمل على تمكينهم من خلال التعليم، والتكنولوجيا، والخدمات الاجتماعية، وتعد نموذجًا يحتذى به في دعم لغة برايل وخدمة المكفوفين من خلال التزامها بالمبادرات الثقافية والتعليمية والدينية والتكنولوجية، ووضعت المملكة أسسًا راسخة لضمان تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من المشاركة الفاعلة في المجتمع. ونفذت المملكة مبادرات عديدة وجهود كبيرة لخدمة المكفوفين تفردت بها عن العالم، ومن أهم هذه المبادرات طباعة المصحف الشريف بلغة برايل، حيث تم إنشاء مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بلغة برايل، ما يتيح للمكفوفين قراءة القرآن بسهولة، ما يجعل المملكة من الدول الرائدة في توفير المصحف للمكفوفين بجودة عالية. مناسبة هامة ويعد اليوم العالمي للغة برايل مناسبة هامة لتذكير العالم بضرورة دعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من خلال تمكينهم باستخدام أدوات مثل لغة برايل، وهو يوم يُبرز أهمية المساواة وإدماج الجميع في المجتمع، ويؤكد على الدور الحاسم للتكنولوجيا والتعليم في تحسين جودة حياتهم، ولمن لا يعرف ما تعني لغة برايل، هي نظام كتابة وقراءة يستخدم الحروف البارزة لتُمكّن الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر من القراءة والتعلم، تعتمد على نظام مكون من ست نقاط مرتبة في خلايا، حيث يمكن تشكيل كل حرف أو رقم أو رمز خاص باستخدام مجموعة مختلفة من هذه النقاط، وسبق وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2018 عن تخصيص يوم 4 يناير للاحتفال بلغة برايل عالميًا، وذلك لتعزيز الوعي بأهميتها في تحقيق التكافؤ والإدماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. تعزيز التكنولوجيا ويهدف الاحتفال في كل عام لزيادة الوعي بأهمية لغة برايل باعتبارها وسيلة للوصول إلى التعليم والمعلومات، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من ممارسة حقوقهم بشكل كامل، وتعزيز التكنولوجيا الداعمة التي تعتمد على لغة برايل، إضافة لإبراز التحديات التي يواجهها المكفوفون في العالم، وخاصة في الوصول إلى المواد التعليمية والمعلومات، ويكمن دور لغة برايل في تمكين الأشخاص المكفوفين لعدة أمور منها التعليم حيث تتيح لغة برايل للمكفوفين القراءة والكتابة بفعالية، ما يساعدهم في التحصيل العلمي، وفي التوظيف، حيث تُعد المهارات المتعلقة بلغة برايل أساسية للعديد من الوظائف التي تتطلب التعامل مع النصوص والمعلومات، كما يكمن دور لغة برايل للمكفوفين في الحياة اليومية، حيث تساعد لغة برايل في قراءة الفواتير، كتابة الملاحظات، واستخدام الأجهزة الحديثة التي تدعم برايل. فعاليات متنوعة وهناك تحديات مرتبطة بلغة برايل، وهي قلة الموارد التعليمية المطبوعة بلغة برايل في بعض الدول، والتكلفة العالية لبعض الأجهزة والتكنولوجيا الداعمة، ونقص التدريب على استخدام لغة برايل بين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم، ويصاحب الاحتفال باليوم العالمي للغة برايل تنظيم فعاليات توعوية عن أهمية لغة برايل، ونشر المواد التعليمية والمعلوماتية المطبوعة بلغة برايل، ودعم المؤسسات والجمعيات التي توفر خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وتشجيع الحكومات على تبني سياسات تدعم استخدام لغة برايل في المؤسسات العامة. تعزيز استخدام وتولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتمكين ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، خاصةً من خلال تعزيز استخدام لغة برايل، بتفعيل عدد من المبادرات البارزة في هذا المجال ومنها: طباعة المصحف الشريف بلغة برايل، حيث تم إنشاء مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بلغة برايل، ما يتيح للمكفوفين قراءة القرآن بسهولة، وسبق ودشنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، جهاز المصحف الإلكتروني للمكفوفين، الذي يمكنهم من قراءة القرآن الكريم وتدبره وتفسيره بيسر وسهوله، بلغة "برايل"، ويشجع الجهاز المكفوفين، على قراءة القرآن الكريم وتوطيد علاقتهم به وقراءته وتدبره خاصة ويقوم هذا الجهاز بتحويل أحرف برايل الثابتة إلى متحركة، تتشكل إلكترونيًا حسب آيات القرآن الكريم والأحرف العربية والصفحة، وهو مطابق لمصحف مجمع الملك فهد، من خلال تصميم يساعد الكفيف على الوصول إلى الصفحات والسور والأجزاء بسرعة وسهولة، ويقدم النص الكامل للقرآن باستخدام معايير تقنية لنظام معلوماتي ورقمي، وسبق وأطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مبادرة "مبصرون" لتوزيع المصحف الشريف المطبوع بلغة برايل على الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، بهدف تسهيل تلاوة القرآن الكريم لهم. وسيلة تواصل وتشارك وزارة التعليم باليوم العالمي للغة برايل من كل عام؛ بتعزيز الوعي بأهمية "برايل" باعتبارها وسيلة تواصل أساسية لذوي الإعاقة البصرية، وكذلك تشجيعهم على القراءة والكتابة وتوطيد تواجدهم الفعلي في مجتمعاتهم، وتولي الوزارة المكفوفين عناية خاصة لتعزيز نشر واستخدام طريقة برايل في التعليم، وذلك انطلاقاً من التزامها بإتاحة تلقي المكفوفين تعليمهم في مدارس التعليم العام، باعتبار أن المدرسة العادية هي المكان الطبيعي والمناسب ليتلقوا تعليمهم بالقرب من مقر إقامتهم، مع تقديم خدمات التربية الخاصة لهم لما له من مردود إيجابي على الطالب وأسرته تحصيلياً ونفسياً واجتماعياً، وتوفير الكتب الدراسية بلغة برايل وطباعة المقررات الدراسية بطريقة برايل، بالإضافة إلى تسجيلها صوتيًا، لضمان حصول الطلاب المكفوفين على المواد التعليمية بيسر وسهولة والحصول على تعليم متساوٍ، كذلك يتم توفير الأجهزة الإلكترونية والتقنية مثل أجهزة المكبر الإلكتروني، قلم أنفوفوكس4، آلة بيركنز الكلاسيكية، جهاز حاسب آلي بلغة برايل، ومفكرة إلكترونية، لتسهيل التعلم والتواصل للمكفوفين. تطبيقات هواتف وتدعم المملكة تطوير تطبيقات على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لتعليم لغة برايل وتوفير الكتب الرقمية بطريقة سهلة الوصول، وإطلاق أجهزة حديثة مثل الآلة الذكية التي تسهل الكتابة بلغة برايل، وكذلك توفير أجهزة مثل أجهزة "برايل سينس" لتمكين المكفوفين من القراءة والكتابة، والعمل على دعمها باللغة العربية، وتوفر المملكة مدارس ومعاهد متخصصة لتعليم المكفوفين واستخدام لغة برايل، مثل معهد النور للمكفوفين، ومن المبادرات الثقافية والمجتمعية التي تقيمها المملكة، جائزة خادم الحرمين الشريفين للأشخاص ذوي الإعاقة وتهدف هذه الجائزة إلى تشجيع الابتكار في تطوير أدوات مساعدة لذوي الإعاقة، بما في ذلك لغة برايل، إضافةً إلى إطلاق مكتبات بلغة برايل، حيث تم تجهيز المكتبات العامة والمكتبات المدرسية بكتب ومصادر تعليمية بلغة برايل، إضافة للمشاركة في اليوم العالمي للغة برايل، وتنظم المملكة فعاليات سنوية لرفع الوعي بأهمية لغة برايل وحقوق المكفوفين، كما وفرت وزارة الحج والعمرة دليلًا خاصًا بلغة برايل لتمكين المكفوفين من أداء المناسك بسهولة، وخدمات ميدانية مخصصة تشمل توفير مصاحف وأدوات مكتوبة بلغة برايل داخل الحرم المكي والمدني. برامج وأبحاث وعملت المملكة منذ وقت مبكر إلى جانب الاهتمام باحتياجات المكفوفين من فاقدي البصر عبر الدراسات والبرامج والأبحاث في ظل ما تشهده المملكة من نهضة معرفية واقتصادية مكنتها لأن تكون أحد أهم الدول التي برزت في استخدامات اللغة العالمية للمكفوفين "برايل"، كما تعمل على تشجيع فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة وتوطيد تواجدهم الفعلي في المجتمع، وسبق أن أصدرت الهيئة العامة للغذاء والدواء الدليل الإرشادي لمتطلبات طباعة معلومات العبوة الخارجية والنشرة الداخلية بطريقة برايل للمستحضرات الصيدلانية البشرية، وذلك لرفع مستوى الوعي الدوائي للمكفوفين أو ضعاف البصر، مما يؤدي إلى معرفة اسم الدواء والمعلومات العامة عن الادعاءات وطريقة الاستخدام والأعراض الجانبية بالتالي ضمان سلامة استخدام الدواء، وإصدار الدليل يأتي ضمن سعي الهيئة لتطوير الآليات لتتناسب مع كافة احتياجات أفراد المجتمع ورفع مستوى الوعي الدوائي للمكفوفين وضعاف البصر، وتساعد خدمة لغة برايل على عبوات الأدوية في معرفة المكفوفين وضعاف البصر باسم الدواء والمعلومات العامة عن الادعاءات وطريقة الاستخدام والأعراض الجانبية لضمان سلامة استخدام الدواء. معاهد ودورات وعملت المملكة أيضا منذ وقت مبكر على خدمة وتطوير برامج العمل للمكفوفين في مجالات كثيرة، حيث أنشأت المعاهد والدورات والبرامج المختلفة، إلى جانب تهيئة المدارس والجامعات بذلك عبر برنامج وطني يضمن حق المكفوفين في العلم والمعرفة، وكانت طباعة القرآن الكريم بخط برايل إحدى أهم الدلائل على مدى اهتمام المملكة بفئة المكفوفين، حيث تتميز بأعلى مواصفات الجودة شكلاً ومضموناً، بعد أن خضعت للتدقيق والمراقبة الشاملة من قبل المختصين في هذه اللغة، إضافةً إلى تقديم خرائط إرشادية لمؤسسات الطوافة الداخلية والخارجية تسهيلاً على حجاج ومعتمرين بيت الله الحرام إلى جانب الكتب الثقافية والوطنية وتفعيل الطباعة الفورية والبرامج الالكترونية واستخدامات الذكاء الاصطناعي، ويأتي هذا الاهتمام ضمن سلسلة حلقات أبرزها تأسيس مراكز متخصصة في تقديم عدد من الخدمات والبرامج الاجتماعية والنفسية والتربوية من الجنسين، وأسرهم والعاملين في حقل الإعاقة البصرية، إضافةً إلى تعريف المجتمع وتوعيته بقدراتهم واحتياجاتهم. عواقب كبيرة وعلى الصعيد العالمي يعاني ما لا يقل عن مليار شخص من ضعف البصر القريب أو البعيد الذي يمكن الوقاية منه أو لم يُعالَج بعد، ويؤثر ضعف البصر على الأشخاص من جميع الأعمار، حيث تزيد أعمار الغالبية على 50 عامًا، ويمكن أن يكون لضعف البصر والعمى آثار كبيرة وطويلة الأمد على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الأنشطة الشخصية اليومية، والتفاعل مع المجتمع والمدرسة وفرص العمل والقدرة على الوصول إلى الخدمات العامة، وكشفت تقديرات منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يقارب 39 مليون شخص يعانون من العمى، كما يعاني أكثر من 253 مليون شخص من ضعف حاد في الرؤية، وأنَّه كل خمس ثوانٍ في العالم يتحول شخص إلى فاقد للبصر، بينما الأطفال كل دقيقة على مستوى العالم، و65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن ال 50 عاماً، وتتوقع التقديرات أن يرتفع عدد فاقدي البصر في عام 2020م إلى 75 مليون شخص، وأفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية هم أكثر عرضة من أولئك الذين يتمتعون ببصر كامل لتجربة معدلات أعلى من الفقر والعيوب والتي يمكن أن تصل إلى مستوى عدم المساواة مدى الحياة. ويخلف عدم تلبية احتياجات نحو مليار شخص من ضعف البصر القريب أو البعيد أو الوفاء بحقوقهم عواقب واسعة النطاق، والمعوقون بصريًا يواجهون العديد من التحديات فيما يتصل بالاستقلالية والعزلة، خاصةً منهم الذين يعتمدون على استخدام اللمس للتعبير عن احتياجاتهم والحصول على المعلومات، وأظهر الوباء أهمية إنتاج المعلومات الضرورية بأشكال يسهل الوصول إليها، بما في ذلك لغة برايل والصيغ السمعية. القرآن بلغة برايل دمج المكفوفين بالمدارس العامة