"محمد الحبيب العقارية" تدخل موسوعة جينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    محترفات التنس عندنا في الرياض!    رقمنة الثقافة    الوطن    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أجواء شتوية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    الذاكرة.. وحاسة الشم    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلغة برايل.. المملكة توطد تواجد المكفوفين بالمجتمع
نشر في الرياض يوم 05 - 01 - 2024

شاركت المملكة العربية السعودية العالم بالاحتفال باليوم العالمي للغة برايل.
وقد عملت المملكة على برنامج جودة الحياة وتأهيل الجانب الاجتماعي لكافة فئات المجتمع منذ وقت مبكر إلى جانب الاهتمام باحتياجات المكفوفين من فاقدي البصر عبر الدراسات والبرامج والأبحاث في ظل ما تشهده المملكة من نهضة معرفية واقتصادية مكنتها لأن تكون أحد أهم الدول التي برزت في استخدامات اللغة العالمية للمكفوفين "برايل".
لذا تشارك المملكة دول العالم في كل عام لتفعيل اليوم العالمي لهذه اللغة، وقد عملت منذ وقت مبكر على خدمة وتطوير برامج العمل للمكفوفين في مجالات كثيرة، حيث أنشأت المعاهد والدورات والبرامج المختلفة إلى جانب تهيئة المدارس والجامعات بما يضمن حقوق المكفوفين في العلم والمعرفة وكانت طباعة القرآن الكريم بخط برايل إحدى أهم الدلائل على مدى اهتمام المملكة العربية السعودية بفئة المكفوفين، حيث تتميز بأعلى مواصفات الجودة شكلاً ومضموناً، بعد أن خضعت للتدقيق والمراقبة الشاملة من قبل المختصين في هذه اللغة، وتبذل المملكة جهوداً كبيرة في هذا المضمار سعياً منها لتعويض فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة مافقدوه وتوطيد تواجدهم الفعلي في المجتمع، ليصبحوا قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص.
"لغة برايل"
وسُمّيت لغة برايل بهذا الاسم تيمنا باسم مخترعها في القرن ال19 الفرنسي لويس برايل — لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشرا على الكفاءة والاستقلال والمساواة. قد يتساءل البعض عن ماهي لغة برايل؟ هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم. ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة بريل على نحو ما توضحه المادة 2 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وهي وسيلة اتصال للمكفوفين ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة وفي سياق الإدماج الاجتماعي على نحو ما تبينه المادتان 21 و 24 من الاتفاقية.
وعلى الرغم من نشر الطريقة في عام 1839 فإنها لم تستخدم رسمياً إلا بعد وفاة صاحبها، وأثبتت فاعلية بل كفاءة في تسهيل التعلم لفئة ذوي الإعاقة البصرية، وظلت الطريقة العالمية المتبعة في التعلم والقراءة والكتابة لدى فئة المكفوفين على مدى ما يقرب من مئتي عام، ما جعل منظمة الأمم المتحدة تقرر يوم 4 يناير من كل عام "تاريخ مولد صاحب الطريقة"؛ يوماً عالمياً للغة برايل، وبدأ الاحتفال به للمرة الأولى في يناير 2019.
وقد أضاءت لغة برايل الطريق لملايين المكفوفين وساهمت على نطاق واسع في إشباع حاجتهم للمعرفة والعلم، ويهدف هذا الحدث إلى تضافر الجهود لخدمة المكفوفين والعمل على إيجاد حلول فعلية للتغلب على مشكلاتهم التي تواجههم.
"إنجازات مشهودة"
وقد أنجزت المملكة بتوجيهات القيادة الرشيدة - رعاها الله - منذ وقت مبكر خدمة وتطوير برامج العمل للمكفوفين في مجالات كثيرة، حيث أنشأت المعاهد والدورات والبرامج المختلفة، إلى جانب تهيئة المدارس والجامعات بذلك عبر برنامج وطني يضمن حق المكفوفين في العلم والمعرفة، وكانت طباعة القرآن الكريم بخط برايل إحدى أهم الدلائل على مدى الاهتمام بفئة المكفوفين، حيث تتميز بأعلى مواصفات الجودة شكلاً ومضموناً، بعد أن خضعت للتدقيق والمراقبة الشاملة من قبل المختصين في هذه اللغة.
وتولي وزارة التعليم عناية خاصة لتعزيز نشر واستخدام طريقة برايل في التعليم، وذلك انطلاقاً من التزامها بإتاحة تلقي المكفوفين تعليمهم في مدارس التعليم العام، باعتبار أن المدرسة العادية هي المكان الطبيعي والمناسب ليتلقوا تعليمهم بالقرب من مقر إقامتهم، مع تقديم خدمات التربية الخاصة لهم؛ لما له من مردود إيجابي على الطالب وأسرته.
كما تسعى الوزارة بالتعاون مع إدارات التعليم في مختلف مناطق ومحافظات المملكة؛ على تطوير تعليم المكفوفين؛ وفق أحدث طرق التدريس، ودمجهم بشكل كامل في المدرسة، بما ينسجم مع رؤية 2030؛ حيث تقدم الوزارة خدمات التربية الخاصة للطلبة ذوي الإعاقة البصرية من خلال قبولهم في مدارس التعليم العام بالقرب من مقر إقامتهم، وتوفير المعلم المختص، وكذلك طباعة المقررات الدراسية بطريقة برايل، إلى جانب تأمين الأدوات والمستلزمات والوسائل التعليمية، والنقل المدرسي.
في حين قدمت التكنولوجيا الكثير من أوجه التطوير لطريقة برايل؛ حيث أصبح من الممكن تحويل الكتابة العادية للكتابة بطريقة برايل بحيث يمكن قراءتها إلكترونياً من خلال برامج، مما أدى إلى انتشار رموز لغة برايل على لوحات المفاتيح وأجهزة الصراف الآلي حتى يتمكن المكفوفون من قراءتها واستخدامها بكل يسر وسهولة.
وقد نهضت الجمعيات المتخصصة لتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بدورها في الإسهام إلى الوصول الشامل لذوي الإعاقة البصرية، ودعم طريقة برايل للعديد من الجهات الحكومية والخاصة ذات المسؤولية الاجتماعية؛ التي تبادر بتهيئة خدماتها لوصول المعلومات للمكفوفين، كما تسهم تلك الجمعيات بإنشاء أقسام تدريب برايل بهدف إجادة هذه اللغة التي تعتبر طريقاً للدخول في عالم الوسائط المعلوماتية.
"إحصائيات عالمية"
وكشفت تقديرات منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يقارب 39 مليون شخص يعانون من العمى، كما يعاني أكثر من 253 مليون شخص من ضعف حاد في الرؤية، وأنَّه كل 5 ثوانٍ في العالم يتحول شخص إلى فاقد للبصر، بينما الأطفال كل دقيقة على مستوى العالم، و65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن ال50 عاماً.
وأفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية هم أكثر عرضة من أولئك الذين يتمتعون ببصر كامل لتجربة معدلات أعلى من الفقر والعيوب والتي يمكن أن تصل إلى مستوى عدم المساواة مدى الحياة.
ويخلف عدم تلبية احتياجات نحو مليار شخص من ضعف البصر القريب أو البعيد أو الوفاء بحقوقهم عواقب واسعة النطاق.
والمعاقون بصريًا يواجهون العديد من التحديات فيما يتصل بالاستقلالية والعزلة، وبخاصة منهم الذين يعتمدون على استخدام اللمس للتعبير عن احتياجاتهم والحصول على المعلومات. وأظهر الوباء أهمية إنتاج المعلومات الضرورية بأشكال يسهل الوصول إليها، بما في ذلك لغة برايل والصيغ السمعية.
وبغير ذلك، يمكن أن يواجه عديد الأشخاص ذوي الإعاقة مخاطر أكبر من التلوث بسبب فقدانهم إرشادات واحتياطات الحماية وتقليل انتشار الوباء. وتأكد للعالم كذلك الحاجة الملحة إلى تكثيف جميع الأنشطة المتعلقة بالتيسير الرقمي لضمان الإدماج الرقمي لكافة الناس.
ويزداد خطر الإصابة بالعمى مع التقدّم في العمر؛ فما يُقارب 80% من الأشخاص المكفوفين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر.
كما أن ما يُقارب 55% من حالات المكفوفين من الإناث، ويعود ذلك للعديد من الأسباب بما في ذلك أنّ متوسط العمر المتوقع للنساء أعلى مقارنةً بالرجال، كما أنّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بحالاتٍ صحيةٍ معينةٍ في العين.
"برايل وكورونا"
وقد قامت وكالات الأمم المتحدة بتنفيذ ممارسات جيدة نحو استجابة شاملة للإعاقة ونشر المعلومات بلغة برايل، حيث أنتج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكثر من 4 آلاف مادة برايل حول التوعية والوقاية من كوفيد-19 في ملاوي، وقام مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بنشر المعلومات الصوتية، وكذلك المواد التعليمية والتواصلية إلى العاملين في مجال الإعلام.
كما أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ملاحظات إرشادية بلغات متعددة وأشكال يسهل الوصول إليها، بما في ذلك بلغة برايل وإصدارات "سهلة القراءة"، ويطرح منشور يونيسف المعنون (كوفيد-19: وضع اعتبارات للأطفال والبالغين ذوي الإعاقة) القضايا التي تشمل الانتفاع بالمعلومات؛ والمياه والصرف الصحي والنظافة؛ والرعاية الصحية؛ والتعليم؛ وحماية الأطفال؛ والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي.
وسبق وأن أشاد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ب"برايل" كأداة لحرية التعبير والوصول إلى المعلومات والاندماج الاجتماعي، مؤكدا أن هذا الأمر لم ينطبق أبدا أكثر مما ينطبق في أوقات العزلة التي أحدثتها جائحة كوفيد-19، والتي أظهرت مدى أهمية ضمان إتاحة المعلومات الأساسية للجميع، بما في ذلك للأشخاص الذين يعانون من إعاقات".
وسبق وأن قامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتحويل مجموعة من إصداراتها للأطفال إلى لغة برايل، وذلك بالشراكة مع جمعية العوق البصري (مبصرون)، حيث وفرت المكتبة مجموعة من قصص الأطفال للفئات العمرية ما بين (5 - 10) سنوات كانت قد أصدرتها من قبل، وهي: (قعود، والعرضة السعودية، ومناسك الحج، وجدتي منيرة لا تخبز الحلويات، ورحلة لولا الأولى، وأبي: عندي سؤال، وما هو الحب؟) كتبتها مختصات في ثقافة وأدب الطفل، بأساليب تناسب الفئات العمرية الصغيرة، بحيث تتضمن قدرا من التشويق والحث على القراءة والاطلاع والمعرفة، وتنمي عندهم آليات التفكير والمشاركة في المضمون القصصي، فضلا على كونها غنية بالموروث الثقافي وتعبر عن عادات وتقاليد المجتمع السعودي وقيمه، وتصبو إلى محاكاة مشاعر الطفل.
ويأتي ذلك ضمن المبادرات الاستراتيجية لمكتبات الطفل في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من أجل التوسع في دائرة المستفيدين ومن ضمنهم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية لتعزيز القراءة لديهم وتنمية ثقافتهم بالتعاون مع جمعية كفيف.
"مصحف برايل"
بالسابق لم تتوافر طرق تسمح بقراءة أصحاب الهمم للقرآن إلا عن طريق مصحف ورقي مطبوع بطريقة برايل، وهو نادر الوجود، لأن طباعته مكلفة جداً وصعبة، فضلاً عن ثقل وزنه وحجمه الكبير، أو من خلال استخدام جهاز إلكتروني يحول النص الى حروف برايل متحركة، وفقاً للأحرف والكلمات، ولكن هذا الجهاز باهض الثمن.
ولكن تم ابتكار أول مصحف إلكتروني لأصحاب الهمم بلغة برايل "وفق مرصد المستقبل"، هو ابتكار لمطورين وباحثين سعوديين بالكامل.
وهذا الابتكار عبارة عن جهاز لا يحتوي على شاشة، بل يقتصر على لوح إلكتروني يضم نقاط لغة برايل؛ بمعدل 28 خانة و28 صفاً؛ في كل خانة يوجد ست نقاط ترتفع وتنخفض وتتشكل إلكترونياً وفقاً لصفحات المصحف وحروفه.
ويمتاز الابتكار الجديد بصغر حجمه مقارنة بالمصاحف المتوافرة بلغة برايل، التي يصل حجمها إلى ستة مجلدات، ما يجعل أصحاب الهمم يواجهون صعوبات في مراجعة صفحاته؛ وبشكل خاص الأطفال منهم، فضلاً عن ارتفاع كلفته وكونه يشغل مساحة كبيرة ويصعب حمله والتنقل به.
ويأتي المشروع تلبية لدعوة من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف،بلغة برايل. وباشر المبتكر السعودي مشعل هشام الهرساني وفريقه البحثي المُكوَّن من ماجد عبدالله المعلم ومحمد لادان، بتحويل سور المصحف كاملة إلى أحرف لغة برايل، بنقلها إلى الجهاز لوحي وتحويل أحرف برايل الثابتة إلى أحرف متحركة تتشكل وفقاً للحرف العربي والصفحة.
وهذا الجهاز يتيح القراءة بلغة برايل البارزة، وبشكل إلكتروني، تتحرك فيه الأحرف وفقاً للآيات، مع سهولة الوصول إلى السور والصفحات، فضلاً عن ميزات أخرى؛ منها الوزن الخفيف وانخفاض الكلفة مقارنة بالأجهزة التقليدية، فسعره أقل بنسبة 90%. ويطمح الفريق وفق مرصد المستقبل إلى أن يكون في كل مسجد مصحف إلكتروني واحد على الأقل للمصلين من أصحاب الهمم.
"القرآن في برايل "
وبمناسبة اليوم العالمي لطريقة برايل ؛ فإن مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف قام بالإسهام في أهمِّ ما يحتاج إليه ذو الإعاقة المسلم في حياته اليوميَّة؛ كقراءة القرآن الكريم وتعلُّم أحكامه؛ من خلال مشروعات تخدم هذه الفئة، ومن ضمن هذه الخدمات، إصدار "مصحف المدينة النبويَّة للمكفوفين" (بطريقة برايل). وقدَّم المجمع جهوداً كبيرةً لإنتاج مصحف المدينة النبوية للمكفوفين (بطريقة برايل): من حيث البرامج، والتَّجهيزات، وفريق العمل.
وتم بفضل الله وتوفيقه طباعة الطبعة الأولى من "مصحف المدينة النبوية للمكفوفين"، بطريقة الخط البارز (برايل) في نسخة تامَّة، تقع في خمسة أجزاء، مرتبة على سور القرآن الكريم.
وتهتم المملكة العربية السعودية بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه في أنحاء العالم بملايين النسخ على المساجد ودور العلم والمعرفة واستكمالا لهذا الدور أخذت المملكة على عاتقها خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين داخل المملكة وخارجها وذلك بإنشاء مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف بطريقة برايل الخاصة بهم قبل أكثر من ثلاثين عاما وانتقلت مسئولية الإشراف على المطابع من المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين إلى الإدارة العامة للتربية الخاصة.
وبدأت عملية التطوير والتجديد والتوسع بإدخال احدث الأجهزة والتقنيات بدلا من الطريقة اليدوية حين ذاك حيث تم إدخال أول حاسوب من نوعه في الشرق الأوسط والثالث من نوعه في العالم في عام (1402ه) وصدرت أول طبعة للقرآن الكريم بطريقة «برايل» في عام (1406ه) ولم تقتصر المطابع على طباعة القرآن الكريم فقط بل هناك مجموعة من الكتب الدينية واللغوية والثقافية مثل ( كتاب رياض الصالحين والدفاع عن الفصحى ومكانة المرأة في الإسلام وكتاب لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ...) بالإضافة إلى مجموعة من القصص الدينية للأطفال ومجلة الفجر الشهرية وتوزع جميع تلك الإصدارات مجانا حيث تتحمل المطابع نفقات الطباعة والتغليف والتصدير إلى جميع أنحاء العالم.
"دعم المكفوفين"
وحول تعاون القطاعات العامة والخاصة مع المكفوفين فيما يخص لغة برايل فقد سبق وأصدرت الهيئة العامة للغذاء والدواء الدليل الإرشادي لمتطلبات طباعة معلومات العبوة الخارجية والنشرة الداخلية بطريقة برايل للمستحضرات الصيدلانية البشرية، وذلك لرفع مستوى الوعي الدوائي للمكفوفين أو ضعاف البصر مما يؤدي إلى معرفة اسم الدواء والمعلومات العامة عن الادعاءات وطريقة الاستخدام والأعراض الجانبية بالتالي ضمان سلامة استخدام الدواء.
وأوضحت "الغذاء والدواء" أن اصدار الدليل يأتي ضمن سعي الهيئة لتطوير الآليات لتتناسب مع كافة احتياجات أفراد المجتمع ورفع مستوى الوعي الدوائي للمكفوفين وضعاف البصر، وتساعد خدمة لغة برايل على عبوات الأدوية في معرفة المكفوفين وضعاف البصر باسم الدواء والمعلومات العامة عن الادعاءات وطريقة الاستخدام والأعراض الجانبية لضمان سلامة استخدام الدواء.
والهيئة نشرت هذا التنظيم في منصة استطلاع التابع للمركز الوطني للتنافسية بهدف تمكين الأفراد والقطاع الخاص لإبداء المرئيات على المشروع.
كما تبنت هيئة تطوير بوابة الدرعية بالتعاون مع جمعية "كفيف الأهلية" بالرياض إطلاق مشروع ترجمة المحتوى التاريخي للدرعية إلى طريقة برايل، من أجل تمكين المكفوفين من الاستزادة المعرفية واستخدام الكلمة المكتوبة بنفس القدرة والسلاسة التي يمتلكها المبصرون، حيث ستمنحهم النسخة الورقية المترجمة الشعور بالتواصل مع تراثهم السعودي وتاريخ بلادهم المجيد؛ لكون طريقة برايل تمثل أهمية كبرى في حياتهم بوصفها لغةً للتواصل واكتساب المعرفة. وجاء هذا المشروع تعبيراً من الهيئة عن اهتمامها بهذه الفئة الغالية من المجتمع، وحرصها على منحهم أكبر قدر من المساواة انطلاقاً من احترامها للقيم الإنسانية.
وتضمّن المشروع إعداد دورة تدريبية على المحتوى التاريخي للدرعية لعددٍ من المشاركين والمشاركات من جمعية كفيف، وإرسال المحتوى التاريخي إلى الجمعية، ومن ثم ترجمة نسخ ورقية وإلكترونية لمحتوى "850" وهو العام الذي تأسست فيه مدينة الدرعية، ومحتوى "حي الطريف التاريخي وتاريخ الدولة السعودية" حسب المدة الزمنية المحدَّدة، انتهاءً باختيار أفضل المشاركين في الدورة لإقامة دورات تاريخية للمكفوفين.
وضمّت الدورة التدريبية عدداً من المشاركين - من الجنسين - من فئة المكفوفين الذين جرى اختيارهم من جمعية "كفيف الأهلية" وفق معايير محدّدة، تقتضي أن يكون المشاركون من المهتمين بالتاريخ السعودي، ومتقنين لطريقة برايل، مع التزام هيئة تطوير بوابة الدرعية بالتعاون مع الجمعية بتقديم الخدمات اللازمة للمشاركين، وتوفير المادة التدريبية الخاصة بهم، سواء أكانت مطبوعة أم إلكترونية، وتنظيم المحاضرات في مواعيد معلنة يجري إبلاغهم بها بعد التسجيل، مع الاشتراط على كل متدرب استكمال البرنامج بحضور جميع المحاضرات التدريبية، لضمان الحصول على الشهادة التدريبية.
ومن المتوقع أن تسهم الدورة في إيجاد أجواء تنافسية ذات آفاق معرفية، ستسهم بمحصلتها النهائية في تعزيز تلك العلاقة بين المكفوفين وإرثهم التاريخي، وتعميق شعورهم بالانتماء إلى بلادهم "المملكة العربية السعودية"، بماضيها العريق وحاضرها ومستقبلها المشرق، وهو ما يجعلهم في قلب الحدث ومحوره الرئيس على الصعيدين الاجتماعي والتنموي؛ فهم عناصر فاعلة وشريكة في مسيرة العطاء، جنباً إلى جنب مع جميع الفئات والشرائح المجتمعية الأخرى.
قصص أطفال بلغة برايل
التعرف على الدرعية بلغة برايل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.