يصادف اليوم العالمي للغة برايل ال 4 من يناير الحالي؛ باعتبار برايل وسيلة تواصل أساسية؛ حيث إن الاحتفاء بهذا اليوم يحفز على القراءة والكتابة وتوطيد تواجد هذه الشريحة الفعلي في مجتمعاتهم، ويهدف إلى التعرف على المشكلات التي قد تواجه فاقدي البصر أو من يعانون من الضعف البصري الحاد. ويوافق الاحتفاء بهذا اليوم؛ ميلاد مخترع لغة برايل في فرنسا لويس برايل عام 1809م، التي سميت على اسمه، وأحدث بها ثورة في حياة فاقدي وضعاف البصر. وقد أنجزت المملكة بتوجيهات القيادة الرشيدة منذ وقت مبكر خدمة وتطوير برامج العمل للمكفوفين في مجالات كثيرة، حيث أنشأت المعاهد والدورات والبرامج المختلفة، إلى جانب تهيئة المدارس والجامعات بذلك عبر برنامج وطني يضمن حق المكفوفين في العلم والمعرفة، وكانت طباعة القرآن الكريم بخط برايل إحدى أهم الدلائل على مدى الاهتمام بفئة المكفوفين، حيث تتميز بأعلى مواصفات الجودة شكلاً ومضموناً، بعد أن خضعت للتدقيق والمراقبة الشاملة من قبل المختصين في هذه اللغة. وتولي وزارة التعليم عناية خاصة لتعزيز نشر واستخدام طريقة برايل في التعليم، وذلك انطلاقاً من التزامها بإتاحة تلقي المكفوفين تعليمهم في مدارس التعليم العام، باعتبار أن المدرسة العادية هي المكان الطبيعي والمناسب ليتلقوا تعليمهم بالقرب من مقر إقامتهم، مع تقديم خدمات التربية الخاصة لهم؛ لما له من مردود إيجابي على الطالب وأسرته. كما تسعى الوزارة بالتعاون مع إدارات التعليم في مختلف مناطق ومحافظات المملكة؛ على تطوير تعليم المكفوفين؛ وفق أحدث طرق التدريس، ودمجهم بشكل كامل في المدرسة، بما ينسجم مع رؤية 2030؛ حيث تقدم الوزارة خدمات التربية الخاصة للطلبة ذوي الإعاقة البصرية من خلال قبولهم في مدارس التعليم العام بالقرب من مقر إقامتهم، وتوفير المعلم المختص، وكذلك طباعة المقررات الدراسية بطريقة برايل، إلى جانب تأمين الأدوات والمستلزمات والوسائل التعليمية، والنقل المدرسي. في حين قدمت التكنولوجيا الكثير من أوجه التطوير لطريقة برايل؛ حيث أصبح من الممكن تحويل الكتابة العادية للكتابة بطريقة برايل بحيث يمكن قراءتها إلكترونياً من خلال برامج، مما أدى إلى انتشار رموز لغة برايل على لوحات المفاتيح وأجهزة الصراف الآلي حتى يتمكن المكفوفون من قراءتها واستخدامها بكل يسر وسهولة. من جانبها نهضت جمعية إبصار الخيرية لتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بدورها في الإسهام في إلى الوصول الشامل لذوي الإعاقة البصرية، ودعم طريقة برايل للعديد من الجهات الحكومية والخاصة ذات المسؤولية الاجتماعية؛ التي تبادر بتهيئة خدماتها لوصول المعلومات للمكفوفين، كما أن لدى الجمعية قسم تدريب برايل يهدف لإجادة هذه اللغة التي تعتبر طريقاً للدخول في عالم الوسائط المعلوماتية. وأكدت المدير التنفيذي للجمعية أمل بنت حمدان الحنيطي أن القيادة الرشيدة قدمت جهوداً جبارة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية منها: طباعة المصحف الشريف بطريقة برايل، وطباعة الكتب بطريقة برايل وتسجيلها صوتياً، بالإضافة إلى تأسيس فريق برايل بوكس لدعم المعاقين بصرياً من أجل مواصلة دراستهم الجامعية؛ مشيرة إلى أهمية لغة برايل كونها الطريقة المستخدمة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى إذكاء الوعي بأهميتها بوصفها وسيلة للتواصل مع المكفوفين وضعاف البصر. وكشفت تقديرات منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يقارب 39 مليون شخص يعانون من العمى، كما يعاني 253 مليون شخص من ضعف حاد في الرؤية، وأنَّه كل 5 ثوانٍ في العالم يتحول شخص إلى فاقد للبصر، بينما الأطفال كل دقيقة على مستوى العالم، و65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن ال 50 عاماً، وتتوقع التقديرات أن يرتفع عدد فاقدي البصر في عام 2020م إلى 75 مليون شخص. يذكر أن طريقة برايل هي عبارة عن لمس بعض الرموز الأبجدية والرقمية، والتي تكون عن طريق استخدام ست نقاط، وهذه النقاط تقوم بتمثيل العديد من الحروف والأرقام، والمرتبة في صفين، ثلاثة جهة اليمين وثلاثة على اليسار، والخلية الواحدة يمكن أن تستخدم لتمثيل الأحرف الأبجدية مع العدد أو علامات الترقيم أو حتى الكلمة بأكملها، ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز، ومع دخول جهاز الحاسب الآلي دخل نظام النقاط الثمان ؛ ليعطي مجالاً أشمل لاستيعاب عدد كبير من الإشارات والرموز. //انتهى// 13:34ت م 0090 www.spa.gov.sa/2414946