أظهر التفوق على الأرقام المتوقعة والنجاح السريع للسياحة في محافظة العلا سهولة القدرة على تحقيق المستهدفات الاقتصادية التي تنشدها استراتيجية التنمية الأوسع نطاقًا لمحافظة العلا في عام 2035، والمتضمنة خلق 38 ألف فرصة عمل جديدة لعدد السكان المتوقع تناميه إلى 130 ألف نسمة، والمساهمة بمبلغ 120 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2035، ويعد تكامل عوامل الجذب السياحي المتناغمة التي تشمل الموقع الجغرافي والإرث التراثي المتفرد، إضافة إلى الترويج الجيد والفعال والخدمات عالية الجودة التي تم استحداثها بالمنطقة خير معين على ذلك، فالعلا تتيح العديد من الخيارات السياحية للقادمين بدءاً بطبيعتها الساحرة التي تتميز بالتنوّع الجيولوجي والتكوينات الصخرية المذهلة، المحفزة على تجربة الرحلات البرية والتخييم، وزيارة المحميات، وتسلق الجبال، وهي مدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بوجود المواقع التاريخية والأثرية ومن أبرزها منطقة الحِجر وبحضورها البشري الممتد لأكثر من سبعة آلاف عام، والعصور التي مرّت بها من العصر البرونزي، ثم مملكتي لحيان ودادان، وعصر الرومان، كما أن فرص الاستثمار في قطاعات متنوعة مثل: السياحة والضيافة والعقارات والتقنية والطاقة المتجددة، باتت متاحة وفي متناول يد المستثمر الباحث عن الفرص مع التركيز بشكل خاص على المشاريع الناشئة، والتي تهدف إلى التنمية الثقافية وتنمية السياحة البيئية للمنطقة. التراث الطبيعي والإنساني وشهدت محافظة العلا التي صنفتها منظمة السياحة العالمية مدينة العُلا السعودية كأكثر مدينة تجتذب السياحة وعدّتها مكاناً للتراث الطبيعي والإنساني الاستثنائي الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين زيادة في نمو عدد السياح الدوليين بنسبة بلغت 59 % منذ بداية شتاء عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق 2023، الذي بلغ عدد زوار العلا خلاله حسب تصريح عدد من المستشارين للهيئة الملكية لمحافظة العلا 250 ألف زائر، ويظهر بوضوح التنامي المتسارع في عدد الزوار الذي كان 180 ألفاً في 2022 وفي العام 2021 وصل للرقم 130 ألفاً، رغم أن المستهدف في ذلك العام كان 95 ألفاً فقط، وتتنوع جنسيات زوار العلا، ف 50 % من زوار العلا هم من السعودية، و20 % من دول الخليج، و24 % من حول العالم. ومن نسبة الزوار الدوليين 12 % هم من فرنسا، و6 % من الولاياتالمتحدة، والبقية من ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأستراليا والهند واليابان، ومجموع 24 جنسية مختلفة. تصدر العلا وكما تصدرت العلا السعودية، دول مجموعة العشرين في نمو عدد السياح الدوليين في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024م مقارنة بعام 2019م، وارتفع إنفاق الأجانب بشكل عام عند السفر في السعودية بنسبة 27 % في الربع الثالث من 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2024 ليصل إلى 6.68 مليارات دولار بحسب بيانات البنك المركزي "ساما"، فقد تصدرت العلا قائمة أبرز المدن السياحية المتنافسة لعام 2024 حسب منظمة السياحة العالمية نتيجة لتطبيقها نظام ري صديق للبيئة، وللعمل الجار فيها على تحسين جودة المحاصيل، كما أنها تضم أكثر من 900 مبنى ومدرسة لتعليم صناعة الفخار والمجوهرات والحرف اليدوية التقليدية، وهناك عمل دؤوب من طرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتحفيز بيئة وجاذبة الاستثمار بالعلا على المستويين المحلي أو الدولي ولتطوير قطاع الصحة وقطاع التعليم، لتكون العلا الوجهة المثالية للمعيشة والعمل والاستثمار، وذلك ضمن التزام الهيئة بتنمية الإنسان والمكان، واستعادة توازن البيئة الطبيعة، والتركيز على السياحة المستدامة، وتستهدف الهيئة ضخ 3 مليارات دولار في منطقة العلا خلال العام الجاري، لتضاف إلى استثمارات تزيد على 10 مليارات دولار تم ضخها بالفعل حتى الآن، لتحقيق المستهدفات التي منها استقطاب مليوني زائر سنويًا بحلول عام 2035. والإسهام بمبلغ يصل إلى 120 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وتستهدف الوصول إلى 5 آلاف غرفة فندقية بحلول 2030 و9 آلاف بحلول 2035، ويتوقع أن يشكل ذلك الحراك تأثيراً إيجابياً على فرص العمل التي تقدر بنحو 38,000 وظيفة جديدة بحلول عام 2035 بفضل العلا وتطويرها، وأن يظهر ذلك بوضوح في قطاع الضيافة بنسبة 75 ٪ من الوظائف الجديدة التي سيتم إنشاؤها بحلول 2030. رحلة عبر الزمن وفرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا جل ما يبحث المستثمرون عنه ومهدت للكثير من الفرص الجيدة التي ستمنحهم عائدًا مناسبًا بتكلفة معقولة، وتكون حقوقهم والتزاماتهم واضحة وآمنة فجاء مخطط "رحلة عبر الزمن"، وهو التزام بتراث العلا ومستقبلها المستدام، مع تخصيص أكثر من 15 مليار دولار أميركي للتنمية. ليكون منارة للشراكات المتاح عقدها بين القطاعين العام والخاص، إذ يوفر بيئة خصبة للاستثمار، تتماشى مع أولويات النمو والبنية التحتية في العلا، بما في ذلك استثمار بقيمة ملياري دولار أميركي في مشاريع رئيسة مثل توسيع مطار العلا الدولي الذي تمت ترقية مطار العلا مبكرا إلى مطار دولي، بعد استيفائه جميع المتطلبات التشغيلية، وفق المعايير الدولية، وبما يتناسب مع احتياجات الجهات المختصة العاملة في المطار، وشملت أعمال التطوير مضاعفة الطاقة الاستيعابية من 100 ألف إلى 400 ألف مسافر سنوياً، مع زيادة إمكانات ساحة الطيران لتكون ضمن أكبر 10 مطارات بالمملكة، بمساحة 49 ألف متر مربع تتسع ل 15 طائرة تجارية، وقد حل مطار العلا الدولي ضمن أعلى مطارات شركة تجمع مطارات الثاني التي تقوم بإدارة وتشغيل 22 مطاراً محلياً ودولياً وسياحياً، في أعداد المسافرين المسجلة خلال النصف الأول 2024 بعدد 118 ألف مسافر من إجمالي أعداد مسافرين مطارات الشركة التي بلغت 8.5 ملايين مسافر. شتاء طنطورة وتنظم الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في كل عام العديد من المهرجانات والفعاليات السياحية والثقافية، المتنوعة، التي من أبرزها مهرجان شتاء طنطورة وهو إحدى أهم الفعاليات الفنية والثقافية، ويضم العديد من الأنشطة المصاحبة، وفعاليات الرياضات التراثية التي تحمل مكانة في نسيج الثقافة المحلية كالرماية من على ظهر الخيل، والتقاط الأوتاد، والجولات الاستكشافية، والمعارض الفنية والثقافية، ومهرجان الممالك القديمة، وغيرها الكثيرمن الفعاليات التي تتيح العديد من الخيارات السياحية للسياح القادمين من داخل وخارج المملكة وتمكن للمستثمر القادم استكشاف الكثير من الفرص الاستثمارية المتنوعة في العديد من القطاعات والأنشطة مثل: السياحة والترفيه والضيافة والإعاشة والعقارات والتقنية والطاقة المتجددة، وغير ذلك مما يتوفر عبر تكامل عوامل الجذب السياحي في العلا وعبر تحفيز الهيئة الملكية لمحافظة العُلا التي تؤمن بأهمية الاستثمار المسؤول في تحقيق عوائد استثمارية تسهم في التنمية الاجتماعية والبيئية. وننطلق لدعوة الشركاء للانضمام إلى هذا المسعى لإعادة إحياء العلا كمركزٍ عالميٍّ للتبادل الثقافيّ والتنمية المستدامة. ويشهد مجتمع العلا خلال هذه الفترة حراكاً فعالاً لتعزيز مجتمع مزدهر وحيوي في مكان رائع للعيش والعمل والاستكشاف ولتحقيق جودة الحياة للسكان والزوار وللحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، وتطوير المنطقة لتصبح وجهة عالمية للسياحة الثقافية والبيئية، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المجتمعية بالتزامن مع التقدم الجاري في تنفيذ العديد من المشروعات التطويرية التي تعزز التنوع الاقتصادي، والتقدم في خطة التطوير التي تستهدف البنية التحتية ومرافق الزوّار مع ضمان حماية جمالها الطبيعي ومواقعها التاريخية، ومن بين الأمثلة التي يشملها ذلك الحراك تنظيم سباقات ميدان العُلا للهجن لدعم الرياضات التراثية والاحتفاء بالثقافة والتراث الأصيل، حيث يشهد الميدان إقامة 13 سباقاً للهجن خلال الموسم بهدف دعم المُلاك ومحبي الرياضة في المنطقة، ويمثل ميدان السباق، الذي يمتد على مساحة 25 كيلومترًا مربعًا في جنوب العُلا، بما في ذلك مضمار سباق بطول 8 كيلومترات ومضمار تدريب بطول 6 كيلومترات، الطموح المستمر لدعم وتطوير الرياضات التراثية في العلا ومن الأمثلة أيضا العُلا مشروع تطوير كرة القدم النسائية في المحافظة، الذي يهدف إلى تعزيز حضورها من خلال توفير فرص رياضية مختلفة للمدربات، ومن الأمثلة أيضاً إشراف الهيئة الملكية لمحافظة العلا على 10 مشاريع أثرية، بمشاركة 100 عالم آثار ومختص في العلا وخيبر ليسهم الاكتشاف بترسيخ مكانة العلا والمملكة كمركز عالمي للأبحاث الأثرية والحوار الثقافي، ومن الأمثلة وهي كثير توقيع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا شراكة استراتيجية مع إدارة التراث الثقافي لمدينة "خنان" في إطار الحفاظ على التراث، وذلك ضمن أهداف الهيئة لتعزيز شبكة الشراكات العالمية في ضوء الشراكة السعودية الصينية. سباق الخيول على الأجندة السنوية في العلا طبيعة العلا تجعلها مؤهلة للتوسع السياحي والتجاري