ماذا أطرز لك يا وطن؟ لوحة بخيوطٍ من ذهب أم وشاحاً أخضر لامعاً في سماء الشموخ؟ وماذا أكتب عنك يا وطن؟ لا يكفيك سطور ولا تكفيك الأحرف، إننا صِغار أمام عظمتك، وكِبار حينما نتحدث عنك. قبل نهاية هذا العام افتتح قِطار الرياض المخطط له من سنوات ليصبح أحد إنجازات الرؤية المُباركة 2030 وعرّابها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وشاهدنا السهولة والدقّة والترتيب والتنظيم الرقمي للحجوزات، وكذلك الأسعار مما جعلها وسيلة نقل عامة لسكان عاصمة القرار العربي من موظفيها إلى طلابها وكل من يريد أي جهة من جهات الرياض. وفي المستقبل سيتم -بإذن الله- فتح مسارات في بعض الأحياء التي لم يصلها بعد، وتحدث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وقال: "إن الملك سلمان دعم مشروع النقل العام في مدينة الرياض بشقيه القطار والحافلات منذ أن كانت فكرة حتى تجسد على أرض الواقع بحمدالله، وفقًا لتوجيهاته الحكيمة بإنجاز المشروع وفق أعلى المواصفات العالمية، وعلى أكمل وجه، ليقدم خدماته لسكان وزوّار مدينة الرياض". خطوة جبّارة وفِكرة ليست بالجديدة بل كانت من ضمن التطلّعات والتوجهّات الحكومية للتخفيف من الزحام والتيسير على السكّان من الناحية الاقتصادية، حيث إن التذكرة بثمن زهيد في متناول الجميع، والمُبهر في هذا (المترو) ألوان المسارات واختلاف كل جهة عن الأخرى وتمييزها باللون، عمل منظّم ودقيق ويسر الناظرين. ولنا أن نتخيّل مستقبلاً ماذا بعد المترو؟ مازلنا نبتسم في الآفاق ونحمل راية الفخر وعلم بلادي بكل ثقة وحب ووطنية لنرد على كل شامت وحاقد وكل الأبواق الناعقة؛ فنحن لا نتحدّث بل إنجازات وطني بل هي من تتحدث لتُلجم كل الألسن النتنة والأحزاب الساقطة. قبل يومين حدث موقف طريف لابني حيث حجز تذكرته بالخطأ فذهب به القطار إلى المطار وهو كان يريد أحد الأماكن، فعاد وصحح المسار، وكان تعامل حتى الركاب طريفاً ولطيفاً، وليست بغريبة على شعب طويق الجبّار الخلوق. سلِمت يا وطني العظيم، وسلِمت الكوادر البشريّة ذات الكفاءة العالية خلف هذه الوسيلة الهادفة لتسهيل التنقل بين أحياء الرياض.