كل درب أقرب، انطلق قطار الرياض قبل نهاية 2024 بمحاوره الرئيسة ومحطاته نعم اليوم ترتبط الرياض رسميا بمسارات لا توصل السكان لوجهتهم فقط، بل تذهب لما هو أبعد.. إن حكمة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله– ورعايته الفائقة لمدينة الرياض منذ أن كان أميرها وعرابها كانت ومازالت الدليل الأبوي الحنون على هذه العاصمة الحالمة التي تسكن قلوب عشاقها قبل أن يسكنوها، الرياض قطعة من القلب، وقد كان لخادم الحرمين -حفظه الله- اليد العليا في تقديم هذا المشروع منذ عام 2009، نعم هذا هو درب سلمان وهذا نهجه. ولا أجمل من أن نعيش هذه اللحظة رغم كل التحديات التي تواجه قطاع النقل سواء محليا أو عالميا، والمبهج هو رؤية المواطنين وحماسهم ومحبتهم وإقبالهم لهذا المشروع الذي هو منهم وإليهم. إن وجود شبكة نقل عام في العاصمة الرياض هو مؤشر مهم لمتانة البنية التي تتمتع بها وقدرتها الفائقة على استيعاب المزيد من المبدعين والزوار وتستقبل العالم، ولنا أن نتخيل كيف سيكون شكل الرياض 2035 أي بعد عشر سنوات من الآن، إن العمل الدؤوب من كافة الجهات المساهمة من تنظيم وتنفيذ ومتابعة فنيا وأمنيا واجتماعيا تستحق منا الدعم والتقدير، فهذه المقطورات الصغيرة المتصلة ستدمج المجتمع وستظهر الوجه الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية، فتلك المحطات المختلفة والفئات العمرية والنوعية كلها ستلتقي في القطار، وقد لفت نظري العديد من التوجهات الاجتماعية التي أجد أنها جديرة بأن تكون محل دراسة مثل تداول الرأي العام هل يحق لشخص تقديم شخص للجلوس مكانه لمجرد كونها امرأة مثلا، وقد تابعت عن قرب ردود الأفعال التي تشكل اليوم وعيا مختلفا في عصر التمكين وعصر الحضور الفعال للنساء في ظل تفوق ونجاح رؤية 2030 بتمكينهن. قطار الرياض أو مترو لا أجد أنها معضلة، بل يجب أن نتجاوز هذه الخلافات الهشة ونركز على خلق هويات وطنية مستقرة لا يهزها هذا الجدل اللغوي المثير للضحك، وأقول إن الهويات الهشة تخلق ولاءات عابرة ومحاولة نزع الهوية من الإنسان لمجرد استخدامه لغة أو قطارا أو زيا معينا يجب أن يتوقف من الوسط الثقافي، الذي لم يقدم في كثير من الأحيان سوى صراعات لا ترتقي إلى درب الوطن ومسيرته المضيئة التي تسير بسرعة الضوء.. نعم سيستخدم الجميع القطارات وسيحلق هذا الشعب نحو القمة في درب سلمان ومسيرته التي لا تجعلنا إلا أشخاصا مسؤولين، ويكفيك أن تستشعر مواطنتك وحسك الأمني والاجتماعي وتتذكر أنك عضو في جسد أخضر لا ينكسر.