بعد المناظر المؤلمة حد الغثيان من سجن صيدنايا السوري، وما عرفناه من قبل في سجن أبو غريب العراقي.. تلك السجون وغيرها في دول عربية أخرى عانت ويلات المستبدين كونها مرتبطة بانقلابيين أسسوا لمستقبل دموي يقتات على دماء شعوبهم، أرادوا لهم مستقبلا يرضخ للصوت العالي، ويجبر على تصديق الوعود الكاذبة.. دول عربية كما العراق وسوريا هي ركن مهم في الارتقاء والحضارة والسير نحو الرقي الصناعي والاقتصادي قبل أن يخطفها المجرمون ويضعوها في مؤخرة الركب، ويجعلوا منها بدائية فقيرة مديونة بعدما كانت تعيش قبلهم رغدا وسموا. لا نكتب مثل ذلك شماتة أو تصنعا، لكنه رد تاريخي عظيم على أولئك الذين عاشوا مناكفين وأرادوا للدول الخليجية الهانئة المستقرة أن تكون مثلهم، لأنهم الآن والعالم أدركوا من هم أصحاب النعيم المتنعمون بالخير من جراء سلامة صدورهم وصدق توجههم وصلاح قادتهم، عليكم أن تدركوا أين مواقع الخير لتتعلموا منه وتحذو حذوها. في خضم المتغيرات الكبيرة التي تحدث في الشمال العربي نبادر بالشكر لله الذي يسر لنا من بين ظهرانينا من تألفه قلوبنا وترتاح له أبصارنا نؤيده ونسانده، ليس إلا أن عدلا قد أرساه وحبا قد أشاعه، ورخاء عممه لمن أراد فلاحا، وحين نقول الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فنحن نشير إلى الملك الصالح والقيادة الرشيدة، أولئك الذين يعيشون محنة أمتهم ويسعون لرخاء دولتهم وشعبها، القادة الذين اجتمعت القلوب على حبهم، أما لماذا نحن كذلك إزاء قيادتنا؟ فهم لم ينتزعوا صوتنا ولم يحتكروا اقتصادنا، أرسوا العدل للجميع فكان الرخاء عنوانا لبلادنا والتنمية المستمرة شعارا لها. أنا كسعودي أشعر بالفخر لأن لا دبابة تقترب من بيتي، ولست في سجن كبير، بل مكان جميل فسيح يتسع للجميع خيرا ونماء، وعليه.. هل من مزايد على أهل السعودية ونمائها واستقرارها والأهم قيادتها؟ فليفعلوا ذلك، لأن رجع الصدى سيصلهم قويا من فرط رفض سيصم أذانهم ويذهب بأبصارهم، ليستمروا بالمزايدة والاستفزاز، لكن مع أهل السعودية لن يجدوا مآربهم، لأن واقعنا وعلاقتنا بنيت على المصداقية والحب والتآلف، لا العداوات وتصدير الثورة وسيل الدماء، نحن امتداد جميل متلاقٍ.. عبّرنا عنه بتجل في كل مناسبة ومحفل، فرددنا تجاه الدول الخانعة تحت أقدام المعاناة والحكّام المهووسين بتعذيبهم، أن قوّموا أنفسكم وأخرجوها من قمقم الذل لكي تتنفسوا من نفس العبق الذي نشتمه. نقول لأولئك الذين سحقهم «الذل» ويتمنون أن يكون الجميع تحت هذا «الذل»: متى تتخلصون من صمم في آذانكم، وتحلون عقدة ألسنتكم، وتزيلون الغشاوة عن أعينكم، لتكونوا عقولا تعي ما تقول حين تتكلم وتفهم ما تسمع حين تصغي، وترى بوضوح من هم أصحاب النعيم المتنعمون بالخير من جراء صلاح قادة بلادهم، وتعرف أين الخير لتحذو حذوه.