يأتي إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حصول ملف ترشيح المملكة لاستضافة كأس العالم FIFATM 2034 على تقييم 419.8 من 500، تأكيداً على الدور الريادي والنقلة النوعية التي يشهدها القطاع الرياضي في المملكة، وفق رؤى ومنهجية ومستهدفات رؤية السعودية 2030، سيما وأن التقييم الذي حصلت عليه المملكة، يُعد تقيمياً تاريخياً غير مسبوق في تاريخ المونديال. يُذكر أن ملف استضافة المملكة لهذا الحدث الكروي العالمي، حظي باهتمام وتَمكين ودعم لا محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- ما أسهم في حصول ملف الترشيح على ثقة المجتمع الدولي. وقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، دوراً مهماً ولزملائه العاملين معه بالوزارة جهوداً كبيرة في الإعداد لملف الاستضافة الذي تم تقديمه في يوليو الماضي تحت شعار «معا ننمو». إن استضافة المملكة لبطولة كأس العالم 2034، يؤكد على الاهتمام الكبير الذي تُوليه الحكومة السعودية للقطاع الرياضي في المملكة، وللدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الذي أسهم في تحقيق الكثير من أحلام الرياضة والرياضيين في وطننا العظيم بتحقيقها لهذا الإنجاز الرياضي التاريخي العالمي، وبالذات وأن المملكة الدولة الأولى في تاريخ المونديال التي تستضيف (48) منتخبًا في دولة واحدة، وليس في أكثر من دولة كما جرت العادة. أما عن جهوزية واستعدادات المملكة لاستضافة البطولة، فقد أعلنت المملكة عن استعداداتها الكاملة للاستضافة، حيث كشفت عن خططها خلال تقديمها لملف الترشيح الخاص بالاستضافة عن تخصيص 15 ملعباً موزعة على 5 مدن رئيسة مضيفة، هي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، بالإضافة إلى 10 مواقع استضافة أخرى عبر السعودية. هذه التجهيزات وغيرها حظيت بموثوقية منقطعة النظير من الاتحاد العالمي لكورة القدم ال FIFA والذي أهّلها لأن تكون الدولة الوحيدة المرشحة لاستضافة كامل البطولة، امتداداً لسجلها الحافل باستضافة أهم الفعاليات الرياضية والترفيهية في العالم، حيث نظمت المملكة أكثر من 100 حدث رياضي عالمي منذ عام 2018، كما وقد ساهم التزام المملكة الراسخ على أعلى المستويات لتطوير كرة القدم والقطاع الرياضي السعودي بشكلٍ عام، في إحداث نقلة نوعية استثنائية، شهدت من خلالها المملكة زيادة بنسبة 300 % في نسبة ممارسة الرياضة منذ عام 2015، إضافة إلى زيادة عدد اللاعبين واللاعبات المسجلات بنسبة 58 % و86 % على التوالي منذ عام 2021. في ضوء التطور المتسارع في مشهد كرة القدم السعودي، فقد حقق دوري المحترفين السعودي تقدماً ملحوظاً ليعزز مكانته بين أقوى الدوريات الآسيوية؛ حيث يشهد الدوري اليوم توافداً مستمراً لأشهر لاعبي كرة القدم على مستوى العالم، ويحتضن ل156 لاعباً دوليًّا من أكثر من 50 جنسية مختلفة، كما تقد نجحت المملكة في استقطاب أعداداً متزايدة من المشجعين من حول العالم، من خلال الفعاليات الرياضية الكبرى التي استضافتها المملكة؛ مثل كأس العالم للأندية، وكأسي السوبر الإسباني والإيطالي، إضافة إلى النجاح الذي تحقق بالنسختين الأولى والثانية من الدوري السعودي للسيدات. أخلص القول؛ إن المملكة العربية السعودية قد أبهرت العالم بفوزها باستضافة بطولة كأس العالم 2034، لتؤكد للعالم على قدراتها الوطنية العظيمة وجهوزيتها التامة لاستضافة مثل هذه الفعالية وهذه التظاهرة الرياضية العالمية، سيما وأن الاستضافة تنسجم مع تطلعات وطموحات ومستهدفات رؤية السعودية الطموحة 2030، بأن تحتل كرة القدم المركز الأول، باعتبارها الرياضة التي تحظى بقبول واستحسان وشعبية الأكثر على مستوى المملكة والعالم معاً. إن هذا القبول والاستحسان الجماهيري الكبير الذي تحظى به اللعبة على المستويين المحلي والدولي، جاء مدعوماً بنجاح المملكة باستضافتها لأكثر من 100 حدث رياضي دولي منذ 2018، ببيئة رياضية شهدت في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً بالبنية التحتية الرياضية وتطويراً للأندية الرياضية، من خلال تخصيص أربعة نوادٍ رئيسة، لضمان استدامة لعبة كرة القدم، وبحيث تكون الاستضافة على المستوى الذي يليق باسم وحجم ووزن المملكة عربياً وإقليمياً ودولياً، وأن تكون المملكة صانعة للتاريخ في مجال لعبة كرة القدم.