أعلن الجيش الروسي الثلاثاء السيطرة على بلدة جديدة في الشرق الأوكراني هي غانيفكا، في وقت تواجه القوات الأوكرانية صعوبات لاحتواء تقدّم الروس على هذا الخطّ من الجبهة. وأكّدت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على هذه البلدة الواقعة على أقلّ من عشرة كيلومترات من جنوب مدينة كوراخوفي التي تقع قرب حقل كبير لليثيوم، وهو من خامات المعادن النادرة. وفي جنوب شرق موسكو، قُتل مسؤول كبير في الجيش الروسي بانفجار وقع صباح الثلاثاء قرب مبنى سكني، وفق ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلّفة التحقيقات الرئيسة في البلاد. وقالت اللجنة في بيان "انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة في دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني صباح 17 ديسمبر في شارع ريازانسكي في موسكو". وأضافت "قُتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية إيغور كيريلوف ونائبه" في الانفجار. وتعرّض مدخل المبنى لأضرار جسيمة وتحطمت نوافذ العديد من الشقق، وفق ما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية. وأشارت لجنة التحقيق الروسية إلى أن "تحقيقا جنائيا فتح في اغتيال العسكريَين في موسكو"، وفي أكتوبر، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على إيغور كيريلوف الذي يشغل منصبه منذ أبريل 2017، بتهمة "نشر أسلحة كيميائية همجية في أوكرانيا". واستهدف الاتحاد الأوروبي عملاء في المخابرات العسكرية الروسية بأول حزمة عقوبات على الإطلاق لتنفيذهم هجمات "هجينة" تهدف إلى زعزعة استقرار أوروبا، بما في ذلك عبر المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية وإشعال حرائق متعمدة. واتّهمت بلدان غربية الكرملين بتدبير سلسلة حوادث تهدف لتقويض الدعم لأوكرانيا في وقت تواجه الغزو الروسي. وأفاد الاتحاد في بيان "لأول مرة على الإطلاق، قرر المجلس الأوروبي اتخاذ إجراءات تقييدية ضد 16 فردا وثلاثة كيانات مسؤولة عن أفعال روسيا المزعزعة للاستقرار في الخارج". وشملت العقوبات "الوحدة 29155" التابعة لمديرية المخابرات الرئيسة في روسيا والتي اتُّهمت ب"التورط في اغتيالات في الخارج وبأنشطة مزعزعة للاستقرار مثل التفجيرات والهجمات الإلكترونية في أنحاء أوروبا". تم ربط الوحدة بهجمات وقعت قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 بما في ذلك تسميم سيرغي سكريبال في بريطانيا وانفجار وقع عام 2014 في مستودع للذخيرة في الجمهورية التشيكية. كما تم فرض عقوبات على العميلين في مديرية المخابرات دينيس سموليانينوف وفلاديمير ليبشينكو المتهمين بالقيام بأنشطة تخريبية في أوروبا، بما في ذلك في لاتفيا. وقال الاتحاد الأوروبي إن مديرية المخابرات "مسؤولة عن التحضير بشكل نشط لتفجيرات وعمليات حرق والإضرار بالبنى التحتية في أراضي الاتحاد الأوروبي، بهدف تخفيف وتيرة إمداد أوكرانيا بالأسلحة وخلق الشقاق". ويرتبط مسؤولون آخرون بحملة موسكو لإنشاء نسخ زائفة من مواقع إلكترونية لمنصات إخبارية أوروبية بهدف التضليل. وأُدرج رجل أعمال مولدوفي ومسؤول روسي على قائمة العقوبات لتجنيدهما عملاء من أجل عمليات في فرنسا عام 2023. وتم تجميد أصول ثلاثة أشخاص ومنعهم من الحصول على تأشيرات لاتهامهم بالتجسس لصالح المخابرات الروسية في ألمانيا، بينهم "مساعد برلماني سابق" لنائب في البرلمان الألماني. وبعيدا عن أوروبا، استهدفت العقوبات أيضا أشخاصا متهمين بنشر "الدعاية الروسية والتضليل في القارة الإفريقية" سعيا لتحقيق أهداف الكرملين. من جهته وصف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قرار الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بمهاجمة روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى بأنه "شيء غبي للغاية". وأضاف ترمب،: "لا أعتقد أنه ما كان يجب السماح لهم بإطلاق الصواريخ لمسافة 200 ميل داخل روسيا.. أعتقد أن هذا كان شيئا سيئا". وقال ترمب للصحفيين: "لا أعتقد أنه كان ينبغي السماح بذلك... بالتأكيد ليس قبل أسابيع فقط من موعد تقلدي لمنصبي". ووصف ترمب في أول مؤتمر صحفي له منذ فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، في منزله في مارا لاجو في فلوريدا خطوة بايدن بأنها "خطأ كبير". ولم يستبعد ترمب إلغاء القرار بعد توليه منصبه في نهاية يناير المقبل. إلى ذلك ذكرت وكالات أنباء روسية نقلا عن سيرغي كاراكاييف قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية إن موسكو وواشنطن تخطر إحداهما الأخرى بعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المخطط لها. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن كاراكاييف قوله في مقابلة مع صحيفة كراسنايا زفيزدا التابعة لوزارة الدفاع "تبلغ روسيا الاتحادية الجانب الأميركي قبل 24 ساعة على الأقل بأي عملية إطلاق مخطط لها لصواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ باليستية تطلق من غواصات". وأضافت "تقدم الولاياتالمتحدة الأميركية أيضا معلومات مماثلة. يجب أن يتضمن هذا الإخطار تاريخ الإطلاق المخطط له وموقع الإطلاق ومنطقة تأثير الرأس الحربي". مقتل قائد روسي في انفجار عبوة بموسكو (رويترز)