استعرض الأستاذ عبدالله المحيسن، أول مخرج سينمائي سعودي، رحلته الرائدة في عالم السينما خلال ندوة "الريادة التقنية في السينما: الأنيميشن الأول"، التي أُقيمت ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب بتنظيم من "هيئة الأدب والنشر والترجمة". تناول المحيسن في حديثه تطور الأنيميشن في السعودية، والتحديات التقنية والفنية التي واجهها، ورؤيته لمستقبل هذه الصناعة على المستويين المحلي والعالمي. وأشار المحيسن إلى أن موهبته الفنية بدأت في مراحل مبكرة أثناء مشاركته في فرقة الكشافة، حيث شكّلت تلك التجربة صوراً حية في ذاكرته، وأسهمت في تشكيل شخصيته الفنية. وأضاف أنه التقى العديد من الشخصيات المؤثرة خلال مسيرته، منها مسؤول في وكالة البلديات خلال زيارة وفد من المملكة أثناء عهد الملك فهد، حيث أُعجب بأعماله وتم دعوته للمشاركة في ملتقى في تايلند ممثلاً للمملكة. وتحدث المحيسن عن فيلمه "اغتيال مدينة"، الذي جاء رداً فنياً على الصورة النمطية السلبية التي واجهها في بريطانيا عن لبنان خلال الحرب الأهلية في السبعينات. وأوضح أن الفيلم كان رسالة تتجاوز الأبعاد السياسية، مؤكداً: "كنت أعتبر نفسي رجعياً، ليس إهانةً، بل بوصفها قيمة تدل على التمسك بما يرفع شأن بلادنا. واليوم، مَن وصفونا بالتخلف هم مَن يعيشون في ظله، بينما نُوصف نحن بالتقدميين". وأعرب المحيسن عن فخره بالقدرات والعزيمة التي يتمتع بها السعوديون لتحقيق النجاح في جميع المجالات. واستذكر دعم الملك سلمان -حين كان أميراً للرياض- للمبدعين والموهوبين، مشيراً إلى أنه كان ممّن شملهم هذا الدعم. وأضاف: "النهضة التي تشهدها المملكة اليوم في القطاعات الفنية والأدبية تُعد نقلة نوعية، مع إتاحة الفرص والبعثات التي لم تكن موجودة سابقاً. الكرة الآن في ملعب صُنَّاع السينما الشباب، والتقصير -إن حدث- لن يكون من الدولة".