لم تفلح كلّ المتغيرات، والمستجدات، في عالم البناء، والتشييد والواجهات الخارجية للمباني، في نزع جذور الروشان كطراز معماري إسلامي، لا زال يصمد بجلاء، ويحافظ على حضوره التاريخي العتيق، على واجهات كثير من الفنادق والمراكز التجارية بمنطقة مكةالمكرمة. وتتميز الرواشين المكية بعلوها الشاهق، وحجمها الضخم، قياسا بغيرها من الرواشين في بقية المدن التي تشتهر بمثل هذه العناصر المعمارية، حيث ربما تمتد بين طابقين. وتعتبر المشربية، الجزء الأهم الذي تتكون منه أجزاء الروشان إضافة إلى الكوابل التي تحمله وعادة ما تكون قوية مبنية بالحجارة. وتحتفظ الرواشين بعدة مميزات منها توفير الإنارة الطبيعية، بخفض درجة الحرارة داخل المبنى من خلال قدرتها على عدم دخول أشعة الشمس مباشرة وجلب التهوية، وتحقيق الخصوصية فضلا عن أنه يضفي على واجهات المباني لمسات جمالية. ورصدت عدسة الرياض عشرات الأبراج الفندقية والمراكز التجارية بمركزية مكةالمكرمة متزينة في واجهاتها بالرواشين بقوالب عصرية. وشهدت الرواشين تطورا كبيرا في صناعتها لمواكبة تطور مواد البناء حيث أصبحت تصنع من مواد صلبة مثل الألمنيوم لمواجهة تأثيرات الطقس. وفي مركزية مكةالمكرمة تتحول الرواشين بجمالها وروحها التاريخية التي تفوح بعبق الماضي مقصدا لاهتمام معتمري دول العالم وبتوثيق هذه العناصر المعمارية التاريخية التي لازالت تصمد أمام عناصر البناء العصرية. الرواشين تصنع من مواد صلبة