أكد عدد من العاملين في أنشطة خدمات الحج والعمرة أن رؤية 2030 أحدثت نقلة نوعية غير مسبوقة في مختلف الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين ستسهم بشكل كبير في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها لأداء فريضتي الحج والعمرة بيسر وسهولة في ظل التطوير الكبير والمتسارع الذي يجري في مشاريع البنية التحتية للمدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وأيضا في مختلف منافذ الوصول والمغادرة وجميع السبل التي يسلكها ضيوف الرحمن منذ وصولهم وحتى مغادرتهم عائدين إلى أوطانهم بعد آداء شعائرهم. وقال مستشار اللجنة الوطنية السعودية للحج والعمرة، سعد جميل القرشي، لقد أحدثت برامج ومبادرات رؤية 2030 نقلة نوعية غير مسبوقة في تجويد نوعية الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجاج رغم التوقف والتباطؤ الذي حدث بالنسبة لهذه الشعيرتين التي تهم عموم المسلمين في مختلف أرجاء العالم خلال فترة جائحة كورونا وقد ظهر ذلك بشكل واضح خلال موسم عمرة هذا العام والذي تميز بكثافة عدد المعتمرين من داخل وخارج المملكة. وقال سعد جميل القرشي: بحكم عملنا الممتد لعقود طويلة في مجال أنشطة الحج والعمرة فإننا نجزم بأن المشاريع الجاري والمتوقع تنفيذها من قبل شركة كِدانة للتنمية والتطوير هي الشركة المسؤولة عن تنمية وتطوير منطقة المشاعر المقدسة وحماها، ستتجاوز مشكلة محدودية مساحة المشاعر التي تعد هي السبب الرئيس الذي يحد من زيادة عدد الحجاج فمشعر مزدلفة على سبيل المثال مساحته حوالي مليون متر مربع فقط ولاشك بأن المشاريع الجاري تنفيذها وأيضا المخطط لها بطرق هندسية حديثة ومتطورة ستكون قادرة على رفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين القادمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج على أكمل وجه، مبينا أن أثر زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام كان واضحا في موسم عمرة هذا العام حيث تراوح معدل الطائفين بالكعبة المشرفة في كثير من أيام شهر رمضان بين 500 و 800 ألف طائف خلال الساعة الواحدة وهذا يؤهل لاستقبال أكثر من 10 ملايين معتمر بيسر وسهولة. وأشار سعد القرشي، إلى نجاح مختلف المبادرة والبرامج المستحدثة في تسهيل رحلة الحج ممثلا بمبادرة طريق مكة التي بفضلها يتم استقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم ثم يتم فرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، وتصلهم أمتعتهم إلى مساكنهم مبينا أن هذه المبادرة أنهت مشاكل طوابير الانتظار والتكدس في المطارات ومنافذ الدخول وقلصت فترة بقاء الحاج والمعتمر في وسيلة النقل. مبادرة "طريق مكة" تهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر، بدءًا من إصدار التأشيرة إلكترونيًا وأخذ الخصائص الحيوية، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم. بدوره أكد الخبير الاقتصادي الدكتورمحمد أبو الجدايل ، إن خطط القيادة الرشيدة أيدها الله بالنسبة لضيوف الرحمن تهدف إلى تيسير استضافة المزيد من الحجاج والمعتمرين وتسهيل وصولهم إلى الحرمين الشريفين مع تمتعهم بخدمات ذات جودة عالية يراعى فيها إثراء التجربة الدينية والثقافية لهم، ولاشك بأن النتائج الإيجابية للعمل الكبير الذي تم في هذا الجانب بدأت فعليا في الظهور وبدأ المعتمر والحاج يلاحظ الفرق ولم تؤثر فترة التوقف التي شهدها موسمي العمرة والحج من تأخير مستهدفات تلك الخطط أو التأثير عليها. وقال، د.محمد أبو الجدايل، بفضل مختلف المبادرات التي يتضمنها برنامج خدمة ضيوف الرحمن المصنف ضمن برامج رؤية 2030 الأساسية وهي تزيد على 44 مبادرة، أصبح ملموسا التقدم الكبير في تطويع التقنية الذكاء الاصطناعي لمصلحة خدمة ضيف الرحمن وتسخير التقنية لتسهيل مهمة منظومة الخدمات التي تقدم له والارتقاء بها وفق أعلى المعايير العالمية كما بات ملموسا أيضا الجهد المبذول لزيادة السعة الاستيعابية والعمل الجاري للارتقاء بالبنية التحتية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ناهيك عن الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وتحسين روح الضيافة لدى العاملين في خدمة ضيوف الرحمن،والتوسع في مختلف الأمور التي تخدم المستهدف. وأشار د. محمد أبو الجدايل، إلى أن عودة الحجاج بنسب مليونيه خلال موسم حج هذا العام 2022 نجاح كبير يجير للجهود المبذولة في تطوير أنشطة الحج والعمرة بعد تجاوز تأثيرا جائحة كورونا، إذ تشير التقارير الأولية إلى عدد يزيد عن 2 مليون حاج، بينهم 1.8 مليون حاج من خارج المملكة، و200 ألف حاج من داخل المملكة، ويعد تخفيض تكلفة التأمين على المعتمرين بنسبة 63% من 235 ريالا إلى 88 ريالا وتخفيض تكلفة التأمين للحجاج بنسبة 73% من 109 ريالات إلى 29 مؤشر يعكس التقدم السريع في تحقيق جزء من التسهيلات القادمة التي سينعم بها للحجاج والمعتمرين وسيهنأ حجاج موسم هذا العام باستخدام شبكة جبارة من المرافق الخدمية المتعددة، تضم توسعة الحرمين الشريفين وتضم أيضا المساحات المخصصة لإسكان الحجاج في المناطق المركزية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتشمل أيضا التوسع في وسائل النقل الحديثة التي من بينها قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين كما سيحظون بمستويات متطورة بمعايير عالمية في الصحة والنظافة وغيرها من الخدمات اللوجستية اللازمة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. سعد جميل القرشي محمد أبو الجدايل