من بين أحد أهم وأبرز البرامج المنبثقة عن رؤية المملكة 2030، برنامج «خدمة ضيوف الرحمن»، الذي أطلق في عام 2019، بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه. من بين أهداف البرنامج كذلك، السعي لإثراء وتعميق تجربة الحجاج والمعتمرين من خلال تهيئة الأماكن المقدسة بالمملكة، بما في ذلك تهيئة المواقع السياحية والثقافية والأثرية، وتوفير أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارة الحجاج والمعتمرين لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة الأخرى، لتنعكس بذلك الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة على الوجه المطلوب المرتبطة بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. كما ويهدف البرنامج إلى تحقيق تجربة روحانية مميزة للحجاج والمعتمرين، بتصميمه لرحلتهم وفق سبع نقاط اتصال رئيسة تبدأ بنقطة ما قبل الوصول، ثم القدوم والمغادرة، ويليها التنقل، وزيارة الحرمين والمشاعر المقدسة، وأداء النسك بصحة وأمن، وأخيرًا نقطتا الضيافةِ واكتشافِ المملكة. وقد حقق البرنامج خلال المرحلة السابقة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، العديد من الإنجازات، من بين أبرزها إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول وتمديد فترة موسم العمرة، إضافة إلى العديد من الإنجازات التقنية مثل إطلاق مبادرات منها «إياب»، و»الحج الذكي»، و»حج بلا حقيبة»، إضافة إلى التأمين الصحي الشامل. لعله من المهم جداً الإشارة إلى أن خدمة ضيوف الرحمن تشترك فيها العديد من الجهات الحكومية بما في ذلك القطاع الخاص، تحت مظلة منظومة متكاملة لخدمة المعتمرين والحجاج، حيث على سبيل المثال هناك جهود مبذولة من منظومة السياحة بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة للتسهيل على جميع المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها أداء مناسك الحج والعمرة. فعلى سبيل المثال، تم من خلال الهيئة السعودية للسياحة، إطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة منصة «نسك» لتكون المنصة الموحدة الرسمية لقاصدي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. كما وتعمل منظومة السياحة السعودية على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة بالوصول إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 2030. ولمواكبة النمو السريع في أعداد المعتمرين والزوار، تَعمل وزارة السياحة مع مقدمي خدمات الضيافة على الرفع من الطاقة الاستيعابية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة من خلال دعم المنشآت لترخيص النزل والمساكن الخاصة، حيث على سبيل المثال لا الحصر، تَعمل وزارة السياحة بالتعاون مع صندوق التنمية السياحي على دعم المنشآت المقفلة وتسهيل إجراءات إعادة تشغيلها حسب اللوائح والأنظمة لتلبية الطلب المتنامي على قطاع الضيافة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث سيتم إعادة تشغيل 9000 غرفة فندقية لتدخل السوق قبل شهر رمضان المبارك. كما وتعمل الهيئة السعودية للسياحة عبر صندوق التنمية السياحي على توفير فرص استثمارية كبيرة لمواكبة طموح رؤية المملكة في الفنادق والنقل والتجارب الإثرائية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث يمول الصندوق حالياً أربعة مشاريع بتكلفة إجمالية فاقت مليار ريال للمساهمة في توفير 930 غرفة. ومن بين التسهيلات كذلك، عملت وزارة السياحة على استراتيجية تشمل وضع هيكلة للتأشيرات (إتاحة التأشيرة الإلكترونية لمقيمي دول أوروبا والولايات المتحدة وبريطانيا وإتاحة التأشيرة الإلكترونية لمقيمي دول الخليج، تأشيرة المرور، تأشيرة السياحة)، كما وتعمل الوزارة هذا العام على افتتاح أكثر من 5000 غرفة فندقية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. دون أدنى شك أن المملكة العربية السعودية تبذل الغالي والنفيس في سيبل خدمة ضيوف الرحمن سواء من خلال البرنامج المخصص لذلك، أو عبر منظومة متكاملة لخدمة الحجاج والمعتمرين، بهدف تقديم تجربة نوعية وروحانية في نفس الوقت لضيوف الرحمن من خلال تسهيل الإجراءات وتيسيرها لاستضافة المزيد من الحجاج والمعتمرين، بما ذلك تهيئة مواقع التاريخ الإسلامي بشكل يضمن إثراء التجربة الدينية والثقافية لهم. ومن هذا المنطلق سَعت منظومة الحج والعمرة إلى تحقيق التكامل فيما بينها للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، حيث تَسعى المنظومة إلى تمكين المسلمين على مستوى العالم من القدوم للمملكة بيسر وسهولة لأداء مناسك الحج والعمرة في أجواء مفعمة بالروحانية والطمأنينة والأمن والأمان، لتصبح تأدية مناسك الحج والعمرة تجربة إيمانية تَحولية فريدة من نوعها من الفكرة إلى الذكرى في بيئة تتميز وتنفرد بجودة الخدمات وحماية الحاج والمعتمر.