منظومة السياحة تضع خدمة ضيوف الرحمن على رأس أولوياتها؛ وذلك عبر تطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوّار وتسهيل قدومهم، والحرص المنهجي على إثراء تجربتهم في المدينتين المُقدستين، ودعم القطاع الخاص لتعزيز التنافسية وزيادة فرص الاستثمار والعمل.. يُعد قطاع الضيافة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ركيزة محورية لخدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار وحجاج بيت الله الحرام، لذلك أدرجت قيادتنا "برنامج خدمة ضيوف الرحمن"، أحد أهم برامج رؤية المملكة 2030، ويُحيلنا ذلك إلى سلسلة اللقاءات والاجتماعات التي عقدها وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب (19 فبراير 2023)، مع شركاء القطاع من المستثمرين ورجال الأعمال والمُلاك وشركات ومؤسسات القطاع الخاص في المدينتين المُقدستين؛ لتطوير الخدمات ورفع جودتها، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المُبارك. لفت انتباهي ما دونه الوزير الخطيب على حسابه الرسمي في تويتر، وذكر فيه أنه تم العمل على خطط لرفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال حركة المعتمرين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومنها إعادة تأهيل وتشغيل 9000 غرفة فندقية لقطاع الضيافة في طيبة الطيبة لتدخل السوق قبل شهر رمضان، والذي جاء نتيجة جهود مباشرة لأربعة مشاريع جديدة، رصد لها صندوق التنمية السياحي السعودي مليار ريال سعودي (267 مليون دولار)، هذه الخطوة تُعد تأكيدا واقعيا على عمل الوزارة مع الصندوق في دعم المنشآت المقفلة وتسهيل إجراءات إعادة تشغيلها حسب اللوائح والأنظمة؛ لتلبية الطلب على قطاع الضيافة في المدينتين المُقدستين. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا التحركات من وزارة السياحة والمنظومات التابعة لها؟ للإجابة عن هذا التساؤل المشروع، علينا أن نعلم من أن السعودية تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 15 مليون معتمر بحلول عام 2025 وصولاً إلى 30 مليون معتمر سنويًا بحلول عام 2030؛ لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة بسهولة ويسر. وزارة السياحة والمنظومات التابعة لها، وضعت في أولوياتها الموازنة بين رفع جودة قطاع الضيافة وبين تمكين القطاع الخاص من خلال وضوح التشريعات والحلول التمويلية، وكمراقب للمشهد رصدت تداعيات لقاءات الوزير مع المعنيين من القطاع الخاص بالضيافة، والتي تعكس -بحسب ما قرأت لبعضهم- حرص الوزارة على تقديم تجربة استثنائية لزوار المملكة عبر تقديم وتوفير كافة التسهيلات التي تصب في دعم قطاع الأعمال وبالتحديد قطاعي العقارات والضيافة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة على حد سواء. ومن المهم الإدراك أن العمرة وخدمة ضيوف الرحمن، ركيزتان أساسيتان في منظومة رؤيتنا الطموحة، ويتجلى ذلك في وضع منظومة السياحة خدمة ضيوف الرحمن على رأس أولوياتها؛ وذلك عبر تطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوّار وتسهيل قدومهم، والحرص المنهجي على إثراء تجربتهم في المدينتين المُقدستين، ودعم القطاع الخاص؛ لتعزيز التنافسية وزيادة فرص الاستثمار والعمل. السياقات السابقة، تؤكد أن هناك جهودا مؤسسية سعودية تعمل على تسهيل قدوم المسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء العمرة، ونشير هنا إلى الخطوة المهمة المتبلورة في إطلاق الهيئة السعودية للسياحة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة منصة "نسك"، وهي أول منصة رسمية تتيح للمسافرين خيار التخطيط والحجز وعيش تجربة العمرة الخاصة بهم، فضلًا عن تنظيم وتخطيط جميع تفاصيل زيارتهم بسهولة، بدءًا من التقدم بطلب الحصول على التأشيرة الإلكترونية إلى حجز الفنادق والرحلات الجوية. أحد المُحددات المُهمة في هذا الموضوع اقتراب إنجاز "الاستراتيجية الوطنية للعمرة والزيارة"، التي تعمل عليها هيئة السياحة بالتعاون مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وستسهم في رسم خارطة طريق استيعاب المعتمرين والزوار حتى 2030. ولذلك فإن رفع أعداد المعتمرين وتمكين القطاع الخاص والمستثمرين في قطاع الضيافة، لهما دور كبير في دعم الحراك الاقتصادي للمجتمعات المحلية بمكةالمكرمة والمدينة والمنورة. ولمواكبة النمو السريع لأعداد المعتمرين والزوار تعمل وزارة السياحة مع مقدمي خدمات الضيافة على رفع الطاقة الاستيعابية في المدينتين المقدستين، وذلك من خلال دعم المنشآت لترخيص النزل والمساكن الخاصة، والاستفادة من لوائح مرافق الضيافة السياحي، فيما تُمكن لائحة مرافق الضيافة السياحي الخاص الجديدة الأفراد والمجتمع المحلي من استثمار عقاراتهم السكنية وتصرح لهم تأجيرها لاستضافة السياح. ومن الحيثيات على الأرض، ضرورة الإشارة إلى العمل النوعي الذي تقوم به الهيئة السعودية للسياحة، لرفع أعداد المعتمرين وتسهيل إجراءات الشركات بما يحقق المستهدفات الوطنية، من خلال عملها مع صندوق التنمية السياحي، على توفير الفرص الاستثمارية الكبيرة؛ وعلينا أن نشيد في هذا المسار بالعمل المنهجي لوزارتي السياحة والحج والعمرة، ودعم تحول شركات العمرة إلى شركات تنظيم رحلات، للتوسع في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين.. دمتم بخير.