قيادة السيارة، وإن كانت تتطلب الحصول على رخصة القيادة بعد النجاح في اختبار الرخصة إلا أن الاختبار الحقيقي هو اختبار الواقع، هذا الاختبار يمكن أن نسميه اختبار التركيز، أو اختبار حسن الاستخدام، وأحيانا يكون اختبارا للسيطرة على الغضب، الاختبار الأخير يواجه السائقون الملتزمون قواعد المرور -وهم الأغلبية- ويرون غيرهم يفعلون العكس. هنا يجد السائق الملتزم نفسه في حيرة، هل ينبه السائق المخالف مع وجود احتمال أن ردة الفعل ستكون محبطة؟ أم يحاول تصوير لوحة السيارة، وإن فعل ذلك فهل يقع في مخالفة مرورية، أو يقال عنه إنه (ملقوف) ويقوم بعمل هو من اختصاص المرور؟ ماذا يفعل وهو يشاهد كثيرا من المخالفات الواضحة التي تسبب الزحام وتسبب الحوادث؟ هل يعاند إذا كان السائق الآخر يريد التجاوز بطريقة غير نظامية أم يريح أعصابه ويفتح له المجال؟ هل يتغافل ويتغابى مستشهدا بقول أبي تمام: ليس الغبي بسيد في قومه .. بل إن سيد قومه المتغابي من عجائب ممارسة بعض السائقين ارتكاب المخالفات عمدا رغم خطورتها عليهم وعلى الآخرين، ورغم معرفتهم بغرامات المخالفات!! ومن العجائب أيضا تشابه سلوك المخالفين، تغيير المسار بدون مبرر، استخدام المسار الخطأ ثم الدخول على المسار الصحيح دون احترام لحقوق السائقين الآخرين الملتزمين بالنظام!، الخروج من الطريق الرئيس إلى شارع فرعي دون استخدام الإشارة، الدخول بالقوة من شارع فرعي إلى طريق رئيس دون الالتفات للسيارات القادمة، السرعة وعدم الوقوف في التقاطعات داخل الأحياء، عكس الطريق! أنت تقود سيارتك وتشاهد هذه المخالفات فما الخيارات التي أمامك؟ هل تنصح، هل تصرخ، هل تتصل بالمرور، هل تغضب وتؤذي نفسك، هل تقرر اعتزال قيادة السيارة؟ أثناء قيادة السيارة تلاحظ كثرة عدد السيارات وتتساءل إن كان ذلك مؤشرا يحتاج إلى دراسة وحلول، أثناء قيادة السيارة تلاحظ أن إشارة المرور على بعد 100 متر لونها أخضر فلا تدري هل يسعفك الوقت لتجاوزها، وترى أن الحل هو تنبيه السائق عن طريق الإضاءة المتقطعة أنها ستتحول إلى اللون الأحمر. أثناء قيادة السيارة ستلاحظ الطرق السريعة والجسور والأنفاق وبعض التعديلات على الشوارع التي تشجع على احترام قواعد المرور، هناك تطور ملحوظ في احترام قواعد المرور، هذه ملاحظة سائق ولعل المرور لديه دراسات وإحصائيات تساهم في تعزيز التوعية وتشجيع السائقين على الانضباط الذاتي. أثناء قيادة السيارة تلمح قطار الرياض يجري تجارب الإحماء استعداد للانطلاق، أما وقد بدأ فعليا فسوف يكون له دور مهم في تسهيل التنقل، والتخفيف من زحمة المرور وإضافة مؤثرة في تحسين جودة الحياة. أثناء قيادة السيارة ومشاهدة قطار الرياض تقرر أن تعتزل القيادة و(تدلع) نفسك بالانضمام لفريق القطار، عندها يمكنك أن تستخدم الجوال أو تقرأ كتابا أو تتحدث مع الآخرين وقد يكون أحدهم زميلك أو رئيسك في العمل، لكن لا تحاول أن تأخذ غفوة لأنك ستصل بسرعة.