قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رداً على سؤال عن أسوأ خطأ ارتكبه، أن هذا الخطأ يتمثل في قيادة الدراجة على الرصيف المخصص للمشاة، وأنه لم يكن دائماً يراعي القانون في هذا الأمر. هذا الخطأ حسب ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه هو خطأ كبير، وهو خطأ بسيط في ثقافة مجتمعات أخرى والعكس صحيح. تقييم الخطأ يختلف من مجتمع لآخر. ذلك الرصيف المخصص للمشاة لا يتوفر في كل المدن، في مدن كثيرة وكبيرة تتداخل حركة السيارات مع الدراجات مع المشاة، وإن وجد رصيف المشاة فقد تقتحمه السيارات وليس الدراجات. خطوط المشاة أيضاً قد تكون موجودة في بعض المدن لكن احترامها من قبل سائقي السيارات يختلف من بلد لآخر. أرصفة المشاة توجد في بعض الدول ولكن لا توجد مسارات خاصة للدراجات! في موضوع المرور توجد معايير دولية للحصول على رخصة القيادة، وأنظمة عامة مشتركة. التفاوت بين الدول يلاحظ في تخطيط الشوارع، وفي تطبيق الأنظمة. الحوادث المرورية موجودة في كل دول العالم مع اختلاف في نسبتها وأسبابها. من الأسئلة المتكررة في موضوع قيادة السيارة: هل التزام السائق بأنظمة المرور خوف من الغرامات أم احترام للأنظمة لأسباب تربوية وثقافية؟ لماذا يقود السائق بسرعة دون مبرر؟ هل تؤدي الرقابة والغرامات إلى انخفاض حوادث المرور؟ هل تساهم التوعية في الوصول إلى قيادة آمنة؟ لماذا يتساهل المرور في بعض المدن مع مخالفات مرورية واضحة مثل عكس السير من قبل سائقي الدراجات بأنواعها؟ لماذا لا يتوقف السائق عن إشارة التوقف في التقاطعات داخل الأحياء؟ ومن أغرب الأسئلة في نظري ذلك السؤال المتعلق بأسباب الحوادث: هل السائق هو السبب أم الطريق؟! عندي قناعة أن السائق هو سبب الحوادث بنسبة 99 %. هو الذي يسرع، هو الذي يرتكب الأخطاء، هو الذي يتجاوز السيارات الأخرى بطريقة مخالفة، هو الذي لا يعتني بسيارته، هو الذي يتجاوز الإشارة الحمراء، هو الذي يقود بسرعة جنونية ليس بالطرق السريعة فقط بل حتى في الشوارع العادية، هو الذي يستخدم الجوال أثناء القيادة، هو القائد وليست السيارة. أما رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون فهو يستحق التهنئة كونه يستخدم الدراجة فيحقق فائدة عامة بالمساهمة في تخفيف الزحام ويحقق فائدة شخصية بممارسة الرياضة.. كما يستحق التهنئة باعترافه بخطأ قيادة الدراجة في الرصيف المخصص للمشاة، وأعتقد أنه سيدفع الغرامة مقابل هذا السلوك.