بالأمس القريب نشرت إحدى الصحف خبرا سارا كان مضمونه تَمكُّن وزارة الداخلية من كشف وضبط شبكة إجرامية تمتهن تهريب المخدرات من خارج المملكة، وإدخالها عبر مطار الجوف الدولي، وفي إطار جهود الوزارة في مكافحة نشاطات تهريب المخدرات إلى المملكة وترويجها، وبناء على ما توافر من معلومات لدى الجهة المختصة بوزارة الداخلية أنه تم القبض على (9) مواطنين، بينهم (1) من وزارة الداخلية و(4) من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك و(1) من الشركة السعودية للكهرباء، تعددت أدوارهم الإجرامية في تهريب المخدرات إلى المملكة مع شبكة تهريب خارجية، الشيء الموجع المؤلم أن هؤلاء كلهم مواطنون وليس هذا فحسب بل إن ستة منهم في مواقع اعتبروا مؤتمنين على العمل بإداراتهم أو في مواقع أعمالهم الرسمية الحكومية. حقيقة أستغرب أين وصلت بهم الخيانة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أين ذهبت عنهم الأمانة التي عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال الرواسي فامتنعت عن حملها لثقلها ولعدم القدرة على الحفاظ عليها؟ وأخيرا قبل حملها هذا الإنسان الضعيف فحملها غير أنه خان الأمانة وأضاعها وسيتحمل عقاب تضييعه لها وليس هذا فحسب بل إن هؤلاء المفسدين تولوا جميع الأدوار في تصريف تلك المخدرات حتى وصلت إلى أفواه المستخدمين لها. ويا ترى كم عاما وهم يشتغلون بهذا العمل القبيح؟ وكم نفس دمروها؟ وكم من البيوت أفقروها وخربوها؟ هذا إذا لم تصل الأمور ببعض المستخدمين إلى الفحش والفجور؛ فالمعروف أن المستهلك حالما تضيق به الدنيا لعدم حصوله على جرعة معينة قد يتنازل عن أي شيء لأجل إنعاش نفسه ولو دقائق، هذا ما أسمعه وأقرأ عنه كقصص مرعبة بسبب المخدرات، وعلى إثر القبض على هؤلاء المجرمين أكدت وزارة الداخلية أن الجهات الأمنية ستتصدى لكل من تسول له نفسه العبث بأمن هذه البلاد واستقرارها وأمن مواطنيها والمقيمين على أراضيها كائنًا من كان، بل هي متيقظة لجميع المُخططات الإجرامية التي تُحاك لاستهداف أمن الوطن وشبابه بالمخدرات. بل أقول وأؤكد أن كل مواطن غيور وكلنا هذا سنكون متيقظين لجميع المخططات الإجرامية التي تحاك من أجل استهداف أمن الوطن وشبابه من بنين وبنات وبأي موقع نكون وعلى أي حال نبقى بإذن الله سبحانه سنفي بتعهدنا بحمل الأمانة وأخيرا أجزم أن هؤلاء سينالون أعظم عقاب قبل عقاب الله لهم ووزارة الداخلية راعية الأمن والمحافظة عليه لن تتوانى بإنزال أشد العقوبات عليهم جزاء ما اقترفوه وردعا لمن تسول له نفسه التعدي على الوطن والمواطنين وحتى المقيمين سواء كان ماليا أو نفسيا أو جسديا، ولذا أُهيب بالشباب بأن يكونوا يقظين لكل ما يحاك ضدهم لإفساد عقولهم وسلب أموالهم بتلك السموم المهلكة. نسأل الله الحماية من كل أذى ومؤذٍ، ولوزارة الداخلية العون والسداد وما ذلك على الله بعسير. صالح العبدالرحمن التويجري