يؤكد وطننا، يوماً إثر يوم، أنها البلاد التي تهتم بدعوة دول العالم جميعاً للالتقاء على ثراها الطيب في جميع الأوقات، بعد أن أخذت على كاهلها أن تظل "سعودية عبدالعزيز الخير"، رائدة في العالم جميعاً، فقد جاءت الفعاليات والمبادرات الرياضية التي نشاهدها كأسلوب رائع، وتميزت بمعايير وأدبيات يثني عليها جميع من يراها ويحضر المناسبات المتنوعة من المسؤولين الرياضيين والاجتماعيين، حيث تهتم المملكة بعنصر الرياضة بمفهومها السامي، بعيداً كل البعد عن المنافسة والصراع على الفوز بالبطولات الرياضية، فهذا المصطلح الإنساني نتمناه أن يصبح مستمراً معنا، حتى طوال أيام العام، فالوطن يجمعنا. إن منهج المملكة العربية السعودية تجاه الرياضة يأتي ضمن روزنامتها اليومية والرسمية، بعد أن باتت كلمتها المسموعة والمؤثرة، الرياضة جزء لا ينفصل من حياتنا، ويرتكز بشكل رئيس في نهج القيادة الرشيدة وفقها الله ، فقد قاموا بالتأكيد أكثر من مرة على أن الرياضة هي الأداة والوسيلة لبناء المجتمعات والشعوب، لما لها من قدرة كبيرة على تثبيت مبادئ العدالة والوحدة والمودة والسلام والصداقة والتعاون المثمر والعيش المشترك، ولما لها من استطاعة على تجاوز حواجز الثقافات والأيديولوجيات وكل أنماط الاختلاف، هذه الكلمات رسالة بارزة للعالم، بأن المملكة العربية السعودية تهدف دوماً إلى الخير في جميع أرجاء الأرض، من المشارق والمغرب. ونتوقف أمام العنصر الهام في عالم المجتمع، والذي يهتم ويعتني فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله على أن يضعوا له الأولوية الخاصة، وهم الشباب وفتيات الأمة العربية، أغلى ثرواتنا وأثمنها وطاقتنا الإيجابية الفاعلة، الذين نسير معهم في اتجاه المستقبل بكل ثقة لبناء عالم أفضل، وقد ابتهجت، كما ابتهج معي أبناء الوطن العربي، بأن نشاهد الشباب العربي اليوم يأخذ فرصته المستحقة في المناصب التي تعلي من منزلتنا كعرب، لأهمية دور الجيل الجديد لتحمل المسؤولية بكل كفاءة وفعالية عالية، ليكون ركيزة أساسية في النهج الرياضي والشبابي، إذ أن كل جيل يكمل مشوار الآخر في العمل ويمنح الفرصة لأصحاب القرار لوضع خريطة طريق للتغيير الإيجابي عبر الرياضة والشباب، ولإطلاق مبادرات تتجاوز حدود الدول غير العربية. وما استضافة وطننا لبرنامج "تمكين الشباب العربي 2023"، على مدى 8 أيام، الذي نظمته وزارة الرياضة، ممثلةً بوكالة شؤون الرياضة والشباب، إلا تأكيد متواصل على أن في حوزة قيادتنا الرشيدة، قناعة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، بأهمية الرياضة في عملية التنمية والبناء بجميع أنواعها، الأمر الذي جعلنا نتجه إلى الاستثمار الحقيقي في الإنسان، فالرياضة لا يمكن أن تتوقف، والخسارة ليست آخر المطاف. وقد شارك في ذلك البرنامج 90 شاباً وفتاة، يمثلون 20 دولة عربية، وهدف إلى تمكين الشباب العربي بالمهارات اللازمة التي تؤهلهم للانضمام إلى سوق العملِ والتميز فيه، وإيجاد الحلول المبتكرة، وتأسيس المشاريع الخاصة، إضافةً إلى تعزيز مهاراتهم في المجالات الحديثة، وتهيئة الأدوات المعرفية للمواهب الشابة؛ من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، والتقدم التكنولوجي في المنطقة العربية، وتضمنُ عدداً من ورش العمل، التي أقيمت في عددٍ من الهيئات والمراكز الحكومية، إضافةً إلى زيارات ميدانية لبعض الأماكن التاريخية، وبرامج ترفيهية. ولعلي في نهاية المقال أستذكر كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة قالها في اجتماع الدورة ال46 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، في محافظة جدة، حيث قال: "إن الوطن العربي ولله الحمد يحظى بقيادات فاعلة، تسير بنا نحو مزيد من التطور والنهضة والتنمية، وهذا يحفزنا لمزيد من العمل بكل جدٍّ واجتهاد؛ لتحقيق المصالح المشتركة، ودعم الكفاءات الشابة، بما يخدم أوطاننا نحو مزيد من النجاح والتميز، مع ضرورة العمل الجاد المستمر؛ لتمكين الشباب وتحفيزهم، ومنحهم كل ممكنات النجاح والتميز على الأصعدة كافة، وعلى المستوى الرياضي بشكل خاص". وختاماً: أسأل الله تعالى أن يوفق شبابنا وفتياتنا العرب، لما هو في صالح تميز أمتنا العربية وإشباع شغفها بهم، وتميزها، وأن يجزي قيادتنا الرشيدة خير الجزاء، على ما تقدم من دعم ومساندة لهم. زيارات ثقافية جلسات تدريبية جانب من حضور حفل ختام البرنامج عبدالله بن محمد آل شملان - الخرج