همة النفس العالية وقوة الشخصية والإقدام وروح المبادرة والشجاعة والعزم والتصميم من صفات القائد الناجح. القيادة هي تحقيق العمل من خلال الآخرين، فلا بد للقائد أن يعتمد على المهارات الاجتماعية ليقدر على تحريك مشاعر الآخرين وميولهم ويحترمها، من خلال القدرات الإدارية والتأمل والتفكير والإبداع والتخطيط والتنظيم والتوجيه وتقييم الآخرين والتحليل وبعد النظر والقدرة على التحسين وإعداد التقارير واتخاذ القرارات وبهذا الصدد تلوح صفات القائد بقدرته من خلال المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية، بحيث لا يستطيع القائد الفعَال أن يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة (الشخصية) والأخرى في العمل، فالأخلاقيات الشخصية لا بد أن تتطابق مع الأخلاقيات المهنية. ولا شك أن النشاط العالي: مطلب بحيث يترفع القائد عن توافه الأمور وينغمس في القضايا الجليلة في حال اكتشافه بأنها مهمة ومثيرة. ليحقق الهدف المنشود والمتمثل بالإنجاز، فالقائد الفعَال تكون لديه القدرة على إنجاز الأولويات، غير أن هناك فرقاً ما بين إعداد الأولويات وإنجازها. وهنا تبرز أهمية امتلاك الشجاعة، فهناك فرق في الطريقة التي يتعامل بها الشخص الشجاع والخجول مع الحياة، فالجريء المقدام قد يلجأ إلى المشي على الحافة بهدف إنجاز الأعمال مع تحمله لكافة النتائج المترتبة على ذلك والمسؤولية الكاملة، بهدف الوصول للعمل بدافع الإبداع، عموماً يتميز القادة الفعالون بدوافعهم الذاتية للإبداع والشعور بالضجر من الأشياء التي لا تجدي نفعاً، أما الأفراد الذين يتمتعون بالحماس والإقدام فلن يكون لديهم الصبر لانتظار رنين الهاتف من أجل البدء بالعمل، فالقائد الفعال هو شخص مبدع خلاَق يفضل أن يبدأ بطلب المغفرة على طلب الإذن، والعمل الجاد بتفان والتزام، والقادة الفعالون يقومون بإنجاز أعمالهم بتفانٍ وعطاء كبير كما يكون لديهم التزام تجاه تلك الأعمال. بعد أن تحديد الأهداف، فجميع القادة الفعَّالين الذين تم دراستهم يمتلكون صفة تحديد الأهداف الخاصة بهم والتي تعتبر ذات ضرورة قصوى لاتخاذ القرارات الصعبة. واستمرار الحماس مطلب لأن أغلب القادة يمتلكون حماساً ملهماً، فهم تماماً كالشعلة التي لا تنطفئ أبداً لتبقى متقدة على الدوام، فنمو القائد وتطوره يتطلب حماساً حقيقياً ملهماً، وإذا كان الفرد في حيرة حول الكيفية التي يمكن الحصول بها على ذلك الحماس فما عليه إذن إلا إعادة الصفات القيادية السابقة لوجود علاقة وثيقة ومتراصة بين تلك الصفات، وفي غمرة تلك التراكمات من المعطيات يأتي امتلاك الحنكة؛ فالقائد الفعَال هو ذلك الشخص الذي يمتلك مستوى رفيعاً من الحنكة، بحيث يتمكن من تنظيم المواقف الفوضوية، ولا يتجاوب مع المشاكل بل يستجيب لها. بمساعدة الآخرين على النمو، وعندما يكون جو العمل سليماً وصحياً وخالياً من التفاهات يتم حينها تبادل الأفكار بحرية مما يؤدي إلى التعاون، وتصبح المنظمة والعاملون فيها جزءاً متكاملاً لا يتجزأ منتجين فريقاً يتصدى لأقوى المهام. وأما الصفات الشخصية والقيادية للقائد هي: السمعة الطيبة والأمانة والأخلاق الحسنة. الهدوء والاتزان في معالجة الأمور والرزانة والتعقل عند اتخاذ القرارات. القوة البدنية والسلامة الصحية. المرونة وسعة الأفق. القدرة على ضبط النفس عند اللزوم. المظهر الحسن. احترام نفسه واحترام الغير. الإيجابية في العمل. القدرة على الابتكار وحسن التصرف. أن تتسم علاقاته مع زملائه ورؤسائه ومرؤوسيه بالكمال والتعاون. والصفات القيادية: كالمهارات والقدرات الفنية والتي يمكن تنميتها بالتدريب وأهمها بالإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية وعلاقات العمل بفهم اللوائح والقوانين المنظمة للعمل، والقدرة على اكتشاف الأخطاء وتقبل النقد البناء، والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة في المواقف العاجلة دون تردد، والثقة في النفس عن طريق الكفاءة العالية في تخصصه واكتساب ثقة الغير، والحزم وسرعة البت وتجنب الاندفاع والتهور، والديموقراطية في القيادة وتجنب الاستئثار بالرأي أو السلطة، والقدرة على خلق الجو الطيب والملائم لحسن سير العمل، والأهم المواظبة والانتظام حتى يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه، وسعة الصدر والقدرة على التصرف ومواجهة المواقف الصعبة، وتوخي العدالة في مواجهة مرؤوسيه، وتجنب الأنانية وحب الذات وإعطاء الفرصة لمرؤوسيه لإبراز مواهبهم وقدراتهم. *رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية د. عمر سليمان العجاجي