في فيلم "اغتيال مدينة" للمخرج العالمي السعودي عبدالله المحيسن، جسد الفيلم برؤيته ورسالته الدور السعودي حكوميًا وشعبيًا في التفاعل مع القضايا العربية، ومنها الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975م ولازالت آثارها حتى وقتنا الحاضر، وانعكاس هذه الحرب على خارطة المنطقة بصورة عامة والقضية الفلسطينية بصورة خاصة، فكان هذا الفيلم عند عرضه في افتتاح مؤتمر النقد السينمائي بالرياض مؤخراً، رسالة سعودية رسمية وشعبية عن الارتباط بالقضايا العربية بالأفعال وليس بالشعارات كما اعتدنا عربيًا، ولا أدل على ذلك ومع احترامي وتقديري مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي حاول بذكاء إعلامي أن يكسب التعاطف وغياب وهج المهرجان من سنوات طويلة باللعب على وتر القضية الفلسطينية! الناقد السينمائي إبراهيم العريس بالمؤتمر السينمائي الذي أقيم بالرياض، طلب من المخرج المحيسن أن يقدم سينما من وحي الداخل السعودي، للتعرف أكثر على هذا الداخل بتفاصيل أوسع، ولكن أعتقد أن أكبر نافذة يستطيع الكثيرون معرفتها عن السعوديين ومواقفهم وآرائهم، تكمن في محاولة رؤيتنا بصدق ووضوح، فعلى سبيل المثال نجد أن عرض فيلم اغتيال مدينة والرسالة الإعلامية بهذا العرض وتقديمه بالمهرجانات الدولية، وبدون بهرجة إعلامية كاذبة، هو نافذة حقيقية لمعرفة السعوديين عن قرب. خصوصًا ونحن نعيش بكل لحظة موجات غريبة ومنظمة لمحاولة التشكيك بمواقفنا الرسمية والشعبية، بالاستناد على اختيارنا لوجه جديد في تواصلنا مع العالم ورؤيتنا له، عشنا سنوات طويلة في محاولات ابتزاز إعلامي، وتخطينا هذه المحاولات، وعشنا ولازلنا في وسائل التواصل الاجتماعي في استغراب مستمر لمحاولة الكثيرين للإساءة لنا ولمواقفنا، صحيح أن ما يحدث قد نعتبره أمرًا طبيعيًا في ظل خطواتنا التنموية عكس العالم الذي تعيش أغلب دوله مراحل تراجع ونحن ولله الحمد في تقدم مستمر. المواقف السعودية من القضايا العربية لم تتغير، واضحة وجلية وعملية، ودون ضجيج إعلامي متسم بالشعارات الكاذبة، ولكن لدينا بالوقت نفسه مشروع ورؤية نعمل على تحقيقها، صحيح أن ضجيج الكثيرين حول موسم الرياض على سبيل المثال يفيد الموسم إعلاميًا بطريقة غير مباشرة، حسب تهكم معالي المستشار تركي آل الشيخ على المهاجمين لهذا المشروع الخيالي، ولكن وهذا المهم يجب أن لا نغفل الأعمال الإبداعية التي نقدمها وتخدم قضايانا العربية، ومنها العديد من الأعمال الفنية وفي مقدمتها "اغتيال مدينة" و"ظلال الصمت" وغيرها الكثير.