إنّ القدرة على اتخاذ القرار تُعد من أهم مقومات القيادة الناجحة، فالقائد الحكيم هو من يستطيع اتخاذ قراراته بوعي وسرعة، ليكون جاهزاً لحسم الأمور في الوقت المناسب؛ فالفريق بحاجة إلى قائدٍ قادرٍ على اتخاذ قرارات حاسمة؛ قائدٌ يعرف متى يتحمل المخاطر ويدرك متى يجب التراجع لصالح الفريق، فإتقان فن اتخاذ القرار يمكّن القائد من توجيه مسار الفريق وضمان سير الأمور بسلاسة حتى في أصعب الظروف. اتخاذ القرارات ليس عملية عشوائية، بل هي عملية دقيقة تتطلب الكثير من التفكير والتحليل، حيث يجب على القائد المتمكن أن يوازن بين الحسم والتأني، فبعض القرارات قد تكون بحاجة إلى تدخل سريع لإحراز تقدم، بينما تحتاج قرارات أخرى إلى التمهل ودراسة أبعادها لتجنب العواقب السلبية، هذه القدرة على تحديد الوقت المناسب للمخاطرة، ومعرفة كيفية قراءة المواقف وتقييمها، هي ما يجعل من القائد مصدر ثقة وإلهام لأفراد فريقه. علاوةً على ذلك، فإن قدرة القائد على اتخاذ القرار تظهر جلياً عند إدارة الأزمات، إذ يجد القائد نفسه أمام مسؤولية اتخاذ قرارات قد تكون مؤثرة على مسار الفريق أو المنظمة ككل، وهنا، يأتي دور القائد في تحديد الخيارات المتاحة وتقييمها بموضوعية، والاستعداد لتحمل المسؤولية حتى لو كانت العواقب غير مضمونة، مما يُكسبه احترام وثقة الفريق. من وجهة نظري، تُعد القدرة على اتخاذ القرار إحدى أهم المهارات التي تميز القائد الناجح، إذ تمنحه ليس فقط المقدرة على التعامل مع التحديات، بل تعزّز من مكانته كقدوة يلجأ إليها أعضاء الفريق في الأوقات الحرجة، فالقائد الذي يتمتع بهذه المهارة يواجه المواقف الصعبة بثبات ووعي، مما يساعده على تحويل التحديات إلى فرص للتعلم والنمو، ويعزز ثقافة التقدم والتفاؤل داخل الفريق. علاوة على ذلك، يُكسب اتخاذ القرارات السليمة القائد احترام وتقدير الفريق، حيث يشعر الأعضاء بالثقة والاطمئنان عندما يكون قائدهم قادراً على اتخاذ قرارات مدروسة تعتمد على تحليلٍ دقيق للبيانات والمعطيات، كما أن القرارات القوية والمتزنة تسهم في بناء بيئة عمل مستقرة وتحفز الفريق على العطاء، حيث يثق الأعضاء بقدرة قائدهم على توجيههم نحو تحقيق الأهداف، ويؤمنون بأنهم جزء من منظومة قيادية حكيمة تُقدّر جهدهم وتدفعهم للتطوير. من الأمثلة البارزة على القادة الذين يجيدون اتخاذ القرارات الصائبة، يأتي سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، الذي أثبت قدراته القيادية من خلال إدارته الناجحة لموسم الحج. تعامل سموه ببصيرة وحزم مع كافة التحديات الأمنية والخدمية التي واجهتها فرق العمل، لضمان سلامة وأمن ضيوف الرحمن، معزّزاً الاستعدادات التنظيمية والأمنية في وقت حساس يتطلب قرارات دقيقة. كما أظهر سموه عزماً كبيراً في محاربة آفة المخدرات عبر قيادته لجهود متكاملة تهدف للحد من انتشار المخدرات، حيث اتخذ قرارات حازمة ساهمت في مكافحة هذه الآفة والحد من مخاطرها على المجتمع، وذلك بفضل رؤيته الشاملة وإدارته الدقيقة، استطاعت هذه الجهود أن تؤتي ثمارها، ما يعكس إدراكه العميق لأهمية التصدي لهذا التحدي المعقد ودوره الكبير في حماية المجتمع. إلى جانب نجاحاته في إدارة الحج ومكافحة المخدرات، عمل سمو الأمير على تعزيز الأمن والاستقرار داخل المملكة عبر تنفيذ تدابير وقائية وتطوير الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الجهات المختصة، ما رفع مستوى الأمان للمواطنين والمقيمين. قراراته الاستراتيجية ارتكزت إلى رؤية مستقبلية تعزز الاستقرار الداخلي، ما يجعله نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الرؤية العميقة والقرارات المدروسة. في الختام، يمكن القول إن القدرة على اتخاذ القرار هي حجر الأساس الذي يرتكز عليه نجاح القائد، إذ تمكنه من قيادة الفريق بحكمة وتوجيهه نحو تحقيق أهداف مشتركة.