حين ينظر المدير المباشر لأحد الموظفين العاملين تحت إشرافه بأنه منافس له لمجرد أنه مميز فهذا موقف يعبر عن عدم الثقة بالنفس. الأمر الأسوأ حين يتطور هذا الموقف من قبل المدير المباشر -مدير الإدارة أو رئيس القسم- إلى تقييم غير عادل للموظف المميز. يحدث في بيئة العمل حالات من هذا النوع حين ينقل المدير المباشر صورة سلبية للمدير العام عن الموظف المميز لكن المدير العام يعرف جيداً أداء هذا الموظف وإنجازاته. لا يكتفي المدير العام بذلك بل يشيد بهذا الموظف في حفل عام وعبر وسائل الاتصال المشتركة بين الموظفين. هذا الموقف يؤدي غالباً إلى تغير في سلوك المدير المباشر فيضطر لتقليد المدير العام ويعمل على الإشادة بالموظف المميز، وهي إشادة متأخرة ومناقضة لتقييمه الأول. موقف المدير المباشر السلبي من الموظف المميز تغير إلى موقف إيجابي، وهذا موقف لا يحسب له بل عليه. مسؤولية المدير المباشر أن يقيم الأداء بموضوعية وأن ينقل الحقيقة للإدارة وأن يفتخر بفريق عمله، إذ إن نجاحهم نجاح له شخصياً. مسؤوليته أن يكتشف قدرات العاملين معه وأن يعمل على تحفيزهم على التميز والإبداع والتقدم في المسيرة المهنية. في حالات تحدث أحياناً يحقق موظفو الإدارة إنجازات مميزة لكن المدير المباشر لا يقدمها باسم فريق العمل، ويقدم أحد الموظفين مقترحات مفيدة، أو حلولاً لمشكلات قائمة ثم يقدمها المدير المباشر للمدير العام وينسبها لنفسه. مثل هذا المدير يفتقد للمهارات القيادية ومن أبرز سماتها قيادة العمل الجماعي، والتقدير، والتحفيز على التطور، والثقة بالمرؤوسين وتوفير فرص مشاركتهم في الآراء واتخاذ القرارات. حين تتوفر هذه الصفات في المدير فلن ينظر للعاملين معه كمنافسين بل كفريق عمل. معنى فريق العمل أن يعمل الفرد للمجموعة وليس العكس، الأهداف العامة هي التي تلتقي حولها جهود الجميع وأفكار الجميع وتقدير جهود وإنجازات الجميع. في هذه الحالة سيفتخر الفريق بقائده ويفتخر القيادي بفريقه، وهكذا تكون بيئة العمل الإيجابية التي تحقق الرضا الوظيفي للجميع لأنها بيئة تحكمها الأنظمة التي تطبق على الجميع.