أكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) تدهور الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة نتيجة الحرب المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع، وعلى عدم القدرة على تقديم المساعدات الأساسية بسبب القيود المفروضة على وصولها. وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن حوالي نصف سكان غزة يفتقرون إلى الحد الأدنى من المياه اللازمة، وهو 15 لترًا للشخص يوميًا، مما يؤثر على الشرب والطهي والنظافة، ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض. وأبرز التقرير تأثير الحرب على القطاعات الأساسية، حيث أصبحت الرعاية الصحية "على حافة الانهيار" بسبب استهداف المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية، ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات. وأفاد التقرير أنه في قطاع التعليم، شهدت غزة تدميرًا واسع النطاق، إذ تعرضت حوالي 85% من مدارس الأونروا للقصف، واستخدم العديد منها كملاجئ للنازحين، وأكمل الأطفال في غزة 6 أسابيع فقط من العام الدراسي، مما يهدد مستقبل جيل كامل. كما لفت التقرير إلى تراجع الظروف الاقتصادية في غزة إلى مستويات عام 1955، حيث تضررت أو دُمرت حوالي 66% من المباني، بما في ذلك 227,591 وحدة سكنية، نتيجة العمليات العسكرية المكثفة، وبلغت نسبة الملاجئ الجماعية التي تعمل بطاقتها القصوى حوالي 85%. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تدخل حوالي 30 شاحنة إنسانية فقط يوميًا إلى غزة، وهو ما يعادل 6% من الكميات المسموح بها قبل الاعتداءات الأخيرة.