تابعت أكثر من مباراة لنادي الخلود هذا الموسم، ولفت نظري لاعب سعودي مميز اسمه همام الهمامي، يلعب مع الخلود معاراً من نادي الاتحاد، وكان الهمامي قد التحق بنادي الاتحاد بعد أن كان في برنامج الابتعاث لمدة ثلاث سنوات لعب خلالها مع أكثر من فريق أوروبي. وبالأمس قرأت أن لاعبا سعوديا آخر يلعب في أوروبا سيوقع مع ناد سعودي للعب معه بداية من الموسم القادم. هذان المثالان وغيرهما من الأمثلة تدل على أن الاتحاد السعودي لكرة القدم كجهة مسؤولة عن برنامج الابتعاث، لا يوجد لديهم استراتيجية واضحة ولا خطة عمل محددة لهذا البرنامج. والدليل هو ما حدث في الصيف الماضي عندما تم سحب ثلاثة لاعبين في منتصف العشرينيات من أعمارهم (سعود عبدالحميد، مروان الصحفي، فيصل الغامدي) من أنديتهم وإرسالهم للعب مع أندية أوروبية بحجة تعزيز مشروع احتراف اللاعب السعودي خارجياً. وهذا تناقض كبير جداً ويدل على عشوائية في العمل، وعدم انسجام استراتيجيات الاتحاد مع بعضها، فإذا كنت أبحث عن احتراف اللاعب السعودي خارجياً لماذا أسمح بعودة لاعبي الابتعاث للدوري السعودي؟ من المفترض ألا يلتحق ببرنامج الابتعاث إلا اللاعب الذي يوافق على اللعب في أوروبا وأن يكون لديه خبر بأن لعبه في الدوري السعودي أمر غير ممكن مهما كانت المغريات، لأن مخرجات برنامج الابتعاث هي النواة الحقيقية لاحتراف اللاعب السعودي خارجياً، وهذا الشيء الذي يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يعمل عليه ويقاتل على تطبيقه مهما كانت التحديات. والأمل كل الأمل في أن يعقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤتمراً صحفياً يستعرض فيه برنامج الابتعاث الذي بدأ قبل حوالي سبع سنوات، ويتم من خلال هذا المؤتمر إعطاء نتائج هذا المشروع بكل شفافية، من حيث المبالغ التي صرفت على البرنامج وأين وصلنا في هذا المشروع؟ وكم لاعب سعودي احترف في أوروبا؟ وهل سيستمر هذا البرنامج لسنوات أخرى ولاعبين جدد أم لا؟. أزعم أن هذا المؤتمر سيضع النقط على الحروف، ويحفز كثير من العائلات على التفاعل مع هذا البرنامج من خلال حث أبنائهم على الاتحاف بهذا البرنامج والتضحية في سبيل نجاحه ونجاح اللاعب السعودي في الاحتراف خارجياً.