نغمة احتراف اللاعب السعودي خارجياً، هي نغمة قديمة - جديدة، ظهرت هذه الأيام بشكل مبالغ فيه، وبطريقة تفتقد للمنطقية، حيث يطالب البعض بأن تتبنى وزارة الرياضة مشروعا احترافا لبعض نجوم المنتخب السعودية للعب في الدوريات الأوروبية حتى لو تكفلت الوزارة بقيمة الصفقات والمرتبات وهي أرقام فلكية سترهق ميزانية الوزارة إن تم هذا الأمر!! أتمنى من أعماق القلب أن يكون هذا التفكير غير موجود في أذهان مسؤولي وزارة الرياضة، لأن وجود مثل هذا التفكير يعني أننا نسير عكس التيار، فهي اجتهادات فردية وعمل غير منظم وغير مؤسساتي، وهذا المشروع يتناقض مع مشروع الاستقطاب الذي بدأ منذ الصيف الماضي لرفع مستوى الدوري السعودي ليكون ضمن أفضل خمس دوريات في العالم. الغريب أن أنصار هذا المقترح يرون أن احتراف نجوم المنتخب خارجياً سيطوّر المنتخب ويحقق لمنتخبنا نتائج جيدة عام 2034، وإذا كانت مصلحة المنتخب هي خلف هذا الاقتراح، فالأولى والأفضل للمنتخب هو تقليص عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق إلى ستة لاعبين بدلاً من عشرة!! نعود لموضوع ابتعاث نجوم المنتخب للعب في الأندية الأوروبية، ونسأل سؤالا صريحا، كم نجما حقيقيا في المنتخب حالياً نعول عليه أن يفرض نفسه للعب في أوروبا؟! متأكد أن العدد لن يتجاوز ثلاثة لاعبين، كما أن هؤلاء اللاعبين لن يكونوا موجودين في منتخب 2034 لأن أعمارهم حينها ستكون فوق 35 و 36!! والأهم من ذلك، هل نجوم المنتخب الذين سيتم ابتعاثهم للاحتراف الخارجي سيلعبون أساسيين في أندية أوروبا؟!! متأكد أن هذا لن يحدث إلا في الدوريات التي مستواها الفني أقل من الدوري السعودي. إذاً الحل لن يكون باحتراف نجوم المنتخب الحاليين في أنديه أوروبية بطريقة تسيء لنا كسعوديين، بل إن الحل يكمن في التركيز على برنامج الابتعاث الحالي الذي بدأ قبل حوالي ست سنوات، لابتعاث نجوم صغار في السن أعمارهم ما بين 15 و18 سنه لأنه المشروع الذي يستحق أن نركز عليه ونطوره، بحيث إن أي لاعب يتخرج من هذا المشروع يمنع عودته للعب في الأندية المحلية وبالتالي يضطر لأن يلعب في أوروبا، وحتى لو تكفلت الوزارة بتكاليف احترافهم ستكون التكاليف قليلة جداً قياساً بتحمل تكاليف نجوم المنتخب الحاليين. أختم بأن أي مشروع يحتاج لوضوح الهدف وألا يتعارض مع مشاريع قائمة، إضافة لخطة عمل محكمة تنظم العمل وتجوّد المخرجات، مع عدم تجاهل المعوقات التي ستواجه النجوم وتفشل تجربتهم، مثل تحولهم من مشاهير محلياً إلى نكرات لدى الجمهور الأوروبي، كما أن مزاياهم المالية ستهوي لأرقام صادمة لهم، مع ملازمتهم لدكة البدلاء بعد أن كانوا أساسيين في أنديتهم المحلية.