يعتبر المعهد العالي للسياحة والضيافة أحد أبرز المعاهد المتخصصة في المملكة، الذي يسعى إلى تأهيل الكوادر الشابة بمهارات عالمية لمواجهة احتياجات سوق العمل المحلي والدولي في قطاع السياحة والفندقة. يركز المعهد على تقديم برامج أكاديمية متخصصة تهدف إلى إعداد محترفين في مجالات الطهي، الفندقة، السياحة، والسفر، حيث توسعت برامجه بشكل ملحوظ لتشمل 16 تخصصًا، بعد أن كانت تقتصر سابقًا على دبلومين في إدارة السياحة والفنادق، تلبية لاحتياجات القطاع الخاص. برامج أكاديمية متنوعة يقدم المعهد مجموعة متنوعة من الدبلومات، منها إدارة الفعاليات، إدارة المرافق السياحية، والتسويق السياحي، إضافة إلى دبلومات متخصصة في فنون الطهي مثل المأكولات الصحية والعالمية. كما يوفر دبلومات قصيرة المدى بمناهج مكثفة، وبرامج تدريبية قصيرة تشمل ورش عمل ودورات لتعزيز الكفاءة المهنية للعاملين في القطاع. الامتداد الجغرافي والشراكات الاستراتيجية تأسس فرع المعهد في منطقة الباحة عام 2010، وتبعه فرع جازان في عام 2014، بناءً على طلب من سمو أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز. وبطاقة استيعابية تصل إلى 600 متدرب ومتدربة، يسعى المعهد ضمن الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير المهارات الوظيفية للشباب. ويعد صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" الداعم الأساسي لهذه البرامج، والتي غالبًا ما تنتهي بتوظيف المتدربين. شراكة دولية متميزة ومن أبرز الشراكات التي أبرمها المعهد، التعاون مع معهد HTMi السويسري، الذي يعد من بين أفضل المؤسسات في مجال الضيافة. أُسست هذه الشراكة في السعودية عام 2015، لتعزيز جودة التدريب وتقديم دبلومات معتمدة من جهات سويسرية مرموقة ومنظمة السياحة العالمية. برامج تدريبية عملية ومتطورة في عام 2024، التحق بالمعهد بجازان نحو 550 متدربًا ومتدربة من جميع مناطق المملكة. ويخضع الطلاب لتدريب متقدم في قاعات مجهزة ومختبرات حديثة لتعليم الحاسب الآلي، اللغة الإنجليزية، وبرامج فندقية كحجوزات الغرف، خدمة كبار الشخصيات، الطبخ، وخدمات الأغذية والمشروبات. ويتميز المعهد بمحاكاة بيئات عمل فعلية، حيث يُخصص مبنى لاستقبال الضيوف يضم كل ما يوجد في الفنادق، إضافة إلى مطابخ تدريبية واسعة مجهزة بمناطق عمل وأفران حديثة. قصص نجاح ملهمة سحر رفاعي، إحدى المتدربات، تحدثت عن شغفها بفنون الطهي الذي بدأ بمشروع صغير ضمن الأسر المنتجة، ثم ازداد بعد انضمامها للمعهد. تقول سحر: "كانت خطوة رائعة لتطوير مهاراتي، والحصول على شهادة رسمية في المجال الذي أحبه". أما المتدربة مريم أزيبي، فأشارت إلى أن النجاح في مجال الطهي يحتاج إلى مهارات عقلية، إلى جانب المهارات اليدوية. التدريب العملي في بيئات حقيقية يرى مدير المعهد، علي جابر القحطاني، أن برامج المعهد مصممة لتلبية احتياجات القطاع الخاص، موضحًا أن التدريب العملي في فنادق ومرافق سياحية كبرى جزء أساسي من المنهج، ما يتيح للطلاب اكتساب خبرات واقعية. كما أشار القحطاني إلى مسارات متنوعة مثل الدبلوم المشارك، الدورات التأهيلية القصيرة المدعومة من "هدف"، وبرنامج "تمكين ومهارات" الموجه لمن لا يملكون شهادات جامعية. البحث والابتكار وتعزيز الوعي السياحي يسعى المعهد لتعزيز ثقافة البحث والابتكار في السياحة وفنون الطهي، من خلال دراسات تسهم في تطوير استراتيجيات جديدة لجذب الزوار. كما ينظم فعاليات وورش عمل توعوية للمجتمع، لتشجيع السياحة المستدامة. تحديات وطموحات مستقبلية على الرغم من التحديات المتمثلة في التغيرات السريعة بصناعة السياحة، يواصل المعهد تطوير برامجه لمواكبة هذه التحولات، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا. يبقى المعهد العالي للسياحة والضيافة منارة تعليمية، ترفع مستوى الاحترافية وتؤهل جيلاً جديدًا من المختصين لمواجهة تحديات المستقبل.