بلغ إجمالي عدد براءات الاختراع المودعة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "3399" طلبا خلال العام الماضي، مسجلة ارتفاعا بنحو 6 في المئة مقارنة ب 3191 طلبا في العام 2017م. وفق مكتب البراءات السعودي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، فيما بلغت أكثر خمس دول إيداعا لطلبات براءات الاختراع لدى المكتب خلال العام 2018 (السعودية 1078 طلبا، الولاياتالمتحدة 991 طلبا، تليها ألمانيا 175 طلبا، اليابان 139 طلبا، فرنسا 129 طلبا). وبالنظر إلى هذه الأرقام تجد أن الطلب متزايد وبخاصة من قبل العقول السعودية، فما هو العائد أو الفائدة من تلك الاختراعات إن لم يكن لها أي أثر في حياتنا وواقعنا وبخاصة فيما يعنينا نحن؟. هنا سؤال يطرح نفسه: ماذا بعد براءة الاختراع ؟ ماذا أضاف المخترع لمجتمعه؟ وماذا قدمت مؤسسات المجتمع للمخترع؟ فهل شهادة براءة الاختراع غاية المخترع؟ وأين الاستثمار في رأس المال البشري من خلال تسويق أفكارهم ومواهبهم وإبداعاتهم؟، ما الخطوات أو الإجراءات التي تتبع حصول المخترع لشهادة براءة الاختراع؟ وما الخيارات التي تقدمها المؤسسات شبه الحكومية للمخترع ليحظى باستكمال نجاح الاختراع؟ أسئلة مطروحة لا نعلم مدى توفرها أو غيابها، فكل ما نعرفه بحسب موقع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هو أن الاختراع يتم عبر بوابتها، وهناك مجموعة من المجالات الرئيسة المخصص لها تسجيل براءة الاختراع، وأن المدة الزمنية لبراءة الاختراع تكون ما بين 10 سنوات إلى 20 سنة. دعونا ننظر من زاوية أخرى مختلفة عن تسجيل براءة الاختراع، وهي زاوية "نواتج براءة الاختراع" من كتاب (ألف اختراع واختراع.. التراث الإسلامي في عالمنا) ساهم في تأليفه مجموعة من الباحثين وعلى رأسهم رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة البروفيسور سليم الحسني، يقع الكتاب في 391 صفحفة مزود بصور وأشكال ملونة جميلة وأنيقة، حيث يتناول أهم الاختراعات العلمية للعرب والمسلمين من طب وصيدلة ومعمار وفلك ورياضيات وكيفية تصميم المدن والمدارس والجامعات والتعاملات المالية والمستشفيات وغيرها من الاكتشافات الملموسة التي انعكست على حياة الناس وواقعهم. نعم لدينا مؤسسات رائدة في مجال دعم والمخترعين الموهوبين وتتميز بشيء من التخصص والريادة في ذلك المجال وعلى رأسها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين إلا أننا بحاجة أن نرى نواتج براءة الاختراعات على أرض الواقع، فكون المخترع أو الموهوب قادرا على التميز أو البراعة في مجال أو فن أو صناعة أو علم ليس بالضرورة أن يكون قادرا على تسويق أفكاره أو اختراعه أو موهبته فهو بحاجة لمساعدة، فهذا شيء وذاك شيء آخر. نريد أن نلمس نواتج براءة الاختراع من المتأخرين كما لمسناها من المتقدمين، جابر بن حيان، والخوارزمي، وابن خلدون، وابن سينا، وابن تيمية، وابن القيم، وعباس بن فرناس، والرازي، والجاحظ، وابن النفيس، ومن الممكن أن يكون تأسيس (هيئة لرعاية المخترعين والمبدعين والموهوبين) فرصة لنرى نواتج تلك الاختراعات والاستفادة منها وتخليد فكرتها.