صداقتي مع «الأسطورة» ماجد عبدالله غيرت معالم كثيرة في حياتي لم يكن دخوله الفن بالصدفة ولكن تميزة في الإلقاء الشعري والمسرحي في طفولته كان الأرضية التي وقف عليها وكانت بداية الطريق إلى فن الدراما والفنون الأخرى ذلك هو الفنان رياض الصالحاني وفي هذا الحوار يتحدث عن مسيرته في مجال الفن: * دائما الفنانون يتحدثون عن طفولتهم وشغفهم بالفن، هناك كانت بدايتهم.. كيف كنت حينها؟ * بالضبط، هناك بداية قبل البداية، ذاكرتي مازالت تحمل إلى اليوم ذلك الطفل الصغير الذي تميّز في مجال الإلقاء الشعري والمسرحي على مستوى إدارة التعليم بالخرج، ثم أصبح واجهة إعلامية في فعالياتها وكذلك عشرات الجوائز التي حصدتها في الخرج بعد ذلك وعلى مستوى المملكة في المسرح والإلقاء، وأخص بالذكر الساعة الغالية على قلبي من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله - حينما نزعها من يده الكريمة تعبيرا عن سعادته بأسلوب الإلقاء من طفل تجاوز عمره وأظهر شجاعته الأدبيّة وحبّه للمملكة وقادتها ولسموّه رحمه الله. استمرّت هذه الموهبة بالنمو واخذت أشكالا كثيرة في مراحل الحياة حتى تلمّست الطريق للفن المحترف في الدراما. * إذن، هناك عمل قدمك للجمهور بعد ذلك؟ o الحمد لله، في رصيدي اليوم أكثر من "500" ساعة دراما، تنوّعت بين المسرح والتلفزيون والسينما، وبكل شفافية أشعر أن كل عمل وشخصية لي قدّمتني للجمهور بأسلوب مختلف. لكن بالتأكيد لدي محطات امتنان لأعمال ناجحة أكثر من غيرها ومنتجين استثنائيين، أذكر منهم الأستاذ المخرج ثامر الصيخان الذي آمن بموهبتي وقدّمني في "كوميدو"، و"شفت الليل" بشخصية أبو مرضي الشهيرة، وغيرها من الأعمال، والأستاذ النجم حسن عسيري وشركة الصدف، التي كانت ومازالت تبادلني الثقة الإبداعية وتخرج طاقات عميقة في داخلي كراعي لمسيرتي ومن أهم الأعمال معهم "كلام الناس" و "سواق وشغالة" ومؤخرا "سندس"، وأيضا المبدعين مالك نجر وعبدالعزيز المزيني الذين يمنحونني الثقة للمشاركة في كل نص وعلى كل منصّة من أيام عملهم على اليوتيوب في "مسامير" وحتى فيلم "راس براس" الذي حصد حب الجمهور وكان الأعلى مشاهدة في السعودية على شبكة "نتفليكس"، وايضا أعتز بشخصية الدكتور "غازي القصيبي" في مسرحية "العكاظيون الجدد" وتلك الثقة الإبداعية التي شرفني بها المخرج المتميز فطيس بقنه في كل المشاركات التي جمعتنا. لكن لازال في داخلي صوت يخبرني أن هناك عمل فني سيكون نقلة نوعيّة في مسيرتي الفنية، لم يأت بعد وأنا بانتظاره. * لكن كيف يجد نفسه رياض الصلحاني مع هذا الهّم، بين الكتابة أم التمثيل؟ o هناك اتجاهين للإجابة على هذا السؤال، فشغفي وطموحي وكل حبّي للتمثيل ولكنّي أيضا أقدّر من كل قلبي ثقة المختصين في فكري وقلمي ككاتب إبداعي متميّز سواء على مستوى الدراما بكل أشكالها أو رسائل التواصل الإبداعية المتنوّعة. لكنني مع ذلك، أحب أن أذكر أني أعتز بنظم رؤية الوطن المباركة في "45" بيت، وسعيد جدا بردود الأفعال على روايتي "قبيس" وأعمل حاليا على تحويلها لسيناريو فيلم ومسرحية. * دراستك اقتصاد، لكن اتجاهك للتمثيل.. من الاقرب لنفسك؟ o هذا المزيج صنع رياض.. فكممثل مكنّني من تقديم شخصياتي بفهم واعي للتواصل مع الجمهور وإيصال رسالة الشخصية وككاتب جعلني أتماهى مع توجيه الإبداع لتحقيق منافع اقتصادية تتماشى مع فكر الاقتصاد المزدهر كركن من أركان رؤية المستقبل العظيمة. * قصتك مع كتابة السيناريو؟ o ربما من الطريف أن يعرف الجمهور أني دخلت السيناريو بدافع الفزعة لأحد الأصدقاء دون ذكر التفاصيل، ولكن من يقرأ سيناريوهاتي، يعرف دائما انها كتبت بروح ممثل يعيش كل الشخصيات ويطوّرها نفسيا تبعا للأحداث والصراعات. وأزعم أني متأمّل جيد وأستوقف اللحظة والموقف، وأعرف أني أعيش تفاصيل السعوديين بجزئياتها الدقيقة تاريخا وحاضرا ومستقبلا وعايشت المراحل والتغيرات، وهو ما يجعلني قادر على صياغة صورة واقعية يحبها الصناع والجمهور. * دعنا نعرج على جزء مهم.. كيف مرّت الأفلام الوثائقية في حياتك الفنية؟ * الافلام الوثائقية نبض الحياة ومراحلها، منها افتح نافذتي لرؤية الأشياء بتفاصيل أكبر، ومن خلالها أطور أدوات الصياغة والوصول بالرسالة لأهدافها بذكاء وإبداع. حتى الآن كتبت حوالي "60" فيلم وثائقي للشركات، عاشت من خلالها السعودية العظمى بمشاريعها وطموحها وامتدادها الفكري والاقتصادي والفني والإبداعي. والشيء بالشيء يذكر، فالشركات تعتبرني من أهم الكتاب الإبداعيين المحترفين المتمكنين من إيصال رسائل ذكية وإبداعية، وقد صقلت هذه الحرفة من خلال العمل في منظومات عالمية وسعودية كبرى وحصدت جوائز عالمية في مجال الإعلان لأجيد العمل باحتراف مع فرق التسويق وتوجهاتهم في الوصول لجمهورهم. *ممثل وكاتب، هل سيقودك ذلك للاخراج وهل العمل في كلاهم ناجح؟ * كمشاهد لأي عمل درامي أرى العمل بشغف شديد من منظورين أولهما الأداءات لتطوير حرفة التمثيل لدي والاستفادة من الفعل ورد الفعل وثانيهما الحبكة والعقدة والصراع والحوار، أما حركة الكاميرا فأفهم رمزيتها كثيرا وأقدّر ذلك ولكني لا أنجذب لصناعتها والدخول في تفاصيل صياغة الصورة. * الفنانون لديهم محطة في تجربتهم الفنية، كيف كان "كوميدو" بالنسبة لك؟ * صحيح.. ولدت هناك فنيا.. فاجئت الجمهور بظهوري وتنوّع شخصياتي، وعشت مرحلة رائعة مع زملاء يلهمون الشغف وينظرون للنجاح بعين الجماعة، وهذه قد تكون رسالتي للممثلين اليوم إن قدر هذا العمل ان يكون جماعيا فلا يوجد نجاح فردي إذا لم تنجح المنظومة بالكامل.. لنتذكر ذلك مع تصوير كل عمل جديد. * بعد الانفتاح الثقافي والفني الذي شهدته المملكة شاهدنا اعمال سعودية سينمائية وممثلين سعوديين برزوا وحصلوا على جوائز.. كيف ترى تطور هذا الجانب وسبل استمرارة؟ * بداية أتوجّه بخالص الشكر لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن العزيز-حفظهم الله- وكل القائمين على الفنون الأدائية والسينمائية والتلفزيونية في هذا البلد العظيم، ولأننا نعيش اليوم مرحلة فنية استثنائية تؤمن بالفن كوسيلة تواصل حضارية وتبذل الغالي والنفيس لرفع جودة الحياة من خلال الفنون. حقيقة، أنا متفائل جدا بأن خطواتنا المتسارعة والمتوازية ستصنع مجدا فنيا يصبح نموذج استثنائي، وفخور بكل محاولاتنا لأنها تصنع تراكم إبداعي وتغربل الطاقات للوصول لما نصبو إليه في صياغة هوية سعودية تحقّق دورها كقوة ناعمة تليق ببلد عظيم. * الدراما السعودية واليات تطورها، كيف ستكون؟ o هذا السؤال أولى بإجابته المختصين في الإشراف على قطاعات الدراما، ولكني أثق بشيء واحد وهو أننا لا يجب أن نشبه أحدا لأننا أعظم من ذلك بكثير، ولذلك لابد أن ننطلق من ثقتنا بقصصنا وحكاياتنا وإيصالها للعالم بهويتنا التي تشكّل ركيزة القوة الأساسية لأي إبداع سعودي. العالم لا يريد نسخة إبداعية مكررة.. آن الأوان أن يعرفنا العالم كما يجب أن يعرفنا لا كما حاولوا تشويه صورتنا لعقود. * كيف نجحت في العامين الأخيرين؟ * صحيح، في عام "2023/2024"، كانت سنوات رائعة قدمت من خلالها شخصيات متنوّعة وعشت عوالم متباينة فمن خالد صديق الأسطورة ماجد عبد الله في مسرحية "السهم الملتهب" إلى أبو السرعوب في فيلم "راس براس"، ثم الدكتور جلال في المسلسل الأيقوني "خيوط المعازيب" إلى أبو فايز في المسلسل العائلي الجماهيري الأول "سندس2"، ثم راضي في فيلم "اختفاء سالم" وأبو نورة في مسلسل "بيت العنكبوت". وقد أنهيت تصوير شخصية فهيد أبو رهف في مسلسل "بنات الثانوي 2"، وتعاقدت على مسلسل وهناك الكثير من اللقاءات والتحضيرات لأعمال كثيرة بين المسرح والسينما والتلفزيون. * ماذا يجول في خاطرك، الأن وماذا توّد أن تختتم به اللقاء؟ o شكرا لرؤية عظيمة لبلد عظيم، تعمل على تنمية مساهمة السعودية العظمى في المشهد الفني والثقافي العالمي، وأتمنى أن أكون مع زملائي الممثلين وصنّاع الدراما في مستوى الثقة والتطلّعات حاضرا ومستقبلا. رياض الصالحاني