دع هذا يلعب حتى يعود ذاك، عبارة تحمل في طياتها الإحباط وعدم الثقة في الموجود الجاهز، أما الغائب الذي لا حيل فيه ولا قوة نضع الثقة فيه ريثما يعود! الحاضر مهما كان قليل الإمكانيات ولكن بالثقة فيه قد نساهم في تقويته وتكوينه، وقد يصبح أفضل من الغائب غير المضمونة عودته بنفس قوته السابقة. نسمع عن عبارة "الحي أبدى من الميت"؛ عبارة حياتية صحيحة مئة بالمئة ولا غبار عليها لأن الحي من الممكن أن يفيدك اليوم وينجز لك غداً، وأما الميت الذي رحل لن يعود مجدداً ولن يفيدك مستقبلاً. نفس الأمر ينطبق على الحاضر الموجود الذي هو أبدى من الغائب بظروفه المختلفة، وإيانا أن نكسر مجاديف الحاضر المضحي على حساب الغائب الذي لا نعلم متى يعود، وإذا عاد غالباً تكون عودته القوية غير مضمونة! الجود بالموجود أي يعني هذا الأفضل عندك من الموجودين، وتأكد أن ثقتك الصائبة بهذا الموجود تنعكس عليه بالإيجاب، وسيحقق لك نتائج مرضية بمشيئة الله. وإحباطك وتثبيطك لعزائم الموجود سيؤثر فيه سلباً نتيجة عدم قدرتك على احتوائه واحتضان موهبته، والأدهى والأمرّ إذا وضعته في مقارنة بينه وبين غيره من الناس هنّا وكأنك وضعت رصاصة في جسده وقتلته! كثيراً من العبارات القاتلة لنا ولمن حولنا عندما نقول في كرة القدم يلعب هذا اللاعب وبعدها إذا عاد المصاب يلعب محله! والمشكلة أن هذا اللاعب يسمع ويحس ويتأثر طبعاً بالسلب نتيجة ما يقولونه عن عدم ثقة فيه، وهذا بدل ما يقدرون جهوده ويرفعون من معنوياته يكسرون مجاديفه ويجعلونه يفشل قبل أن يبدأ! اللاعب المصاب ليس جزءاً من المنظومة مؤقتاً ريثما يعود ويتماثل للشفاء، واللاعب الجاهز والموجود هو الذي يعتبر جزءاً من المنظومة وبإمكانه صناعة الفارق إذا وجد من يشجعه ويثق فيه. ومن العبارات القاتلة أيضاً هي التغني بالماضي الجميل، وكأن الحاضر مليء بالقرف ومستقبله موحش! لا يتغنى بالماضي إلا من أصبح عاجزاً عن تحقيق شيء في الحاضر، وإن كنت من الذين حققوا نجاحات سابقة دع غيرك يأخذ نصيبه من كعكة الإبداع، ولا تحبطه لمجرد أنك فقدت الشغف في عمر معين. حسين البراهيم حسين البراهيم - الدمام