كان وسيكون المعلم حجر الزاوية، ومركز الدائرة في نهضة الأمم وقيام الحضارات، وازدهار الثقافات، ويُعدُّ الاهتمام بتجهيزه، والعناية بإعداده، بمثابة وضع أساس متين لبناءٍ أصلُهُ ثابتٌ وفرعه في السماء يؤتي أكله كلّ حين بإذن ربه في كل عام مرتين، لأن مهنته تسبق كل المهن الأخرى كما أنها لازمة لها... لذا كان من الضروري إيجاد وسائل لصناعة المعلم النوعي ومن تلك الوسائل إدراك أهمية المعلم ودوره، فلا بدّ أن تدرك أهميةَ المعلم الجهاتُ السياديّةُ والصانعةُ للقرار والجهاتُ ذات الصلة مع وضع الإستراتيجيات ورسم الخطط لصناعة المعلم وهذا شأنٌ يحتاج غطاءً سياسياً يتمثل في الحماس والدعم الحكومي لإعداد المعلم الناجح وتدريبه، وحينما توضع الإستراتيجيات وترسم الخطط للدول، يجب استحضار أهمية المعلم وتضمينها سياسات واضحة وبرامج ناجحة لصناعة المعلم، ولن تنجح تلك السياسات ما لم يصاحبها واعي مجتمعي بأهمية دور المعلم؛ لأن مهنته تسبق كل المهن الأخرى فهي أم المهن. إن جعل مهنة التربية والتعليم مهنة جاذبة؛ مما يساعد في صناعة المعلم وذلك بإقرار الحقوق المهنية للمعلم من تأهيل، وتدريب مستمر، ورفع للمستوى واطلاع على الجديد، وتشجيع على البحث العلمي، ومعالجة المشكلات، وإقرار الحقوق المادية بإعطائه. المكانة التي يستحقها، إن هناك نوعين من المعلمين: المعلم الرساليّ وهو كلّ معلمٍ التدريسُ له رسالةٌ وليس مجرد وظيفة، يتحرك بدافع ذاتي معتبرا مهنته عبادة يؤديها ورسالة يسعى لتحقيقها، وهناك المعلم التقليدي الوظيفي الذي لا تجده لا في صدر ولا ورد إذ الوظيفة غايته ولا شيء غيرها وكما قيل: فأما القتال لا قتال لديكم ولكن سيراً في عراض المواكب كم نحن بحاجة إلى ما يسمى الاصطفاء المبكر للمعلم لصناعة المعلم!؟ إذ يجب أن تبدأ معه منذ مرحلة مبكرة اصطفاءً له واختياراً إذ يصطفى من طلاب المرحلة الثانوية الأكْفَاء الموهوبين والنوابغ، ذوي الأخلاق العالية والسلوك الحسن مع وضع شروط ومعايير صارمة لدخول كليات التربية لصناعة المعلم، فحسن الاختيار يؤدي إلى إيجاد معلم قوي مفكر وناقد وفق كفايات يتم الاتفاق عليها بين وزارة التعليم والجامعات ولا بد أن نعلم أن صناعة المعلم المتقن والمهني هي مكلفة! ولكن في المقابل المعلم التقليدي أكثر كلفة على المدى الطويل! لأن المخرجات من المبدعين والمؤثرين، الذين سيكون لهم دور مهم وفعال في مختلف المناصب والوظائف والأعمال في المجتمع هي الغاية الأهم والهدف المنشود من صناعة المعلم. وقفه: أقترح على الجهات ذات العلاقة أن تراعي أثناء جدولة (الإجازة المطولة) أن يكون ال 5 من أكتوبر يوم إجازة ثابت في كل عام تزامناً مع الاحتفال بيوم المعلم العالمي، مع التقدير لمجلس الوزراءِ الذي تحدَّثَ فِي جلسته الأسبوعية عَن «يومِ المعلِّمِ»، مؤكدًا علَى تقديرِهِ لدورِ المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ فِي مسيرةِ تطويرِ المنظومةِ التعليميَّةِ.