يشهد قطاع الصناعة في المملكة تحولاً ملحوظًا يتمثل في زيادة مشاركة المرأة في هذا المجال الحيوي. وقد كشف بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية، عن جهود وزارة الصناعة في تمكين المرأة وتعزيز دورها في مسيرة التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن «القطاع يعيش مرحلة ذهبية وتاريخية» وملقيًا الضوء على أهمية دعم المرأة لخلق فرص عمل وزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني. وتسعى وزارة الصناعة والثروة المعدنية إلى تنفيذ استراتيجيات حديثة تعتمد على الأتمتة والتقنيات الحديثة، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوظائف محدودة المهارات، ويؤكد أهمية دور المرأة كقوة دافعة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030. دور المرأة في الابتكار والصناعة تعتبر المرأة السعودية عنصرًا أساسيًا في تحقيق الابتكار داخل القطاع الصناعي. إذ أُطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى دعم ريادة الأعمال وتمكين المرأة. على سبيل المثال، تم توقيع مذكرات تفاهم لدعم ريادة الأعمال وتوفير الفرص الوظيفية للنساء، مما يساهم في تعزيز مكانة المرأة في هذا المجال. إضافةً إلى ذلك، أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» مركزًا تدريبيًا متخصصًا لتمكين المرأة في القطاع الصناعي، مما يسهم في تطوير المهارات وتحفيز الابتكار. قصص نجاح ملهمة حقق عدد من النساء السعوديات إنجازات متميزة في مجال الصناعة، فمن بينهن، عائشة الشبيلي التي نالت جائزة عالمية في مكافحة البطالة في أوساط الشباب، وكرمت في مقر الأممالمتحدة بجنيف. أيضًا، حصلت سمر بنت عبدالمحسن السلطان على ترشيح لجوائز تقنية عالمية مرموقة، مما يعكس دور المرأة الفاعل في مجال الابتكار والتكنولوجيا. وفي إنجاز آخر، حصلت فاطمة محمد هزازي على ميدالية برونزية في مسابقة عالمية للاختراعات، مما يعكس مدى تفوق المرأة السعودية في مجالات الصناعة والتكنولوجيا. إن هذه الإنجازات تسلط الضوء على قدرة المرأة على التنافس في مجالات كانت تعتبر تقليديًا مخصصة للرجال. التأثير الاجتماعي والاقتصادي يعد دعم وتمكين المرأة في القطاع الصناعي خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة. فوجود المرأة في مواقع العمل المختلفة يعزز من التنوع الاقتصادي ويدعم الابتكار. كما أن تعزيز دور المرأة يعكس التزام المملكة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين كافة فئات المجتمع في مسيرة التنمية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم المرأة في تغيير المفاهيم السائدة حول دورها في المجتمع، مما يساعد في بناء ثقافة تدعم العمل الجماعي والابتكار. إن حضور المرأة السعودية في قطاع الصناعة لا يقتصر فقط على زيادة الأعداد، بل يتضمن أيضًا التأثير الإيجابي الذي يحدثه هذا الوجود على القطاع بأكمله. إن الجهود المبذولة لدعم المرأة وتمكينها تعكس رؤية المملكة 2030 الطموحة، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة مشاركة النساء في كافة مجالات العمل. مع استمرار هذه الجهود، يمكن أن نتوقع مستقبلًا مشرقًا للمرأة السعودية في القطاع الصناعي، حيث ستستمر في الإسهام بشكل كبير في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.