التفكير الإيجابي الذي يعبر عن التفاؤل والتوقعات الإيجابية ويجد حلا لكل مشكلة، كيف يمكن تعزيز هذا التفكير في شخصية الإنسان. البداية من مرحلة الطفولة وهي أساس بناء الشخصية وزرع القيم الجميلة، عندما يسمع الطفل من والديه كلمات تعبر عن الثقة به فسوف يمتلك الشجاعة لبدء خطوات المشي، عندما لا يلام على الخطأ ويتعلم من والديه أن الخطأ هو الطريق إلى التعلم، عندما تتاح له الفرصة للمشاركة في الرأي أو في أداء عمل معين بما يتناسب مع المرحلة العمرية، عندما يكلف بمهام تشعره بأهميته والثقة به، عندما يتحقق ما سبق فهذه تعتبر خطوات تربوية سليمة في مشوار بناء الثقة والتأسيس لشخصية تتربى على تحمل المسؤولية والتفاؤل والالتزام بتحقيق الأهداف والواجبات مسلحا بالتفكير الإيجابي الذي لا يستسلم في حالة حدوث أخطاء أو عقبات. التفكير الإيجابي في أحد معانيه هو الأمل وهو يؤثر إيجابيا بشكل مباشر على الصحة النفسية والابتعاد عن الاستسلام المبكر للعقبات والإحباط، التفكير الإيجابي يساعد الإنسان على تجنب التشاؤم ومقاومة الإحباط والإصرار على النجاح. يبدأ ويتطور التفكير الإيجابي في مسيرة الإنسان من خلال البيت والمدرسة ويستمر معه في حياته العملية وتعامله مع الآخرين ومع ما يمر به من مواقف وأحداث، كل إنسان تمر به في حياته الخاصة وحياته العملية مواقف صعبة وهي اختبار لقدرة الإنسان على التعامل بطريقة إيجابية مع هذه المواقف، هذه القدرة لا تأتي فجأة، هي نتاج تربية وتعليم وتدريب، ولعل المؤسسات التعليمية تأخذ هذا في الاعتبار وتوجه شيئا من الاهتمام لموضوع التفكير الإيجابي من خلال برامج نظرية وعملية ستكون ذات تأثير في تعزيز التفكير الإيجابي لما لهذا الموضوع من أهمية على مستوى الأفراد والمجتمع فهو مصدر للتكيف والسعادة والتفاؤل والإنتاجية وتحقيق الإنجازات والأمن الاجتماعي. هناك برامج وتدريبات لبناء وتعزيز التفكير الإيجابي داخل الأسرة وفي المدارس والجامعات ومراكز التدريب وهي مناسبة لكل الأعمار ولكل إنسان مهما كان مركزه أو طبيعة عمله، وعلى القادة الإداريين مسؤولية نقل التفكير الإيجابي إلى الموظفين مثلما على الوالدين نقل هذا التفكير إلى الأبناء.