اليونيفيل: الهجوم المتعمد انتهاك للقانون الإنساني وقرار 1701 توعّد "حزب الله" الاثنين إسرائيل بمزيد من الهجمات إذا واصلت الاعتداء على لبنان، بعدما شنّ هجوما بمسيّرات على قاعدة عسكرية جنوب حيفا أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة أكثر من 60 شخصا في الحصيلة الأكبر في هجوم واحد منذ التصعيد. وقال الحزب "نعد العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا"، واعتبر الحزب الهجوم على حيفا الأحد "عمليّة نوعية ومركّبة"، وأوضح أنّ مقاتليه أطلقوا "عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية أسرابا من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا"، وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل أربعة من جنوده وإصابة سبعة آخرين بجروح خطرة، في الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية منذ 23 سبتمبر، حين كثفت الدولة العبرية هجماتها على حزب الله في لبنان. وقال حزب الله إنه هاجم معسكرا للواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي في بلدة بنيامينا بشمال إسرائيل "بسرب من المسيرات الانقضاضية"، التي تضمنت نماذج لم يستخدمها حزب الله من قبل اخترقت رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون أن يتم اكتشافها، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد مقتل 51 شخصا وإصابة 174 جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من لبنان السبت، وعصر الأحد، أفاد الحزب بأن مقاتليه اشتبكوا مجددا "من المسافة صفر" مع قوة إسرائيلية في بلدة لبنانية حدودية، على وقع مواصلة إسرائيل محاولاتها منذ نهاية الشهر الماضي التوغل برا في المنطقة. هجمات على الجنوب صباح أمس الاثنين، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت بلدات أنصار ومعروب وبيت ليف والنميرية في جنوبلبنان، وأغار الطيران الإسرائيلي، على منزل في حي المرج في بلدة أنصار الجنوبية فدمره، ما أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الإصابات. ووفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية "شنّ الطيران المعادي غارتين على بلدة معروب الجنوبية استهدفتا منزلين، وغارةً على منزل في بلدة بيت ليف في جنوبلبنان، لافتة إلى غارة على حي العريض في بلدة النميرية الجنوبية، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة إسرائيلية على مركز طبي في بلدة صديقين الجنوبية، "أدت إلى استشهاد شخص وإصابة آخر بجروح". وأدت غارة إسرائيلية على بلدة صربين الجنوبية، بحسب بيان لوزارة الصحة العامة، إلى "إصابة أربعة مسعفين من الصليب الأحمر اللبناني وتضرر آليتين تابعتين له". وشجبت وزارة الصحة العامة "استمرار العدو الإسرائيلي في استهداف الطواقم الطبية والإغاثية والإسعافية في غياب أي موقف حازم لردعه عن هذا الإجرام من قبل المجتمع الدولي". استهداف "يونيفيل" من جهتها قالت قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الأحد إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا اقتحمتا البوابة الرئيسة لأحد مواقعها في جنوبلبنان، في أحدث اتهام بالانتهاكات والهجمات التي يندد بها حلفاء لإسرائيل. وقالت اليونيفيل إنه بعد مغادرة الدبابتين "أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالا، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف. وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشكلات في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة. ويتلقى جنود حفظ السلام العلاج اللازم". ولم تذكر القوة الدولية الجهة التي أطلقت القذائف أو نوع المقذوفات التي تشتبه بها. وفي تفسيره للواقعة، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين من جماعة حزب الله اللبنانية أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على جنود إسرائيليين مما أسفر عن إصابة 25 منهم. وكان الهجوم قريبا للغاية من موقع لليونيفيل. وأشار الجيش إلى أن دبابة تراجعت إلى داخل موقع اليونيفيل خلال إجلائها المصابين تحت القصف. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني للصحفيين "لم يكن اقتحاما للقاعدة ولا محاولة لاقتحامها. كانت دبابة تواجه نيرانا كثيفة وحادثا يشهد عددا من المصابين وتراجعت للابتعاد عن طريق الأذى". وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أقام ساترا من الدخان للتغطية على عملية إجلاء جنوده الجرحى لكن تصرفاته لم تشكل أي خطر على قوة حفظ السلام الدولية. هجوم متعمد قالت قوة اليونيفيل إن أي هجوم متعمد على أفراد حفظ السلام هو "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701". وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "لقد حان الوقت لتسحبوا قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال"، وأضاف "الجيش الإسرائيلي طلب ذلك مرارا، وقوبلت طلباته بالرفض، وهو ما يجعل أفراد اليونيفيل دروعا بشرية لإرهابيي حزب الله". وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك في بيان صدر في وقت لاحق إن غوتيريش أشاد بقوة حفظ السلام التي "لا تزال في جميع المواقع"، مضيفا أن "علم الأممالمتحدة لا يزال يرفرف". وأضاف أن الأمين العام جدد تحذيره من أنه يجب ألا يتم استهداف قوات حفظ السلام. وقال دوجاريك "الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وقد تشكل جريمة حرب". وقالت قوات اليونيفيل إن الهجمات الإسرائيلية السابقة على برج مراقبة وكاميرات ومعدات اتصالات وإضاءة حدت من قدرتها على المراقبة. وتقول مصادر بالأممالمتحدة إنها تخشى أن يصبح من المستحيل رصد أي انتهاكات للقانون الدولي في الصراع. وينفى حزب الله اتهام إسرائيل باستخدامه منطقة قريبة من موقع قوات حفظ السلام للحماية. جريمة حرب قال الأمين العام للأمم الأحد إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) ستظل في جنوبلبنان، وإن الهجمات عليها تمثل انتهاكا للقانون الدولي وقد ترقى إلى جريمة حرب. وأكد غوتيريش على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأممالمتحدة وممتلكاتها، وذلك في أعقاب الاختراق المتعمد لإحدى نقاط حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من قبل مركبات مدرعة تابعة لقوات الجيش الإسرائيلي في جنوبلبنان. ونقل المتحدث باسمه في نيويورك عنه قوله إنه يجب ألا يجري استهداف قوات ومواقع اليونيفيل الموجودة في لبنان عمدا. وأضاف أن اليونيفيل هي القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان. وتابع المتحدث باسم غوتيريش:"الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعتبر انتهاكا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني. وقد ترقى إلى جريمة حرب". ويقول مسؤولون إسرائيليون إن قوات اليونيفيل فشلت في مهمتها المتمثلة في دعم تنفيذ قرار الأممالمتحدة رقم 1701 الذي صدر بعد حرب 2006 ويدعو إلى أن تكون المنطقة الحدودية في جنوبلبنان خالية من الأسلحة أو القوات غير تلك التابعة للدولة اللبنانية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الوزير لويد أوستن عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت عن "قلقه البالغ" إزاء التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع قوات حفظ السلام وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم وكذلك سلامة الجيش اللبناني. والجيش اللبناني ليس طرفا في الصراع الإسرائيلي مع حزب الله. وطلب الجيش الإسرائيلي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على خمسة كيلومترات من الحدود "من أجل الحفاظ على سلامتكم". وفي العراق، أعلنت "المقاومة الإسلامية" الاثنين أنها قصفت هدفين داخل إسرائيل بالطيران المسير. وقالت، في بيان صحفي أمس، إن "القصف استهدف هدفين حيويين في غور الأردن بالأراضي المحتلة بضربتين منفصلتين بالطيران المسيّر". وأكدت "الاستمرار في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة. اشتباكات مستمرة بين حزب الله وجيش الاحتلال (رويترز) الدمار ينتشر جراء العدوان الإسرائيلي (رويترز)