يواصل صندوق الاستثمارات العامة بخطى مدروسة وواثقة، تحقيق أهدافه وتطلعاته، بتشكيل مستقبل مزدهر يرتقي بالمملكة اقتصاديًّا، ويؤثر إيجابيًا على العالم، فضلاً عن دعم رؤية 2030، والمساهمة في تنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني، عبر توجيه استثماراته إلى قطاعات مفيدة، ذات مردود عالٍ، الأمر الذي رسخ مكانة الصندوق بين الصناديق السيادية الكبرى على مستوى العالم. وإذا كان الصندوق، الذي أُنشئ في العام 1971، يتبع خلال العقود الماضية، سياسات استثمارية محددة، تستهدف تعزيز استثمارات المملكة، إلا أنه شهد بالتزامن مع إعلان رؤية 2030 تطورات كثيرة في تلك السياسات، انطلقت بعد إعادة تشكيل مجلس إدارته برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وتُوجت بإطلاق برنامج صندوق الاستثمارات العامة عام 2017، بهدف دعم تحقيق برامج الرؤية، بإعادة بناء الاقتصاد الوطني على مرتكزات قوية وراسخة. وفعلاً لا قولاً، نجح برنامج صندوق الاستثمارات العامة في تعزيز التحول الاقتصادي، والتغيير الإيجابي والمستدام، ما جعل المملكة أكثر جاذبية للاستثمارات المحلية والعالمية، كما نجح في تحديد بوصلة استثمارات الصندوق بكل دقة، مستهدفاً المجالات الواعدة التي تصب في صالح الاقتصاد الوطني والبشرية جمعاء، وفي مقدمة هذه المجالات، الطاقة المتجددة والنظيفة، التي دخلها الصندوق بقوة، رغبةً منه في تحقيق تطلعات المملكة والأمم المتحدة، بإيجاد بيئات نقية، خالية من الملوثات. ولأهمية مجال الطاقة الخضراء، لم يكن غريباً أن يحدد الصندوق متطلبات الإنفاق الرأسمالي الخاص بالمشاريع الخضراء المؤهلة بقيمة 19.4 مليار دولار، معلناً تخصيص 5.2 مليارات دولار حتى يونيو الماضي، وهو ما يعكس استشعار الصندوق بهذه الأهمية، من أجل تحقيق طموح المملكة، بأن تمتلك الريادة في إنتاج الطاقة الخضراء، بجميع أنواعها، وتوفيرها للعالم بكميات تجارية، مثلما هي كذلك في إنتاج الطاقة الأحفورية، ويعزز هذا الطموح، إعلان الصندوق بقرب إضافة مشاريع خضراء جديدة إلى سجله الخاص بالتمويل الأخضر، تشتمل على مبادرات في مجال الطاقة المتجددة، والإدارة المستدامة للمياه، والمباني الخضراء، والوقاية من التلوث، وكفاءة الطاقة، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية الحية والأراضي، والنقل النظيف. اهتمام الصندوق بالمشاريع الخضراء، من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة لصناعات مستقبلية، تخص القطاع، وتحديداً في المشاريع الابتكارية والإبداعية، التي ترتقي بإنتاج هذه المشاريع، وبالتالي تخلق العديد من الفرص الوظيفية الطموحة لأبناء الوطن، وتوفر فرصاً هائلة لجميع القطاعات ذات العلاقة.