سرَّعت المملكة العربية السعودية تطوير وتبني تقنيات إنتاج الطاقة النظيفة مع إدارة انبعاثاتها ومعالجتها، حيث بدأ تشغيل خمسة مشروعات للطاقة المتجددة لرفع حصة الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء، وتواصل المملكة النمو الاقتصادي غير المسبوق، من خلال تواصل أكبر مع العالم، وبيئة أكثر استدامة، وواقع مليء بالفرص لشباب المملكة الطموح والمبدع ومسيرة إنجازات. تعتبر المملكة واحدة من أفضل الدول قدرة على استخدام الطاقة الشمسية، ويعود ذلك لتعرضها لأعلى مستويات من الإشعاع الشمسي في العالم، لذلك فإن إطلاق المملكة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، تطلّع فاعل إلى توطين سوق الطاقة المتجددة في المملكة مع تحقيق أعلى المعايير العالمية، ويهدف البرنامج إلى تفعيل مصادرنا المحلية لإنتاج الطاقة المتجددة، فمن المخطط أن يتم إنتاج ما مجموعه 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2023م. إعلان المملكة عن إنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المملكة، بقدرة إنتاجية تبلغ 2,060 ميجاواط وذلك في الشعيبة، بمكة المكرمة، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المشروع على مراحل تنتهي آخرها في الربع الأخير من 2025، يسهم في تحقيق مستهدفات المملكة في قطاع الطاقة المتجددة، باعتبار المحطة مشروعا ضخما في مجال الطاقة المستدامة، الذي من شأنه أن يسهم بشكل محوري وفاعل في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وفي هذا الشأن يقول الاقتصادي فهد شرف: وُضعت المملكة الاستدامة ضمن أهم جهود رؤية السعودية 2030 منذ إطلاقها، والآن تستهل المملكة حقبة جديدة بإعلان استهدافها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م. ويشير شرف: أن هذا الإعلان يأتي في إطار طموحات الرؤية الأوسع نطاقًا لتسريع عملية الانتقال الطاقي، وتحقيق أهداف الاستدامة، وقيادة موجة جديدة من الاستثمارات في هذا المجال. من جهته قال د. سالم باعجاجة: تستهدف المملكة إنتاج 50%، من الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وترفع مبادرة "السعودية الخضراء" الطاقة النظيفة وذلك عن طريق تغيير المناخ وتحسين جودة الحياة، من خلال انخفاض انبعاث الكربون لاعادة التوازن البيئي، وأوضح باعجاجة: ستتم إزالة 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية من خلال تنفيذ عدة مشاريع في مجال التقنية الهيدركربونية النظيفة وتزويد المباني والصناعات المختلفة ووسائل النقل بالطاقة اللازمة بكفاءة وفاعلية. سيساهم البرنامج الوطني للطاقة المتجددة بشكل فعّال في دعم اقتصاد المملكة وتطوير الكوادر البشرية من خلال تحقيقه للتوسع الاستثماري في قطاعات جديدة، وكذلك استقطابه لاستثمارات الشركات العالمية والمحلية وتأسيس التقنيات المتقدمة وتوطينها. لطالما كان للمملكة دور محوري في أسواق الطاقة العالمية، ومساهمًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي. تهدف رؤية السعودية 2030 إلى الارتقاء بمستقبل المملكة مع التركيز على الاستدامة كمحور أساسي في التخطيط وتأسيس البنية التحتية وتطوير السياسات والاستثمار. تلهم رؤية السعودية 2030 العالم، من خلال تعاملها المسؤول مع التحدّيات العصرية للطاقة والمناخ للمشاركة في الجهود الرامية لبناء مستقبل مستدام. تدفع رؤية السعودية 2030 بالالتزام الجماعي نحو مواجهة تحديات الطاقة والمناخ الحالية والمستقبلية بصورة ابتكارية وروح من المسؤولية، ففي خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في عام 2020م، أقر قادة الدول نهج الاقتصاد الدائري للكربون (CCE)، وهو مفهوم يقوم على نظام "الحلقة المغلقة" التي تحد من انبعاثات الكربون وتساعد على إعادة استخدامه وتدويره والتخلص منه، حيث يساهم هذا النظام في معالجة التغير المناخي والنهوض بالتنمية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي، ومن خلال الحد من الانبعاثات الكربونية والتوسّع في التقنيات المستعملة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، سيتمكن المجتمع الدّولي من مواصلة النّمو وتحقيق الاستدامة ومواءمة متطلباتها بين كلٍّ من الطاقة والمناخ.