تتناغم الخواطر على أرجوحة العقل فتتدافع الأفكار يميناً ويسارًا، ويحكم القلب المواقف على اختلافها، ويتبلور صدى ذلك الفكر بخطط محكمة الهدف، واضحة المعالم، سليمة القصد، نبيلة الرأي، ومن هنا وهناك كان الترتيب الفكري والاتزان المنطقي العقلي للإنسان هو أولى لبنات جودة العيش وسمو الفرد. فرسم خطة لأي عمل أو مشروع أو فكرة مدروسة الأركان، مكتملة المعالم، محدودة التوقيت، واضحة الصور هي نقطة انطلاقة قوية لعمل أو مشروع أو فكرة ناجحة بنسبة مئة بالمئة. إن التخطيط هو ملخص لآلية التنفيذ بتضاريسه الزمانية والمكانية، وهو السلسلة التنظيمية لحياة الفرد على وجه الخصوص، فالإنسان صاحب العقل التخطيطي هو بمثابة الزاوية القائمة بمعدل تسعين درجة مئوية في كافة الأصعدة الحياتية له، سواء أكانت في العلاقات أو التطوير، أو الهوايات، أو حتى في المعتقدات، ولكل قاعدة مختلفين. ولا ريب أن التخطيط هو محور التطور الحضاري والرقي الثقافي والنمو الاقتصادي الذي نعيش به في المملكة العربية السعودية التي تصعد سلالم المجد لكن ليس صعودا عاديا خطوة بخطوة ، وإنما قفزات تعانق السحاب وتصل إلى هام السحب. إن لريادة التخطيط صدى يمتد أثره لسنوات بعد تحققه، وجوهر عميق يكمن في نضج العقل المخطط وسلامته ورجاحته. ولا يخفي على الجميع النموذج التخطيطي السامي على الصعيد العالمي وهو رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي يهدف إلى الاقتصاد الزاهر والمجتمع الناهض والوطن الطموح. فقد أطلقت خطة رؤية المملكة العربية السعودية في عام 2016م، وهي خطة تنمية مستدامة وسيسطع بريقها لامعاً وتضيء شمسها الوهاجة جمالاً وفخامة ومجدًا في عام 2030. فخطة الرؤية العملاقة ذات المنهج المتفاني الاتقان، واسع الآفاق، بعيد المدى، مترامي الاتجاهات، نلمس نجاحها ونرى تفوقها ونحس بسرعة إنجازها فما بين 2016 و2030، فرق انتقالي من الثرى للثريا في كافة الأصعدة فهو نموذج يُحتذى به وتحدٍ لنجاح جذاب مشوق. فالتخطيط هو مسابقة فكرية تنظيمية سريعة كالبرق أو هي أسرع لتحقيق الأهداف، وترتيب الأفكار، وتنسيق الحياة، وختاماً.. يوم ما سنقول كان حلماً وها هو قد تحقق وأصبح منارة خلابة بارزة بفضل ريادة التخطيط.